الغطاء الجليدي والفقمة التي أشارت إلى الكارثة المحتملة

كشف علماء الجمعيّة الوطنيّة الأستراليّة للبحوث العلميّة، جاء أنّ نهر دينمان الجليديّ، يذوب بسرعة 70.8 مليار طن في السنة،

الغطاء الجليدي  والفقمة التي أشارت إلى الكارثة المحتملة

(Getty)

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، تقريرًا حول التجربة التي التي أُجريت عام 2011 في جزيرة كيروغلين، وهي بقعة نائية في أقصى المحيط الهنديّ، والتي جرى فيها تثبيت جهاز استشعار طويل الأمد، من قبل علماء، على رأس فقمة، وذلك لدراسة التغيّرات المناخيّة.

وتسبح هذه الفقمة تسبح لأكثر من 1500 ميلًا جنوبًا نحو القطب الجنوبيّ، وغالبًا ما تجد غذاءها في قاع البحر، وتستطيع الغطس إلى عمق يتجاوز الميل. وقال التقرير، إنّ هذه الفقمة قدّمت دليلًا على أنّ نهر دينمان الجليديّ في القطب الجنوبيّ، يمكن أن يشكّل بالفعل تهديدًا للسواحل العالميّة.

وسبحت الفقمة من موقع انطلاقها وحتّى أسفل دينمان الجليدي، والذي أنبأ عن أنّ هذه المناطق تصبح أدفأ مع الوقت، ويمكن لهذه المياه الدافئة أن تُذيب الجليد، ممّا يشكّل خطرًا هائلًا على منسوب المياه. ولم تكن هذه البقعة قد أخذت نصيبها من الاهتمام من قبل العلماء، إذ كان الأمر صعب التحقيق لوجستيًّا.

ومن خلال مراقبة تحرّكات الفقمة عام 2011، لاحظ الباحثون أنّ النهر الجليديّ بدأ بفقدان جزء من كتلته، وهو ما يعدّ علامة مقلقة، لأنّ هذا النهر من الممكن أن يكون مدخلًا محتملًا لمياه المحيط الدافئة للجليد، وهو ما سيؤدّي إلى ذوبان تدريجيّ فيه، ممّا سيحدث تدفّقًا للمياه في المحيط، وقد يشكّل ذلك ارتفاعًا في سطح مستوى البحر لما يزيد عن 15 قدمًا، وهو ما يضع يشكّل تهديدًا مباشرًا لعدد من المدن الساحليّة في العالم.

أعلى من سطح البحر

ودفع هذا الاحتمال إلى مراقبة دينمان عبر الطائرات والاقمار الصناعيّة على مدار الوقت. وفي عام 2019، استطاعوا نشر خريطة جديدة للأراضي المدمّرة تحت الغطاء الجليديّ في أنتاركتيكا المتجمّدة، وفي عام 2020، استطاع العلماء إرسال الروبوتات تحت نهر جليديّ اسمه توتن، إلّا أنّ أحد هذه الروبوتات قد انحرف عن مساره، وظهر بعد 8 أشهر تحت نهر دينمان، وهو ما وفّر للباحثين معلومات مهمّة حول درجات الحرارة وتحديد كميّة المياه الدافئة تحت النهر الجليديّ، بالإضافة إلى معدّلات سرعة الذوبان، والتي قد تؤدّي إلى تدفّق ملايين الأطنان الجليديّة إلى مياه المحيط في كلّ عام.

وفي تقرير، كشف علماء الجمعيّة الوطنيّة الأستراليّة للبحوث العلميّة، وقالوا إنّ نهر دينمان الجليديّ، يذوب بسرعة 70.8 مليار طن في السنة، بعد أن كان عدد من العلماء يعتقدون أنّ جليد مناطق الساحل الشرقي للقارة القطبيّة الجنوبيّة، معرّضة للذوبان بوتيرة أقلّ.

وحسب تقرير صدر عن جامعة ساوثهامبتون البريطانيّة، فإنّ درجات حرارة المياه قبالة الساحل الشرقيّ للقارّة القطبيّة، ارتفعت بمقدار 2 - 3 درجات، ووفقًا لدراسات أخرى، فإنّ القارّة الجنوبيّة القطبيّة تفقد نحو 155 مليار طن من الجليد سنويًّا، إلّا أنّ "انهيار الغطاء الجليديّ ليس حتميًّا"، إذا تمّ اتّخاذ التدبيرات اللازمة والسيطرة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الجوّ.

وفي تسعينات القرن ال20، بدأ العلماء بملاحظة التسارع في ذوبان الجليد، وذلك في ظلّ التغيّرات المناخيّة وأنشطة البشر، في حين يخشى باحثون، من انهيار الغطاء الجليديّ، والذي قد يتسبّب بكوارث على مستوى العالم، والتي وصفها القائمون على الدراسة، بأنّها "نقطة تحوّل مناخيّة". وفي حال انهيار الغطاء الجليديّ في غرب القارّة القطبيّة الجنوبيّة، فإنّ ذلك سيكون كافيًا لرفع مستوى البحار إلى 3.3 متر.

وأشارت دراسة إلى ارتفاع درجات الحرارة في أجزاء من غرينلاد، إلى مستويات لم تصلها منذ 1000 عام. ويقول القائم على الدراسة التي نشرت نتئجها وكالة الصحافة الفرنسيّة، البروفيسور في فيزياء المناخ في جامعة كوبنهاغن، موليسو فنثر، "هذا يؤكّد للأسف على الأخبار السيّئة التي نعرفها بالفعل، من الواضح أنّنا بحاجة إلى كبح جماح هذه الاحترار، من أجل وقف ذوبان الغطاء الجليديّ في غرينلاند".

وقالت "IPCC"، وهي لجنة دوليّة تبحث في المناخ، إنّ ذوبان الغطاء الجليديّ في غرينلاد، سيسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بما يصل إلى 18 سنتمترا حتّى عام 2100. وبموجب اتفاق باريس للمناخ، وافقت الدول على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتَين مئويتَين.

التعليقات