"الجاكيّة لحمة النباتيين"

أصبحت فاكهة الجاكية "جاكفروت" ذات الرائحة القوية والملمس الخشن والقشرة الصلبة، الوجبة المفضلة أو البديلة عن اللحوم لدى النباتيين في دول أوروبا وأميركا، بعد أن كانت الفاكهة مصدر إزعاج في الفناء الخلفي للمنازل في ساحل الهند الجنوبي.

الجاكية (Pixabay)

أصبحت فاكهة الجاكية "جاكفروت" ذات الرائحة القوية والملمس الخشن والقشرة الصلبة، الوجبة المفضلة أو البديلة عن اللحوم لدى النباتيين في دول أوروبا وأميركا، بعد أن كانت الفاكهة مصدر إزعاج في الفناء الخلفي للمنازل في ساحل الهند الجنوبي.

وتستخدم هذه الفاكهة في أطباق تعد في جنوب آسيا منذ قرون وكانت لفترة طويلة تنتج بكميات فائضة بحيث كانت تهدر أطنان منها سنويا. لكن الهند وهي أكبر منتج لهذه الفاكهة تعول على شعبية الجاكية المتعاظمة كـ"طعام فائق الجودة بديل للحوم يتغنى به كبار الطهاة من سان فرانسيكسو إلى لندن مرورا بنيودلهي".

ويقول فارغيز تاراكان، من بستانه في تريسور في كيرالا إننا "نتلقى الكثير من الاتصالات للاستعلام من الخارج... على الصعيد الدولي زاد الاهتمام بالجاكية أضعافا كثيرة".

وتبلغ زنة قطعة الفاكهة هذه خمسة كيلوغرامات بشكل وسطي وهي عندما تصبح يانعة يصبح لون لبها أصفر وتؤكل نيئة أو تستخدم في الحلويات والعصائر والمثلجات وكرقائق البطاطا.

الجاكية (Pixabay)

وعندما تكون فجة، تضاف إلى أطباق الكاري أو تقلى وتقطع. في الغرب أصبحت الجاكية المفرومة بديلا يلقى رواجا للحم وتستخدم أيضا في البيتزا.

ويقول انو بامبري، الذي يملك سلسلة مطاعم في الولايات المتحدة والهند "الناس يعشقون الجاكية. وحققت التاكو بالجاكية، نجاحا في كل مكان طرحناها فيه. وشرائح الجاكية مطلوبة على كل طاولة".

وكان الاهتمام العالمي في الغذاء النباتي الصرف يرتفع كثيرا قبل جائحة كوفيد-19 بسبب حركات كثيرة تروج له وللإقبال على "اللحوم البديلة".

وبسبب المخاوف على الصحة والبيئة يتحول مستهلكون إلى بدائل الدجاج واللحوم التي تستند إلى النبات. وكان تقرير للأمم المتحدة اقترح اعتماد حمية تستند أكثر إلى النبات للمساعدة في تخفيف آثار التغير المناخي.

وأدت هذه الفورة إلى ارتفاع عدد البساتين المزروعة بالجاكية في هذه الولاية الساحلية.

ويقول جوزف إن "الإحساس شبيه بمضغ اللحم لذلك ثمة إقبال عليها وهي تمتص التوابل أيضا مثل اللحوم". وتبيع شركته دقيق فاكهة الجاكية الذي يمكن خلطه مع القمح أو استخدامه كبديل له.

وأوضح أنه "عندما قمنا بتحليل للمزايا لغذائية تبين لنا أن الجاكية كطبق أفضل من الأرز والخبز لشخص يريد التحكم بمستوى السكر في الجسم".

قلب الجاكية (Pixabay)

ولم يندم تاركان أبدا لانتقاله من زراعة المطاط إلى الجاكية على أرضه ولديه نوع من هذه الفاكهة يزرعه على مدار السنة.

ويقول مبتمسا "عندما قطعت أشجار المطاط ظن الجميع أنني مجنون. لكن الأشخاص أنفسهم باتوا يأتون إلي ويسألونني عن سر نجاحي".

وفي ولايتي تامول نادو وكيرالا، يصل الطلب على الجاكية إلى 100 طن متري يوميا خلال موسم الذروة مع إيرادات قدرها 19,8 مليون دولار سنويا على ما يؤكد استاذ الاقتصاد س. راجيندران من معهد "غانديغرام رورل إينستيتوت". لكن ثمة منافسة متزايدة من دول أخرى مثل بنغلادش وتايلاند.

ويشكل الإقبال العالمي الجديد على الجاكية تحولا جذريا لهذه الفاكهة المستخدمة في الأطباق المحلية لكنها كانت تعتبر لفترة طويلة فاكهة الفقراء. وتعطي كل شجرة 150 إلى 250 قطعة فاكهة في الموسم.

ويقول سوجان ساركار كبير الطهاة في مطاعم بامبري في بالو ألتو إن "آكلي اللحوم باتوا يعتمدون أيضا الجاكية ولا يقتصر الأمر فقط على النباتيين أو النباتيين الصرف فهم يحبونها أيضا".

التعليقات