تمرّد أميركيّ على تدابير الإغلاق وقواعد وضع الكمامات

اعتبر العديد من الأميركيّين أن الحاجة إلى وضع كمامة لاحتواء تفشي فيروس كورونا مجرّد "خدعة".

تمرّد أميركيّ على تدابير الإغلاق وقواعد وضع الكمامات

توضيحية (أ ب)

اعتبر العديد من الأميركيّين أن الحاجة إلى وضع كمامة لاحتواء تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) مجرّد "خدعة".

وشكّك مواطن أميركيّ يدعى ديفي بوتيرة انتشار الوباء، بقوله إنه "كلما ازداد عدد الاختبارات، ازدادت الحالات الجديدة"، مرددا التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أثناء محاولته تفسير العدد القياسي للإصابات التي سجلت مؤخرا في كاليفورنيا وولايات أخرى.

ولا يبدو ديفي الوحيد في هذه المدينة في مقاطعة أورانج، التي تتمتع بحضور واسع لأنصار الحزب الجمهوري، الذي يتمرد على تدابير الإغلاق وقواعد وضع الأقنعة.

وفي حين لم يرتفع عدد الإصابات بوباء (كوفيد-19) في مقاطعة أورانج بشكل حاد كما هو الحال في بعض المدن خصوصا في أنحاء جنوب الولايات المتحدة وغربها، إلا أن نسبة احتمال تفشي العدوى مقلقة.

وأشار موظف في متجر قريب إلى أن العديد من أصحاب المحلات التجارية، تخلوا عن محاولة ضمان الامتثال لقواعد وضع الكمامات، نظرا إلى تحوّل المسألة إلى قضية حساسة.

وأوضح الموظف الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أنه "شهدنا الكثير من الاحتجاجات ضد إغلاق الشاطئ ووضع الأقنعة. وتقوم الكثير من المحلات التجارية هنا بأمور ترضي الزبائن بهدف عدم خسارتهم".

ودفع الجدل حول هذه القضية مديرة الصحة في المقاطعة، نيكول كويك، إلى الاستقالة الشهر الماضي، بعد أسابيع من الدفاع عن تدبير وضع الكمامات على مستوى المقاطعة.

وقارنت أستاذة علم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا، ويندي وود، معارضةَ وضع الكمامات بالمعارضة التي واجهتها قوانين وضع أحزمة الأمان في البداية، موضحة أن "هذا سلوك جديد لمعظم الأميركيين".

وأقرت وود بأن تعقيد هذه المشكلة يتمثّل في الرسائل المتضاربة التي صدرت من السلطات على المستوى المحلي ومستوى الولاية، ولا سيما على مستوى الحكومة الفدرالية.

وتابعت: "أصبحت المسألة مسيّسة وباتت تمثل في الواقع توجهك السياسي" بحيث يميل الديمقراطيون إلى اتباع النصائح الواردة من خبراء الصحة مثل كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فاوتشي، أما الجمهوريون فهم أكثر عرضة للتأثر بشكوك ترامب وتوجيهاته المختلطة المرتبطة بالأقنعة.

وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، أليسون دنديس رينتلن، إن الجدل يتجاوز الهوية السياسية، مضيفة: "لا أنكر وجود نوع من القبلية والتسييس المفرط لكنني أعتقد أن الأمر أكثر تعقيدا... لا يحب الأميركيون أن تملي الحكومة عليهم ماذا يفعلون".

التعليقات