"مرمي 2023": مهرجان عالمي للصيد بالصقور في قطر

انطلق المهرجان مطلع الشهر الجاري وسيستمر لغاية 28 كانون الثاني/يناير، وهو يتخلل عدة بطولات متخصصة في الصيد بالصقور، ويشهد المهرجان منافسات قوية بين محترفي الصيد التراثي العتيق.

من مهرجان "مرمي 2023" في قطر (الأناضول)

تشهد فعاليات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد "مرمي 2023" بنسخته الرابعة عشر، منافسات قوية بين محترفي الصيد التراثي العتيق.

ومن المقرر أن تستمر المنافسات التي انطلقت مطلع الشهر الجاري لغاية 28 كانون الثاني/يناير، في "صبخة مرمي" بصحراء سيلين التي تبعد عن العاصمة القطرية الدوحة أكثر من 50 كيلومترا.

ويتخلل المهرجان عدة بطولات متخصصة في الصيد بالصقور وهي "الطلع" و"هدد التحدي" و"الدعو المحلي"، وبطولتي الصقار الواعد والصقار الصغير، فضلا عن هدد السلوقي (نوع من أنواع الكلاب).

ويختص "الطلع" بصيد الصقر للحبارى، و"الدعو" سباق السرعة بين الصقور، ويشمل سبع فئات لأنواع الصقور المختلفة، و"هدد التحدي" سباق بين الصقور والحمام الزاجل، إضافة لبطولة "سباق السلوقي"، بجانب بطولات الصقار الصغير والصقار الواعد وغيرها من المسابقات.

تراث الصقارة

ويشهد المهرجان القطري في نسخته لهذا العام بطولة "المزاين" المتخصصة في جماليات الصقور لاختيار أقوى وأجمل صقر.

ويحمل كل صقر مشارك في المهرجان جواز سفر، ورقم شريحة حسب فئته ونوعه.

ويتنافس "الصقارة" خلال المهرجان والبطولات بحثا عن التأهل عبر مغامرة ومنافسة شديدة يتأهل بعدها أقوى وأسرع الصقور.

ففي صحراء سيلين مترامية الأطراف، حيث تلتقي زرقة السماء مع الرمال الذهبية كسر المشاركون صمت الفضاء، إذ بسط الصقارون أفرشتهم في جلسات أخوية قبل انطلاق المنافسات، يتبادلون أطراف الحديث مع ارتشاف القهوة العربية، فيما تبسط الصقور سطوتها في السماء عندما يحل وقت التنافس.

ويهدف مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد "مرمي" إلى توثيق وتعزيز تراث الصقارة المسجل في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية وفقا لمنظمة يونسكو منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2010.

ويحمل المهرجان أهمية كبير في الدولة الخليجية للحفاظ على تراث الصقارة والصيد التقليدي، فالصيد بالصقور من الهوايات التراثية الخليجية المحببة لدى الأجيال الناشئة، وكبار السن على حدٍ سواء.

مشاركة خليجية واسعة

ويتميز المهرجان بالدعم اللامحدود وقوة المنافسة والحضور الجماهيري الكبير من مختلف الدول، لا سيما المشاركة الواسعة من جانب الصقارين في دول مجلس التعاون.

ويقام المهرجان الذي تنظمه "جمعية القناص"، تحت رعاية رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، جوعان بن حمد آل ثاني، ويعد الصقر رمزا من رموز العزة والقوة والتحدي والمنافسة، كان ولا يزال الدافع الأكبر لانتشار هذه الهواية في قطر والخليج.

وتوارثت بلاد العرب وغيرها مهنة الصيد بالصقور وغيرها سعيا إلى الرزق منذ قديم الزمان، ولكن مع تطور الحياة البشرية أصبح هذا الموروث معرضا للاندثار.

وكانت قطر من أوائل الدول التي تبذل جهودها لتعزيز الحفاظ على هذا التراث العالمي ليس محليا فحسب بل في العديد من الدول العربية والأجنبية، مساهمة بذلك في الحفاظ على هذا الموروث.

ويعتبر مهرجان "مرمي" أحد أكبر المهرجانات المتخصصة في مجال الصقور والصيد في المنطقة والعالم دليلا على هذا الاهتمام الكبير.

وسعت 11 دولة عربية وأجنبية إلى وضع الصقارة على قائمة "يونيسكو" للتراث الإنساني، بهدف تشجيع الدول على تبنّي إستراتيجيات وخطط عمل واضحة ومُحكمة لصون هذا التراث، ومنح "الصقارة" المشروعية وفق مبدأ الصيد المستدام، الأمر الذي تحقق عام 2010.

التعليقات