أشهر قصور اليمن يواجه خطر الانهيار

يواجه قصر سيئون التاريخي في اليمن خطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات من الإهمال، ليصبح معلما آخر من معالم اليمن المهددة في البلد الذي مزقته الحرب.

أشهر قصور اليمن يواجه خطر الانهيار

(علي حسن، فيسبوك)

يواجه قصر سيئون التاريخي في اليمن خطر الانهيار بسبب الأمطار الغزيرة وسنوات من الإهمال، ليصبح معلما آخر من معالم اليمن المهددة في البلد الذي مزقته الحرب.

وقصر سيئون من أكبر المباني الطينية في العالم، ويعرف بلونه الأبيض بأقواسه وزخارفه، وشكل مقرا لحكم سلطان الدولة الكثيرية. وطبعت صورة قصر سيئون على ورقة الألف ريال اليمني نظرا لأهميته التاريخية.

ويتألف المبنى من سبع طبقات ويعتبر من بين الأكبر في العالم، وتحتفظ واجهته برونقها الأصلي.

وواجهت السلطات المحلية صعوبات في جمع الأموال لصيانة المواقع المهمة مثل القصر الذي يضم متحفا في سيئون، ثاني كبرى مدن محافظة حضرموت في وسط البلاد، بسبب الحرب الأهليّة المستمرّة منذ العام 2014.

وتصاعد النزاع مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 لدعم القوات الحكومية في مواجهة الحوثيّين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في الشمال والغرب.

وتحول القصر في عام 1920 إلى مقر للسلطنة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت قبل أن تُلغى في عام 1967.

وتعرض لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الأشهر الماضية.

ويحذر المهندس المختص في ترميم المباني التاريخية والأثرية، عبد الله بارماده، من أن المبنى في "خطر في حال عدم الاستجابة بسرعة للترميم، خاصة أنه آيل للسقوط"، ويؤكّد "هناك بعض الأضرار في الأساس وفي السطح وفي الجدران وبعض الأسقف، ويحتاج إلى الصيانة المستمرة كونه مبنيًا من الطين".

وتسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت اليمن في الأشهر الماضية بوفاة العشرات في أنحاء البلاد.

وأدّت الأمطار منذ منتصف تموز/يوليو الماضي إلى تدمير العديد من المباني والمنشآت وألحقت أضرارا بمواقع مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظّمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وخاصة في صنعاء القديمة وشبام وزبيد.

وفي مدينة تعز، أدت الأمطار إلى انهيار مبنى البوابة في المتحف الوطني في تعز، ثالث كبرى مدن البلاد، في خسارة جديدة للتراث اليمني.

فتح قصر سيئون أبوابه أمام الزوار عام 1984، وأغلق أبوابه عند اندلاع الحرب وأعاد فتحها جزئيا في عام 2019.

ويقول المدير العام للهيئة العامة للآثار والمتاحف في حضرموت، حسين العيدروس، إن "هذا المبنى الطيني الضخم يعد من أهم المباني الطينية في اليمن بشكل عام وربما في الجزيرة العربية"، ويشير العيدروس إلى أنّه "مع ضخامة هذا المبنى وقدمه، فإنه تعرض للكثير من الأضرار. أسباب هذه الأضرار بشكل أساسي هي الأمطار. تتشرب المباني الطينية المياه التي تتساقط عليها".

ويؤكد مدير المتحف، سعيد بايعشوت، أن المتحف أغلق أبوابه في بداية النزاع عندما سيطر تنظيم القاعدة على محافظة حضرموت، وأخفيت مجموعة من القطع الأثرية المهمة في أماكن سرية.

ويحتوي المتحف على شواهد قبور تعود إلى العصور الحجرية وتماثيل تعود إلى العصور البرونزية ومخطوطات تاريخية قديمة، قال إنها "أخفيت في أماكن سرية خاصة في المتحف وذلك لتأمين المتحف من أية عملية سطو أو سلب أو تأثير من الحرب الدائرة في البلاد".

وسيطر التنظيم على عاصمة محافظة المكلا ومناطق أخرى في ساحل حضرموت في 2015 من دون أي مقاومة بينما كان التحالف بقيادة السعودية يركز على استهداف الحوثيين.

التعليقات