تحرك شعبي في بير المكسور ضد كسارة "هنسون" التي يصفونها بـ"كسارة الموت"

مصادر طبية لعـــ48ــرب: نسبة الاصابة بامراض الرئتين في الاحياء القريبة من الكسارة تفوق المعدل بكثر "

تحرك شعبي في بير المكسور ضد كسارة
يعاني أهالي بير المكسور من ارتفاع نسبة التلوث البيئي الكبير الذي بدأ بالازدياد مؤخرا ومصدرة كسارة "هنسون" في الجهة الغربية من القرية، فأعمال هذه الكسارة والتي أقيمت قبل نحو عشرين عاما أخذت بزيادة وتيرة العمل في السنوات الاخيرة بحسب ما يقول الاهالي، الامر الذي نجم عنه زيادة نسبة التلوث وضرره على المواطنين، ناهيك عن عدم التزام ادارة الكسارة بتعليمات منظمات جودة البيئة، هذه التعليمات من شأنها أن تحد من درجة التلوث ومخاطرها المباشرة على صحة الاهالي.

وقد بدأ الاهالي يشعرون بالخطر اليومي الذي يشكل تهديدا لحياتهم جراء هذه الكسارة بعد أكتشاف معطيات مذهلة عن حالات الاصابة بامراض الرئتين وأرتفاع حالات الاصابة بامراض الربو ومشاكل الجهاز التنفسي والعديد من الامراض الاخرى، كالحساسية والرشحة وغيرها.

هذه المعطيات أدت الى تحرك شعبي في سبيل مواجهة الخطر المباشر على سلامة المواطنين في قرية بئر المكسور، وأخذ الاهالي يجرون الاتصالات مع المجلس المحلي في القرية والتوجه الى ادارة الكسارة من أجل الالتزام بتعليمات منظمات العدل البيئي وأحترام سكان الحي الغربي في القرية المعروف بحي "مكمان"، والذي بدأ سكانه يخشون أنهيار المنازل فوق رؤوسهم بسبب تطاير الحجارة من الكسارة وكذلك تصدع أعمدة وجدران منازلهم.

هذا وقد وصلت موقع عـــ48ــرب معلومات طبية موثوقة من أحد المراكز الطبية التي تعالج حالات الاصابة بأمراض الربو ومشاكل في جهاز التنفس ان نسبة الامراض في بئر المكسور وعلى وجه التحديد في حي "مكمان" المجاور لحي هنسون، تفوق معدلات الاصابة بهذه الامراض بكثير، وأن غالبية أهالي الحي يعانون من مشاكل طبية جدية ومتفاوته سببها المباشر هو التلوث البيئي.

هذه الاسباب التي يعرفها اهالي الحي جيدا جعلتهم يتحركون من اجل محاربة التلوث البيئي، ومؤخرا قام عدد من شبان القرية بالتوجه الى الكسارة والاحتجاج أمامها بسبب ساعات العمل التي تستمر حتى ساعات الليل المتأخرة، وقد تسبب هذا التجمهر الى توتر في الاجواء جعلت عدد من الوجهاء يتدخلون لتطويق الموضوع،وقد عبر اهالي حي مكمان عن سخطهم لعمل الكسارة مطالبين الجهات المعنية بالتدخل للحد من معاناتهم.

وفي زيارة لموقع عــ48ـرب الى الحي للوقوف عن كثف على الظاهرة، صرح الاهالي ان نسبة التلوث في الجو تصل أحيانا الى درجة تكاد تحجب الرؤية والى وجود كميات من الغبار في الجو تجعل الجلوس امام المنزل او في حديقته أمرا مستحيلا بسبب صعوبة التنفس ودخول الغبار في الاعين، ناهيك عن أصوات الانفجارات المتواصلة والتي تحدث أيضا في ساعات الليل وتترك آثار نفسية صعبا على الاطفال.تقول السيدة كامله أم ابراهيم التي لا يبعد منزلها الـ 200 مترا هوائيا: "أن غبار الكسارة خاصة في أيام الصيف يسبب معاناة كبيرة من ناحية صعوبة التنفس وكذلك في دخول الغبار من النوافذ الى البيت، هذا الامر يسبب متعبا جسدية ونفسية كبيرة". وتضيف: "حجارة الكسارة وصلت عدة مرات الى الى ساحة منازلنا، وأشتكينا هذا الامر الى ادارة الكسارة، فحضر ممثل منهم وفحصوا كذلك نسبة التلوث الا ان شيئا لم يتغير".
ويحدثنا الشاب سامر حجيرات: "اعاني منذ خمسة سنوات من الربو والاطباء قالوا لي ان علي الوقاية من الغبار والتلوث، فكيف لا ان اعيش في بيئة غير ملوثة اذا كان بيتي يجاور الكسارة، ويقول سامر: "نسبة الضجيج هي نسبة كبيرة جدا بسب عمل المعدات الثقيلة وحدوث الانفجارات، واحيانا يستيقظ اطفالي ليلا يرجفون بسبب الخوف من اصوات التفجيرات.

يقول الحاج عبد الله حجيرات ( 59 عاما) وهو أب لعائلة من خمسة انفار: "عام 2000 توجهت الينا جمعية للمحافظة على البيئة ومقرها في القدس، وذهلوا من كميات التلوث الموجودة في المنطقة، وقاوا بتركيب جهاز على سطح منزلي لقياس نسبة التلوث، وتوجهوا مرارا الى ادراة الكسارة محتجين على عملها. لكن وبعد فترة قصيرة، لم يعودوا الى هنا، ونحن نرجح أن ضغوطات كبيرة من مستويات عليا مورست على الجمعية من أجل السكوت عن حقيقة ما يحدث".

على تلة تطل على كسارة "هنسون" التي وصفها أحد الاهالي "بكسارة الموت" ، التقينا الحاج أبو خليل حجيرات الذي قال: "ان الاضرار الصحية والنفسية التي تشكلها الكسارة هي كبيرة جدا ومعروفة، لكن الامر من ذلك أن تصاحب هذه المعاناة معاناة اقتصادية، كنت املك المئات من رؤوس المواشي قبل أعوام ومع مرور الوقت أخذت اراضي المراعي من حولنا تكتسي الغبار ولونها الابيض يوحي لك ان الثلوج قد سقطت عليها من شدة الغبار، ولهذا فأن الاراضي لم تعد صالحة للمرعى، هذا الامر أرغمني بشراء الاعلاف المصنعة من أجل تغذية المواشي، وكما هو معروف فان اسعار الاعلاف اخذت بالارتفاع ولهذا فان الامر تسبب لنا بخسائر أقتصادية كبيرة جدا، وأخذت ابيع تدريجيا المواشي لأنها بدات تعتبر بالنسبة لي أمرا مربحا".
من جهته، قال خضر طيب حجيرات في حديث " ان الكسارة اصبحت مصدر قلق لجميع أهالي القرية فحي العوابدة أو مكمان ليس وحده من يعاني من خطر كسارة هنسون لذا فنحن بحاجة لعمل جماهيري من أجل التصدي لهذا الخطر وحماية انفسنا واولادنا، واناشد المجلس المحلي بالتحرك والوقوف الى جانب السكان من أجل سلامتهم .
هذا وعلم موقع عــ48ــرب من مصادر موثوقة أن كسارة هنسون تستعمل في ساعات الليل المـأخرة مادة كيماوية سائلة يطلق عليها أسم " مادة هادئة" يمنع لمسها باليد وتعطي تعليمات خاصة وصارمة للعمال في كيفية التعامل مع المادة ووجوب وضع "كمامة" تنفس، من اجل عدم التسمم من المادة. كما ويتم اضافة هذه المادة السائلة الى الاسفلت لكي يصبح اسفلت من الصنف "الممتاز"، الذي يعطي شعورا من الراحة بعد تعبيد الشوارع به، بحيث يصبح صوت الاحتكاك بين اطار المركبات والشارع منخفضا، كما وتساعد هذه المادة في عدم تشقق الاسفلت.......

التعليقات