مظاهرة عمالية غاضبة أفشلت احتفالات " ويسكونسين " في الناصرة..

-

مظاهرة عمالية غاضبة أفشلت احتفالات
نظمت جمعية صوت العامل النقابية يوم أمس، الاثنين، مظاهرة عمالية حاشدة أمام مركز شركة " اغام مهليف" المطبقة لمخطط ويسكونسين في مدينة الناصرة.

وجاءت هذه المظاهرة الغاضبة أمام مركز الشركات في حي الفاخورة ، في وقت قامت فيه هذه الشركات بمحاولة لتنظيم احتفال على تطبيق مخطط ويسكونسين الحكومي في الناصرة، وادعاءات الشركات بنجاحها في إيجاد أماكن عمل للعاطلين عن العمل في مدينة الناصرة.

وبينما كانت الشركات في أوج استعداداتها لتنظيم الاحتفال، احتشد أكثر من 400 من العمال والعاملات مقابل مباني الشركة، وبدأت أغاني الشيخ إمام "هم مين وإحنا مين" و"شيد قصورك عالمزارع" وغيرها، وهي أغاني الفقراء والكادحين، تصدح عبر مكبرات الصوت في حي بير أبو الجيش في الناصرة.

ووسط تعزيزات شرطية كبيرة، بدأت جموع العمال الغفيرة بهتفاتها الغاضبة المنددة بالمخطط الحكومي وقد برز من ضمن هذه الهتافات: " يسقط مخطط ويسكونسين الحكومي"، " تسقط شركة اغام مهليف"، " عالمكشوف وعالمكشوف ويسكونسين ما بدنا نشوف"، " ويسكونسين بره بره المرأة العربية حرة"، وغيرها من الشعارات والهتافات العمالية..
وكانت شركة " اغام مهليف" قد دعت إلى هذا الاحتفال أكثر من 150 شخصية، ولضمان نجاح احتفالها لجأت الشركة إلى إدخال " الضيوف" عبر مدخل جانبي وليس عبر البوابة الرئيسية، وذلك تجنبا لأية مواجهة مع المتظاهرين، غير أن حسابات الشركة قد انقلبت رأسا على عقب، فبعض " الضيوف" الذين وصلوا واصطدموا بالمظاهرة الغاضبة فضلوا العودة من حيث أتوا، وفي وقت لاحق تبين أن الغالبية العظمى من المدعوين إلى الحفل قد تغيبوا خوفا من مواجهة المتظاهرين. وتبين فيما بعد أن عدد الحضور لم يتجاوز الثمانين شخص، بمن فيهم موظفو الشركة.

وأفاد عدد من الموظفين داخل الشركة أن الاحتفال قد حكم عليه بالفشل، وان برامج الاحتفال لم يتم تنفيذها بسبب " إزعاج " مكبرات الصوت التي صدرت عن المظاهرة، وان إدارة الشركات مارست ضغوطا كبيرة على الشرطة لمنع المتظاهرين باستعمال مكبرات الصوت التي كانت سببا في فشل الاحتفال وعدم الحضور الكافي للضيوف.

وعلى الرغم من الحضور الهزيل لحفل الشركات، فان الشيخ سمير عاصي إمام مسجد الجزار في عكا، كان مميزا بالنسبة للشركات، لأنه رجل الدين الوحيد الذي حضر الى الحفل.

ولكن مع دخوله بوابة مباني الشركات هوجم من قبل المتظاهرين بانتقادات في غاية الحدة الأمر الذي جعله يترك الحفل المزعوم ويتجه إلى جموع المتظاهرين ويقف إلى جانبهم ضد الشركات.

وقال الشيخ في كلمته أمام المتظاهرين:" لقد ضللوني وغشوني، وعندما كنت في الشركات همس في أذني احد الموظفين في الشركات وقال لي:" ماذا تفعل هنا، مكانك ليس هنا، مكانك هناك.. مع الناس المتظاهرين في الخارج،" وعندما أرادوا أن القي كلمة رفضت بشكل قاطع وخرجت أتضامن معكم، واعتذر منكم يا إخوتي، ولقد كان سوء تفاهم في الموضوع، والله ينصركم عليهم".

وقام الشيخ بتمزيق الكراسات والنشرات التي وزعت في الشركات أمام المتظاهرين الغاضبين.

وكان الشيخ قد سأل احد الأشخاص في إدارة الشركات عن أسباب المظاهرة التي تجري في الخارج ، فرد عليه :" إن هذه مظاهرة للتضامن مع غزة."!!
وكانت المظاهرة التي قد تواصلت لثلاث ساعات قد تخللتها كلمات العمال والعاملات المتضررين من مخطط ويسكونسين.

وقد تحدث يوسف رحال من " صوت العامل"، الشيخ احمد سعيفان، منال زعبي، ورؤوفة خليلية زوجة المرحوم خير خلايلة، اسماعيل قويدر عضو بلدية الناصرة، والاستاذ سعيد بكارنة، ومدير جمعية صوت العامل النقابية في الناصرة وهبة بدارنة.

وأكد جميع المتحدثين على ضرورة مواصلة النضال ضد مخطط ويسكونسين الحكومي الذي لا يهدف إلا لقطع المخصصات عن العاطلين عن العمل، وان الاحتفال الذي حاولت الشركات تنظيمه قد فشل فشلا ذريعا بسبب الموقف القوي والصلب للعمال والنضال الدؤوب لجمعية صوت العامل ضد المخطط الحكومي.

واختتمت المظاهرة بهذا الدعاء الذي كتبته احدى المتضررات من مخطط ويسكونسين ورددته حناجر المتظاهرين:

اللهم انصرنا على الظلم والظالمين.
وقونا لنخرج من المعركة منتصرين.
واجعل ضمائرهم تؤنبهم لما هم بنا فاعلين.
واجعل المتعاونين معهم اكبر المتضررين والخاسرين.
واعد الموظفين الفاشلين الى مكاتب العمل كما كانوا زاحفين.
واجعل هذا اليوم قريب لاننا له منتظرين.
اللهم وفق كل من يعمل بجمعية صوت العامل لانهم لحقوقنا مطالبين ولكل مساعدة مستعدين.

التعليقات