ما الذي يجري حقا في المنطقة 51؟

تقع المنطقة 51 بالقرب من منطقتين عسكريتين أخريين هما موقع نيفادا للتجارب حيث جرى اختبار الأسلحة النووية الأميركية منذ العام 1950 حتى التسعينيات وساحة نيفادا للتجارب والتدريب. وتبلغ مساحة هذه المناطق الثلاث

ما الذي يجري حقا في المنطقة 51؟

(توضيحية)

ما هي المعلومات المؤكدة عن المنطقة 51؟

تشير "المنطقة 51" إلى منطقة على الخريطة وهي الاسم الأكثر شيوعا للإشارة إلى واحدة من القواعد الجوية الأميركية. تقع هذه المنطقة على بحيرة غروم (Groom Lake) وهي حوض مائي جاف في صحراء نيفادا وتحديدا على بعد 135 كم شمال لاس فيغاس.

إن التجارب والنشاطات التي تجري داخل هذه القاعدة الجوية تحيط بها سرية تامة كما أن المدنيين ممنوعين من دخولها كليا. يحيط بالمنطقة سياج متين شائك وحراس مسلحون ولافتات تحذير وإنذار بالإضافة إلى أنظمة المراقبة الإلكترونية. علاوة على ذلك فمن المخالف للقانون الطيران فوق المنطقة رقم 51 إلا أن الموقع بحد ذاته قد أصبح متاحا للتمحيص والتدقيق فيه عبر صور الأقمار الاصطناعية منذ 2019 التي تبدو فيها مسارات ومدارج الطائرات التي يبلغ طولها 3.7 كم.

تقع المنطقة 51 بالقرب من منطقتين عسكريتين أخريين هما موقع نيفادا للتجارب حيث جرى اختبار الأسلحة النووية الأميركية منذ العام 1950 حتى التسعينيات وساحة نيفادا للتجارب والتدريب. وتبلغ مساحة هذه المناطق الثلاث مجتمعةً ما يقدر بـ2.9 فدان من الأرض.

ووفق تصريحات الجيش الأميركي فإن المنطقة 51 وملحقاتها تمثل مساحة قتال واقعية ومريحة وذات أبعاد متنوعة لإجراء التجارب وتكتيكاتها وتطويرها وللتدريب المتقدم.

لماذا تم بناء المنطقة 51؟

تم بناء وتشييد المنطقة 51 خلال الحرب الباردة

جرى بناء وتشييد المنطقة 51 خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي كمكان لتطوير وتجريب الطائرات بما في ذلك مشروع (U-2) ومشروع (SR-71) لطائرات بلاكبيرد. ومع أن القاعدة الجوية هذه قد جرى افتتاحها في العام 1955 إلا أن وجودها لم يكن معترفا به من قبل الاستخبارات الأميركية حتى آب/أغسطس 2013.

بعد 4 أشهر من اعتراف الاستخبارات الأميركية هذا بوجود المنطقة 51، قام الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في ذلك الوقت بذكرها على العلن وكانت هذه هي المرة الأولى التي يقوم بها أحد الرؤساء الأميركيين الاعتراف بوجودها أو ذكرها على الملأ.

ماذا يجري في المنطقة 51 في هذه الأيام؟

مع أن المعلومات الرسمية تعتبر نادرة الوجود عن النشاطات التي تجري داخل المنطقة 51، إلا أنه من المرجح جدا أن الجيش الأميركي يتابع استخدامها لتطوير الطائرات المتقدمة وتقنياتها. كما يعتقد أن ما يقارب 1500 شخص يعملون داخل هذه المنطقة وهم يذهبون إلى عملهم عبر رحلات جوية خاصة من مدينة لاس فيغاس القريبة جغرافيا إليها.

وقد أفادت الكاتبة آني جاكوبسون التي اعتادت الكتابة عن المنطقة 51 بأن أفضل برامج الجاسوسية وأكثرها تقدما موجودة داخل المنطقة 51. وتضيف جاكوبسون أن المنطقة 51 ما هي إلا منشأة تجارب وتدريب بدأت أعمالها مع مشروع طائرة التجسس (U-2) في خمسينيات القرن الماضي وقد تطورت في عصرنا هذا إلى التجارب على الطائرات بدون طيار والدرونز.

ماذا عن تواجد المخلوقات الفضائية وصحونهم الطائرة في المنطقة 51؟

ماذا عن تواجد المخلوقات الفضائية وصحونهم الطائرة في المنطقة 51؟

الإشاعات حول المنطقة 51

قبل أن يقدم الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما على ذكر المنطقة 51 رسميا، كانت الأفلام والمسلسلات وحتى بعض الأفلام الوثائقية تتحدث عن المنطقة 51. إلا أن الحصة الأكبر من الأقاويل والافتراضات تنالها بلا منازع منتديات نظرية المؤامرة والمؤمنون بوجود المخلوقات الفضائية بيننا أو حتى في الفضاء الخارجي.

في الحقيقة إن ما يتداوله البعض عن المنطقة 51 لا يصب أبدا في مصلحة المؤمنين بوجود شيء مريب في هذه القاعدة والداعمين لهذه النظريات لأنه مبالغ فيه. فعلى مرّ السنين برز عدة أشخاص يتحدثون عن تجاربهم مع المخلوقات الفضائية وكيف كان مقر الأخير هو المنطقة 51 دونا عن غيرها من بقاع الأرض. يذهب البعض في خياله إلى حد وصف هذه المخلوقات بطريقة غريبة فيقولون إن لونها شفاف مائل إلى الأبيض وأن عيونها سوداء ضخمة وأنوفها وأفواهها مدببة صغيرة. وأفاد البعض الآخر بأنهم قد رأوا أنوارا غريبة تطير في السماء حول المنطقة 51 بطريقة لا يمكن أن تكون لطائرة أو صاروخ وإنما هي صحون طائرة.

إلا أن الفجوة الأكبر في أقاويل معظم هؤلاء الأشخاص والتي تدعو الناس إلى التأكد من تلفيقهم للأحداث التي مروا بها بعد أن قامت المخلوقات الفضائية "باختطافهم" هي أن هذه المخلوقات حسب ما يدعون قد قامت بـ(Probing) عليهم. للذين لم يتلقفوا معنى هذا المصطلح فهو مشتق من كلمة مسبار ويقصد بها هنا أن المخلوقات الفضائية تجري أبحاثا على الجسم البشري عبر إدخال معدات خاصة عن طريق فتحة الشرج. يبدو أن المخلوقات الفضائية بالرغم من تطورها الظاهر على مركباتهم الفضائية لم يسمعوا بعد بالأشعة السينية أو غيرها من أنواع التصوير والبحث العلمي!

في الحقيقة إن كمية الإشاعات والأقوال والفرضيات والنظريات التي تلف المنطقة 51 لا يمكن حصرها في مقالة واحدة، إلا أن آخرها يقول إن الحكومة الأميركية مدركة تماما لوجود مخلوقات تعيش في جوف الأرض وأن هذه المخلوقات قوية جدا وقادرة على تدمير البشرية لولا وجود اتفاقيات بينها وبين الدول العظمى وأن المنطقة 51 تخبئ واحدة من بوابات الأرض السفلى هذه التي يعتمدها سكان هذه المنطقة للخروج لقضاء حاجات خاصة بهم.

حقيقة المنطقة 51

إن الشيء الوحيد الحقيقي والمؤكد حول المنطقة 51 هو السرية والتكتم الكبيرين اللذين يحيطان بها وهو ما ساعد على تغذية الشائعات والنظريات الخيالية هذه. وبالرغم من السرية التي تحافظ عليها الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن حول محتويات ونوعية النشاطات التي تتم في المنطقة 51، إلا أنها استجابت للكم الهائل من الأقاويل التي تتعلق بوجود المخلوقات الفضائية أو على الأقل مركباتها في قاعدتها الجوية هذه عبر إحداث مكتب خاص بأخبار المركبات الفضائية في الخمسينيات ليتعامل الأشخاص الذين يفيدون رؤية المركبات الفضائية في صحراء نيفادا.

يغيب عن ذهن هؤلاء الأشخاص وغيرهم أن المنطقة 51 ليست إلا قاعدة جوية موجودة بهدف دراسة وإنشاء وتجريب كافة أنواع المركبات الجوية المتقدمة والتي لا يفكر الإنسان العادي بوجودها ولذلك فمن الطبيعي ألا يكون الإنسان العادي قادرا على استيعاب قدراتها في الطيران. ويبدو أن الحكومة الأميركية سعيدة بالهالة الفضائية المحيطة بالمنطقة 51 لإخفاء مشاريعها المتطورة وإبعاد أعين الفضوليين عنها.

التعليقات