ملك تقليدي في ساحل العاج يستنجد بأرواح الأجداد لمكافحة كورونا

يبتهل ملك منطقة سانوي في جنوبيّ شرق ساحل العاج، ويناجي أرواح الأجداد معولًا على الطقوس التقليدية لإبعاد فيروس كورونا المستجد عن مملكته مع احترامه في الوقت ذاته إجراءات احتواء الوباء.

ملك تقليدي في ساحل العاج يستنجد بأرواح الأجداد لمكافحة كورونا

(pixabay)

يبتهل ملك منطقة سانوي في جنوبيّ شرق ساحل العاج، ويناجي أرواح الأجداد معولًا على الطقوس التقليدية لإبعاد فيروس كورونا المستجد عن مملكته مع احترامه في الوقت ذاته إجراءات احتواء الوباء.

ويعتمد الملك التقليدي أمون ندوفو، رغم احترامه التوصيات الصحية المعمول بها، على الممارسات الموروثة عبر الأجيال لتطويق تفشي الفيروس في مملكته التي يتبع لها ثلاثة ملايين شخص أكثريتهم في ساحل العاج مع حضور أيضا في غانا المجاورة.

وتقام هذه الشعائر من أجل التصدي لكوارث شتى بينها الجفاف ومواسم الحصاد السيئة والفيضانات، ويجتمع فيها المئات أو الآلاف عادة. لكن في هذه المرة دعي حشد هزيل للمشاركة التزاما بحظر أي تجمع لأكثر من خمسين شخصا في إطار جهود تطويق وباء كورونا المستجد.

وتخطت ساحل العاج في الأيام الماضية عتبة الألف إصابة بالفيروس مع 14 حالة وفاة. ويضم هذا البلد الأفريقي مئات الملوك والزعماء التقليديين في إطار تنظيم اجتماعي عائد إلى الحقبة الاستعمارية. وتعمل هذه المنظومة التقليدية بموازاة الأسس السياسية في البلاد.

ويحظى هؤلاء الملوك التقليديون وحاشيتهم بهالة واحترام كبيرين بفعل حكمتهم التقليدية. وغالبًا ما يزور الساسة هؤلاء القادة المحليين قبل اتخاذ القرارات أو الإعلان عنها.

ويتبع نحو 20% من سكان ساحل العاج طوائف إحيائية (الشعبيّة التقليديّة)، كما أن بعض أتباع الديانتين الرئيسيتين في البلاد (المسيحية والإسلام مع 40% من السكان لكل منهما) يمارسون طقوسًا تظهر تقاربا لافتا مع الشعائر الإحيائية.

وقال الملك التقليدي "إننا اجتمعنا لفك النحس، سأتضرع إلى الأسلاف ليحموا السكان من فيروس كورونا وهي روح شريرة أتت للقضاء علينا".

وأضاف "أننا نعيش في عالم فاقد للمرجعية إذ لم يعد هناك من احترام الأسلاف والمحرمات والبيئة. الإنسان يدمر نفسه بنفسه. لم يعد هناك مساحة حيوية على الأرض، هذا الفيروس كان يعيش في هذه الطبيعة، إذا لم يعد له مكان فإنه مرغم على التوجه لمكان آخر والالتصاق بنا. بما أننا لا نجيد لغته فهو يتفشى لدينا".

وأشار الملك إلى ضرورة أن "يعيد الإنسان تحديد مساحته في هذا العالم ويحترم الطبيعة التي يعيش فيها، من دون هذا الاحترام سنواجه دومًا هذه الأوبئة". بعدها ترك الملك وحاشيته السجادة الحمراء قبل التقدم في الأرض الرملية للدارة الملكية.

وقال مستشار الملك، بن كوتيا بلباسه التقليدي "إننا في أفريقيا نعيش في العالم المنظور وغير المنظور، وحده الملك الحائز هذه السلطة يمكنه طلب إراقة الشراب لحماية العالم المنظور". وأشار إلى أن "الملك قادر على الطلب من النساء حاملات سر الطبيعة بأن يقمن بمسيرة 'أدجالو' في القرية لحماية الشعب".

وتتعرى النسوة خلال هذه المسيرة، ويتم الحجر على الرجال والأطفال، وهن يقمن حواجز عند مدخل القرية لمنع تسلل الأرواح الشريرة وإسقاط ضحايا، بحسب أوليفييه كاتي وهو مستشار آخر.

وتبقى طقوس "أدجالو" سرية حتى الليلة التي تسبق إحياءها حين يجوب حكواتي محلي شوارع القرية لدعوة الرجال والأطفال لملازمة المنزل.

وفي الدارة الملكية، يلمس الأشخاص الموجودون الكحول المسكوبة على الأرض من قبل الملك، بيديهم ثم يفركون وجوههم المرفوعة إلى السماء في مؤشر طاعة للملك الذي يعود إلى قصره على وقع قرع الطبول.

التعليقات