أزمات لبنان توسّع ظاهرة انتحار الشباب

تتنامى ظاهرة الانتحار مؤخرا في لبنان، لا سيّما بين الشباب، الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى إخفاقات سياسية واقتصادية واجتماعية يمر بها لبنان

أزمات لبنان توسّع ظاهرة انتحار الشباب

احتجاجات في بيروت (أ ب)

تتنامى ظاهرة الانتحار مؤخرا في لبنان، لا سيّما بين الشباب، الذين يوجهون أصابع الاتهام إلى إخفاقات سياسية واقتصادية واجتماعية يمر بها لبنان.

ووفق أحدث إحصاء رسمي لقوى الأمن الداخلي، سجّلت في لبنان العام الماضي، 171 حالة انتحار، لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاما.

وتشير إحصاءات غير رسمية إلى ضِعف هذه الأعداد خلال العام الجاري، بسبب عدة عوامل أبرزها الأوضاع الاقتصادية الخانقة وتداعيات تفشي فيروس كورونا على سوق العمل في البلاد.

وفي هذا الصدد، قال الشيخ علي الغزاوي، مدير مؤسّسات أزهر البقاع التابعة لدار الفتوى اللبنانية إن "كلّ الشرائع السماويّة أتت من أجل حفظ الدين والنسب وحفظ العقل والنفس".

وأوضح الغزاوي لـ"الأناضول" أن "قتل النفس مُحرّم، ومن قتل النفس وكأنّه قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنّه أحيا الناس جميعًا".

وحول ضرورة محاسبة المسؤولين عن اتساع ظاهرة الانتحار في لبنان، قال الغزاوي إن "المسؤول عن المنتحر بسبب ضيق الرزق أو حتى ضعف ديني، هو المجتمع الذي ينتمي إليه".

وقال مسؤول التواصل في جمعيّة "إمبرايس"، أيمن رحمة، إن "عدد بلاغات الانتحار تضاعف هذا العام، إذ تراوحت بين 400 و 500 شهريا، بعد أن كانت حوالي 200 شهريا عام 2019"، مضيفا أنه "بين آب/ أغسطس وكانون أوّل/ ديسمبر الماضيين، تلقينا نحو 788 اتصالا بشأن حالات انتحار، فيما تلقينا 1768 اتصالا خلال الفترة الممتدة بين كانون ثان/ يناير ونيسان/ أبريل الماضيين".

وعزا أسباب تنامي الظاهرة إلى "تداعيات جائحة كورونا والحجر المنزلي والعنف الأسري، إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمالية في لبنان".

وأوضح أن "نحو 90% من الأشخاص الذين يفكرون بالانتحار يعانون أمراضا نفسيّة، وبالتالي فإن الوقاية بالتوعية والتشجيع ضرورية لتفادي تنامي تلك الظاهرة".

بدورها، قالت الأخصائية والمعالجة النفسية، لانا قصقص، للأناضول، إنّ "الدعم النفسي لمن يعانون أفكارا سوداوية أمر مهم".

وأضافت قصقص "يمرّ لبنان بأوضاع سياسية واقتصادية ومالية غير مستقرّة، دفعت المواطنين وخاصة الشباب إلى القلق والاكتئاب والإرهاق النفسي".

التعليقات