قطعان الفاشيين يصعدون من اعتداءاتهم على العرب في مدينة عكا ووقوع إصابات والشرطة تتقاعس عن ردعهم وتلاحق الشبان العرب..

مراسل عــ48ـرب يحاصر في أحد المنازل يؤكد أن هناك خطرا حقيقيا على حياة السكان المحاصرين * النائبان جمال زحالقة وواصل طه يطالبان وزير الأمن الداخلي بالتدخل لوقف الاعتداءات

قطعان الفاشيين يصعدون من اعتداءاتهم على العرب في مدينة عكا ووقوع إصابات والشرطة تتقاعس عن ردعهم وتلاحق الشبان العرب..
أفاد مراسل موقع عــ48ـرب أن مئات الفاشيين حاصروا، في العاشرة من مساء الخميس، 6 منازل في حي المنشية الواقع شمال مدينة عكا في ظل خطر حقيقي على حياة سكان المنازل العرب.

وجاء أن المئات من الشبان اليهود حاصروا منزل أبو عتبة في شارع "أحاد هعام 21" في حي المنشية، وقاموا برشقه بالحجارة وتحطيم النوافذ، وهم يصرخون "الموت للعرب".

وأفاد مراسل موقع عــ48ـرب رائد دلاشة، الذي حوصر في المنزل، أنه قد وقعت عدة إصابات، كان بينهم عدد من الأطفال والنساء والمسنين.

وفي المقابل، فإن سيارات الشرطة تتجول في المدينة، ولا تقوم بأي دور في ردع قطعان الفاشيين عن اعتداءاتهم.

وفي نبأ لاحق جاء أن قوات الشرطة تدخلت أخيرا، وقامت بإطلاق القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه البيوت المحاصرة، وبدأت تعمل على تفريق قطعان المعتدين!

ويأتي ذلك في ظل مخاوف من تكرار عمليات الاعتداء، خاصة وأن قد سبق وأن حصل ذلك في أكثر من موقع في المدينة.

وكانت قد تجددت عند الساعة الثامنة مساء الخميس، الإشتباكات العنيفة بين المواطنين العرب واليهود في مدينة عكا، إمتدادا للمواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة فجر اليوم، في أعقاب إعتداء مجموعة من المتطرفين على عائلة عربية بحجة عدم إحترامها لما يسما حرمة "يوم الغفران".

وأفاد شهود عيان في إتصال مع موقع عــ48ـرب أن دوي إطلاق نار سمع في حي "فولفسون" في المدينة والذي تقطنه غالبية من العائلات العربية.

وجاء أن مواجهات بين العرب واليهود تدور في عدة مواقع في المدينة، وأن عددا من المصابين تم نقلهم إلى المستشفيات، وعلم أن أربعة أشخاص أعتقلوا حتى الساعة، وأن قوات من الوحدات الخاصة تنتشر في أحياء المدينة.

وقال شهود عيان من المواطنين العرب في اتصال مع مراسلنا إن الشرطة داهمت حي فولفسون شمالي المدينة وأن مواجهات تدور في الحي، بعد إستفزاز قام به مجموعة من اليهود المتطرفين لأهالي الحي، ولم يتم التأكد من دقة المعلومات.

وقد أعلنت "نجمة داود الحمراء" عن رفع حالة التأهب في صفوف طواقمها إلى الدرجة القصوى، في مدينتي عكا ونهاريا، وإستدعت جميع طواقم الإسعاف التابعة لها، تحسبا لتوسع حدة الإشتباكات ووقوع اعداد كبيرة من الجرحى.
يذكر أن حي فولفسون شهد خلال السنوات الماضية توترات بين السكان العرب واليهود في أعقاب أعمال عربدة قام بها يهود متدينون كانوا يجوبون وسط الحي بأسلحتهم وسط تهديد وإستفزاز المواطنين العرب.

وكانت قائد شرطة عكا موشيه كوهن قد رفض بشدة السماح لأهالي الحي العرب برفع الأذان، رغم إبداء الاستعداد لوضع قيود على رفع الأذان، في أعقاب معارضة السكان الهود لذلك، على الرغم من إستعداد المواطنين العرب على ضبط وخفض صوت الآذان على أن يكون فقط وقت أذان المغرب، وأن لا يرفع الأذان أيام السبت ولياليها وفي أيام الأعياد اليهودية.

زحالقة يتوجه لديختر للتدخل فوراً لوقف الاعتداءات على عرب عكا

توجه النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي البرلمانية، إلى وزير الأمن الداخلي وطالبه بالقيام بخطوات عملية وسريعة لوقف الاعتداءات وأعمال الشغب ضد المواطنين العرب في مدينة عكا.

وحذر النائب زحالقة من أن الأحداث قد تتدهور نحو كارثة حقيقية إذا لم يجر وقف الرعاع الذين يعتدون على المواطنين العرب.

النائب واصل طه يطالب وزير الأمن الداخلي بالتدخل لوقف الاعتداءات

ومن جهته أجرى النائب واصل طه اتصالا هاتفياً مع وزير الأمن الداخلي أفي ديختر، حيث أطلعه على الأوضاع الحرجة والخطرة في عكا، وما يقوم به المتطرفون من الأحياء اليهودية من اعتداءات على الأحياء العربية والعبث بالأملاك، مطالباً بوقفها الفوري.

من جهته وعد وزير الأمن الداخلي النائب طه التدخل الشخصي لوقف الحصار على الأحياء العربية، ولجم المتطرفين ومنع تكرار مثل هذه الاعتداءات.


يذكر أنه مع حلول ما يسمى "يوم الغفران" والذي يفرض على العرب في المدن المختلطة ما يشبه الحبس المنزلي، وقعت مصادمات عنيفة في الساعات الأولى من فجر الخميس، في مدينة عكا بين اليهود والعرب في الأحياء الشرقية من المدينة. شارك فيها المئات وأدت إلى وقوع أضرار بما يقارب مائة مركبة و 30 حانوتا، في حين أصيب ثلاثة أشخاص بجروح. وبدورها قامت الشرطة بملاحقة الشبان العرب وإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي عليهم.

وعلم أن شابا عربيا من سكان البلدة القديمة قد توجه إلى منزل أحمد شعبان في شارع "بن شوشان" (في منطقة المنشية) الذي يقع في منطقة غالبية سكانها من اليهود شرقي عكا، وذلك لمرافقة شقيقته التي كانت تزور خطيبها نجل شعبان. وعندها قاموا برشقه بالحجارة.

وأكدت مصادر عكية لموقع عــ48ـرب أن أكثر من ألف من الشبان اليهود قد هاجموا منزل عائلة شعبان، بعد رشقه بالحجارة، واعتدوا على صاحبة البيت وابنتها، كما جرى تحطيم سيارات تعود للعائلة العربية.

كما أفاد شهود عيان أن بعض المعتدين قد أحضروا معهم كلابا شرسة لإرهاب أهل البيت، وهم يصروخون "الموت للعرب".

وقال أفراد عائلة شعبان أنهم واجهوا خطرا حقيقيا على حياتهم، بعد محاصرتهم والإعتداء عليهم، بحجة "يوم الغفران". وذكرت العائلة أنهم كانوا على إتصال مع شرطة عكا التي تخاذلت إلى حد كبير في الدفاع عن حياتهم، حيث لم تحضر المزيد من القوات لحمايتهم وإخراجهم من داخل بيتهم المحاصر. وبدلا من ذلك عمدت الشرطة إلى تفريق الشبان العرب خارج الحي الذين حضروا بعد سماع نداءات الاستغاثة عبر مكبرات الصوت في المساجد، متجاهلة أن أفراد العائلة يواجهون خطر الموت الحقيقي. وبقي هذا الوضع حتى الساعة الرابعة فجرا وسط مواصلة الشبان العنصريين اليهود قذف الحجارة على المنزل، إلى أن تم إخراج العائلة العربية من المنزل.

وادعت الشرطة في تحقيقاتها الأولية أن المصادمات قد تفاقمت مع سريان شائعة تفيد أن السائق العربي قد لقي مصرعه، وعندها هرع المئات من الشبان العرب إلى المنطقة، حيث كانت عائلة أحمد شعبان لا تزال محاصرة في شقتها، في حين قام الشبان اليهود برجم منزل العائلة بالحجارة. ما اضطر الشرطة إلى التدخل لإخراجها من المكان.

وادعت تقارير إٍسرائيلية أن مئات الشبان العرب وفي طريق عودتهم إلى البلدة القديمة، مرورا بشارع "بن عامي" قاموا بإحداث أضرار لما يقارب 100 مركبة و30 حانوتا.

وبحسب مصادر في الشرطة فإنها كانت على أتم الاستعداد لـ"يوم الغفران" وأنها قامت بنشر قوات كبيرة في المدينة، إلا أنها لم تتوقع حدوث مصادمات بهذا الحجم. كما أشارت تقديرات في الشرطة إلى احتمال وقوع مصادمات أخرى.

كما جاء أن الشرطة قامت باعتقال 6 أشخاص يشتبه بأن لهم دورا في المصادمات، في حين ادعت مصادر في بلدية عكا أن عناصر عربية متطرفة كانت تقف وراء التحريض.

ونقل عن أحد شهود العيان قوله إن الشرطة تأخرت في الوصول إلى العائلة المحاصرة، وعندما وصلت كان لديها قوة صغيرة لم تتمكن من السيطرة على الوضع.

وعلم موقع عــ48ـرب من مصادر في مدينة عكا أن ما يقارب 1500 عربي هرعوا إلى المنطقة بعد سماعهم نبأ محاصرة عائلة شعبان في منزلها والاعتداء على أفرادها. وعندها قامت الشرطة والوحدات الخاصة التي استقدمت إلى المكان بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط لتفريقهم.

كما علم أن الوحدات الخاصة لاحقت الشبان العرب حتى مداخل البلدة القديمة، وبدورهم ردوا على إطلاق الغاز والرصاص المطاطي برشق أفراد الوحدات الخاصة بالحجارة.

ولا يزال أفراد الوحدات الخاصة منشرين على مداخل المدينة، وسط توقعات بأن تقوم بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الشبان العرب.

ونقل عن أحد ضباط الشرطة في مدينة عكا قوله إن هناك قائمة بـ 23 مشتبها، تم اعتقال 3 منهم، وهناك نية لاعتقال عشرين آخرين. ورفض الضابط المذكور إطلاق سراح المعتقلين العرب الثلاثة.

كما علم موقع عــ48ـرب أن جهات كثيرة في عكا تحذر من احتمال قيام الشبان اليهود بعمليات انتقامية من العرب في المدينة.

تجدر الإشارة إلى أنه في ظل أجواء ما يسمى "يوم الغفران" تبقى الأرضية مهيأة لحدوث مواجهات ومصادمات بين العرب واليهود بسبب ما يعني ذلك من تقييد لحرية تحرك العرب في المدن المختلطة والبلدات اليهودية. وفي مدينة عكا بوجه خاص علم أنه تم نشر عدد كبير من الحواجز على عدد كبير من الطرقات لمنع تحرك المركبات في المدينة بشكل غير مسبوق.
...................

التعليقات