ما هو التفكير العلمي وخصائصه؟

التفكير العلمي أو ما يسمى بالإنجليزية (Scientific Thinking)، يعني بمفهومه الأساسي ويدل على التفكير بمحتوى علمي ومستوى مجموعة عمليات منطقية تأتي في سياقه؛ كالتصميم التجريبي والاستدلال بالأسباب واستنباط

ما هو التفكير العلمي وخصائصه؟

(توضيحية - unsplash)

التفكير العلمي أو ما يسمى بالإنجليزية (Scientific Thinking)، يعني بمفهومه الأساسي ويدل على التفكير بمحتوى علمي ومستوى مجموعة عمليات منطقية تأتي في سياقه؛ كالتصميم التجريبي والاستدلال بالأسباب واستنباط الأفكار بالإضافة إلى تشكيل مفاهيم واجتياز فرضيات باختبارها وما يتبع لتلك الأمور حول إيجاد حل لقضية معينة.

أهمية التفكير العلمي

يملك التفكير العلمي أهمية بحتة لدى الفرد والمجتمع حيث يمتاز العالم في هذه الأوقات بأنه يعيش في جو من انفجار المعارف وتسارع المعلومات في انتشارها والوصول إلى الاكتشافات، فيمكن اعتبار التفكير العلمي هو وسيلة للتعامل المعاصر مع العلم والمعارف والوصول إلى مبتغانا منها. حيث نستطيع من خلاله الوصول إلى أدلة وبراهين؛ تؤكد سلامة معلوماتنا وصحتها، كما أننا قادرون على إثبات حدوث ظواهر معينة وعوامل مرافقة لها، من خلال التفكير العلمي.

خصائص التفكير العلمي

يعمل التفكير العلمي على أسس معينة لأنه يعني تحقيق عملية عقلية يقوم بها الإنسان بإرادته من أجل دراسة موضوع معين، يهدف إلى حل مشكلة أو فهم قضية، ولا يمكن أن يُدرك التفكير العلمي مباشرةً بل يمكننا الاستدلال عليه من آثاره ونتائجه وحتى خصائصه التي سنتطرق إليها كما يأتي:

التنظيم

التنظيم

حيث يتم تحضير الفرضيات ووضعها ضمن إطار عالي التنظيم ويعتمد الدقة من أجل ضمان الوصول إلى فعالية جيدة ونتائج مرضية وهادفة بشكل حقيقي؛ وذلك في حدود الاختبار قبل الوضع النهائي للفرضيات.

التراكمية

يعتمد هذا المصطلح على تجميع المعلومات والمعارف المنبثقة حول فكرة أو قضية معينة يتم نقاشها، حيث يشارك فيها العديد من الباحثين والكتاب وغيرهم من حائزي العلم ومتقني التفكير العلمي، وبالتالي يتم تراكم المعارف والمعلومات ونصل إلى تأكيد حقائق واكتشاف غيرها على سبيل التوسع والحقيقة العلمية.

الاشتمال الجيد ويقين المعرف

حيث أن أسمى أهداف التفكير العلمي يأتي من التوصل إلى نتيجة أو حل أو شرح هادف حقيقي ودقيق حول القضية المبنية على هذا التفكير، ولذلك يجب أن تكون نتائجه تحتمل الدقة والشمولية لنستطيع من خلالها الاستفادة من التحليل الناتج لدينا واستخدامه في مجالات متنوعة ومختلفة مهما تعددت المواقف أيضا.

الوصول إلى السبب

إن حصد العلم والأفكار واستنتاجها في سبيل التفكير العلمي الذي يتبع خططا منهجية راقية تصل إلى مقصد هادف لا يعتمد فقط على الوصول إلى الغاية مهما كانت أهميتها كبيرة أو قليلة، بل يتعدى ذلك التفكير في سبب تلك القضية والبحث العميق كما البحث فيها؛ لإيجاد أسباب منطقية وسليمة علميا وفكريا.

تجريد المعلومات ودقتها

يندرج التفكير العلمي لفهم مسألة معينة والتوصل إلى مغزاها وحقيقة أمرها من خلال معلومات دقيقة ويعتليها التجرّد؛ حيث ينطوي في جنباتها استعمال لغة منهجية قائمة على أسس ذات حرفية علمية ودقة عالية وذلك للتوصل إلى نتائج صحيحة ودقيقة وواقعية.

ما هي خطوات التفكير العلمي؟

حتى يجري التفكير العلمي ويعتمره النجاح وتحقيق الغاية فإنه يعتمد مجموعة هامة من الخطوات التي تتعلق وبه وتتأثر به نتائجها؛ لذا من المهم التعرف على خطواته بدقة وهي ما يلي:

الإحساس بالمشكلة

نصل إلى التفكير من خلال الاستنارة؛ عندما يعترض الفرد موضوع معين أو اضطراب لم يكن له حل، فينبغي على الشخص أن يشعر بالمشكلة وتحثه على المضي قدما بطرح التساؤلات والبحث عن إجابتها؛ فهذا هو مغزى التفكير العلمي الصحيح.

تعيين المشكلة

تعيين المشكلة

بعد الشعور بالمشكلة ووجودها، يجب الاعتماد على حصرها من أجل مناقشة جميع ما تتعلق به وجوانبها حتى يكون العمل والتفكير والعلوم المكتشفة حولها؛ صحيحة ودقيقة بما يكفي.

تجميع المعلومات والبيانات

تكمن الأهمية هنا بتحري الدقة والتفاصيل المهمة دون نسيان أي شيء يتعلق بما نبحث عنه وفيه، فكل أمر له علاقة بالقضية سوف يحتاج إلى استنباط نتائج وتفسيرات واستنتاجات مهمة عنه؛ حتى نصل إلى كل شيء نبتغيه.

وضع فرضيات للحلول

وتتضمن هذه الفرضيات كل الحلول التي من الممكن أن تساعدنا؛ إضافةً إلى جميع ما نستطيع تخمينه؛ طبعا مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية هذه الفرضيات لتحري صحتها وسلامتها وعلاقتها بالموضوع.

فحص الفرضيات

لاستخدام التفكير العلمي لهذه الغاية طرق ووسائل مناسبة علميا ومعرفيا؛ وذلك حتى نصل إلى حل يرضي كينونة القضية ويعتمد أصولا على العلم الصحيح.

الاستنتاج والتعميم

تعني هذه الخطوة انتقاء فرضية أكثر ملاءمة للموضوع من بين كافة الفرضيات المطروحة أمامنا والتي تشكل حلا وثيقا لدينا.

التطبيق والاستخدام اللاحق

بعد الوصول إلى حل هادف ودقيق، يجب التنبؤ بما قد يجري لاحقا من ظواهر وأحداث قد تتطور وبالتالي يجب استعمال هذا الحل بالشكل الأمثل لذلك.

مجالات استعمال التفكير العلمي

يتم تطبيق التفكير العلمي في كافة المستويات من جميع المجالات؛ سواء كانت علمية أو إنسانية أو عملية، حتى لو تضمنت علوم الاجتماع والتجارة والقانون وما يتعلق به بالإضافة إلى الصحافة. حيث يمكن اعتبار التفكير العلمي سبيل نموذجي ومثالي وفي نفس الوقت عالمي بعيدا عن نوع محدد للتخصصات.

في حال كان الانسان ذا قدرة جيدة وامتلك أساليب وإبداعات التفكير العلمي وما تحتويه من قدرة ناقدة أو تحليل ووضع حلول وافتراضها ومن ثم مناقشتها والبحث عن أنسبها، من أجل التوصل إلى نتائج مرضية وعميقة ذات صلة وثيقة وعلاقة وطيدة بالقضية المطروحة، فإنه سوف يعمد دائما إلى اتباع وسيلة التفكير العلمي هذه في مجالات عديدة ومتنوعة من حياته سواء كانت العلمية أو المهنية أو حتى غيرها من المجالات.

ونستطيع معرفة الفرد الذي تمكن من التفكير العلمي واعتماده في أساليب معيشته من خلال قدرته القوية بالحصول على استنتاجات عميقة وتملك أدلة وبراهين مثالية مهما اختلفت مناحي استخدامه لهذه الآلية، لأنها صاحبة التميّز والتفوق الدائمين، وأينما حلت على مفاصل المجتمع، فإنها سوف تأتي بالنفع الكبير والمصلحة المشتركة نظرا لامتلاكها ارتباط وثيق بما يأتي مستقبلا من مشكلات وقضايا تطورت مثلا عن موضوع سابق وبالتالي نستخدم الحلول ونلجأ إليها أيضا بأساليب مبتكرة تساعدنا في حل جميع ما يعترضنا لما يملكه التفكير العلمي المثالي من قدرة هائلة على التكيف.

التعليقات