لماذا نأكل بالشتاء أكثر؟ وما الحل؟

يقضي الناس بغالبيتهم أوقاتا أكثر في منازلهم في فصل الشتاء، وفي هذه الفترة تتميّز سلوكيات الإنسان بنمط حياتي يختلف عن غيره في ما يتعلق بتناول الطعام وممارسة النشاط الجسدي.

لماذا نأكل بالشتاء أكثر؟ وما الحل؟

توضيحية (pixabay)

يقضي الناس بغالبيتهم أوقاتا أكثر في منازلهم في فصل الشتاء، وفي هذه الفترة تتميّز سلوكيات الإنسان بنمط حياتي يختلف عن غيره في ما يتعلق بتناول الطعام وممارسة النشاط الجسدي.

يجد بعض الناس صعوبة بالالتزام بعادات تناول الطعام الصحيّة، والتقيد بممارسة النشاط الجسماني. فكيف نواجه هذا الواقع؟ ثمة أسباب علميّة وأخرى نفسية اجتماعية وبيئية تفسّر هذه الصعوبة.

ورَدَ في مقالة صحية كتبتها أخصائية التغذية، نهى زيدان، أن أسبابا كثيرة تفسّر الظاهرة وهي؛

أسباب بيوكيميائية

الميلاتونين: ينتج الجسم في فصل الشتاء الكثير من هرمون الميلاتونين الذي يؤثر على سلوك الإنسان ويسبب العصبية والتعب والخوف. كلما كان الظلام أشد ازداد إنتاج الميلاتونين مما يؤدي إلى خلق مزاج اكتئابي الأمر الذي يزيد من استهلاك الشخص للطعام. وكلما ازداد التعرض للضوء تراجع إنتاج الميلاتونين فيتحسن المزاج، ويقل استهلاك الطعام.

السيراتونين: وهو ناقل عصبي مسؤول عن الكثير من الوظائف في الجسم كالمزاج، ونظام الجوع والشبع، والرغبة الجنسية وغيرها. يؤثر السيراتونين على المزاج وعلى الإحساس بالشبع والجوع مباشرة.

أسباب فسيولوجية

يؤثر الطقس على مركز الشهية في الدماغ وكلما أصبح الطقس أكثر برودة احتاج الجسم إلى كمية أكبر من الطاقة لرفع درجة حرارة الجسم ويحتاج إلى أن يوظف الطاقة عن طريق تناول الطعام كي يعمل على تدفئة الجسم عندما يكون الجو باردًا في الخارج.

سبب نفسي اجتماعي بيئي

نُمضي في فصل الشتاء وقتا أطول في البيت بسبب برودة الطقس حيث تقل رغبتنا في الخروج مقارنة مع غيره من الفصول الدافئة، وذلك لا يضطرنا إلى التأنق ولبس الملابس التي تبين تقاطيع الجسم أكثر من الملابس الفضفاضة التي عادة ما نلبسها في المنزل.

إضافة إلى أن ملابس الصيف تكون أدق وتبرز كل شيء، في حين أن ملابس الشتاء تجعل من السهل علينا إخفاء فائض الكيلوغرامات في أوزاننا.

في فصل الشتاء نكون أكثر رغبة في البقاء في بيوتنا واحتساء المشروبات الساخنة التي ترتبط في كثير من الحالات بتناول الكعك بأنواعه المختلفة، والسحلب والمهلبية، وغيرها من المواد الغذائية الغنية بالسكر والنشويات. ونكون أقل رغبة في تناول الأطعمة الباردة، كاللبن البارد والسلطة.

توضيحية (pixabay)

يُستدل مما تقدم أننا نكون في الشتاء في حالة من الاكتئاب، ونشعر بالبرد، ونحب البقاء وقتا أطول في بيوتنا، ونمارس القليل من النشاط الجسماني، ونشرب الكثير من الشاي مصحوبا بتناول أنواع الكعك المختلفة مما ينطوي على المزيد من الكربوهيدرات.

كيف نواجه الأسباب المذكورة أعلاه؟

للتغلب على هبوط مستوى السيراتونين، يُفضل الحرص على تناول الكربوهيدرات المركبة خلال النهار، كالخبز الكامل، والمعكرونة، والبرغل، وغيرها.

يُفضل ممارسة النشاط الجسماني في البيت من خلال القفز على الحبل، الرقص، صعود الأدراج.

الحرص على تناول المأكولات التي تدفئ الجسم، مثل: حساء الخضار، حساء العدس، يجب أن ننتبه إلى أن أنواع حساء البقوليات، أو الحساء مع الفطر والبطاطا غنية أكثر بالسعرات الحرارية.

لخفض نسبة الميلاتونين يفضل استخدام المصابيح شديدة القوة في البيت والخروج للتعرض لأشعة الشمس.

يجب أن تضم لوائح طعامنا الخضار البرتقالية اللون والفواكه الجافة التي تعتبر مُدفئة حسب الطب الصيني.

لاستبدال المأكولات الغنية بالنشويات بمأكولات أخرى قد يتجنب الناس تناولها بالشتاء (بسبب برودتها ولأنها تحفظ بالثلاجة كالخضار والأجبان ومنتجات الحليب) يوصى بإخراج هذه المأكولات من الثلاجة قبل حوالي ساعة من موعد تناولها، كي تصبح ملائمة للأكل.

التعليقات