تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة: هدم السوق التجاري في أم الفحم مرة أخرى

عبد الفتاح: بمقدور العرب في الداخل قلب الطاولة ومفاجأة راسمي السياسة الإسرائيلية.. * النائب د. زحالقة: هدم المحل ثانية بعد إعادة بنائه هو إعلان مواجهة مفتوحة..

تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة: هدم السوق التجاري في أم الفحم مرة أخرى
عززت قوات الأمن والشرطة الإسرائيلية، من تواجدها المكثف منذ ساعات الفجر في أم الفحم ومنطقة وادي عارة، وذلك تحسبا لاندلاع مواجهات مع أهالي المنطقة وذلك في اعقاب هدم هدم السوق التجاري في المدينة مرة أخرى، حيث أقدمت الجرافات التابعة لوزارة الداخلية في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم الاربعاء بهدم بناية سوق السعدي في مدينة ام الفحم تحت حراسة مشددة من المئات من أفراد الشرطة والوحدات الخاصة.

وقد أغلقت الشرطة المعززة بقوات كبيرة من كافة الوحدات منطقة وادي عارة بأكملها تحسباً من حضور الأهالي إلى المنطقة في محاولة لمنع عملية الهدم.

وقد نشبت مواجهات بين الشرطة وأهالي المدينة، اعتقل خلالها 17 شابا من بادعاء عرقلة عمل الشرطة والتصدي للهدم.

وقد توافد المئات من الأهالي والعديد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية ورئيس البلدية والاعضاء ونشطاء مختلف الأحزاب إلى المنطقة، إلا أنهم منعوا من الاقتراب من موقع الهدم.

هذا وشهدت منطقة المثلث موجة من هدم المنازل والمحلات التجارية، حيث تم خصصت وحدة تنفيذ أعمال الهدم وتحويلها الى مقاولين، فيما حولت صلاحيات الهدم من وزارة الداخلية الى وزارة القضاء.

وتشهد منطقة وادي عارة وام الفحم، منذ ساعات الفجر تواجدا أمنيا مكثفا لمختلف أذرع الأمن والشرطة ومختلف الوحدات، وذلك تحسبا لإمكانية اندلاع مواجهات، في أعقاب هدم السوق التجاري في مدخل المدينة مرة أخرى بعد أن افتتح مجددا في مطلع الأسبوع بعد أن تم هدمه قبل نحو ثلاثة اسابيع، حيث قامت اللجنة الشعبية والبلدية بإعادة إعماره وافتتاحه مطلع الأسبوع.

ويلاحظ تواجد وانتشار مئات أفراد الشرطة والوحدات الخاصة وحرس الحدود، على طول شارع وادي عارة وتمركزهم في العديد من المفارق والمحاور الرئيسية. كما تنتشر قوات الوحدات الخاصة في مدخل مدينة ام الفحم.

وعلم أنه تم اعتقال 17 شابا منذ ساعات الفجر من المدينة وذلك بشبهة عرقلة عمل أفراد الشرطة والتصدي لعملية هدم السوق.

النائب د.زحالقة: هدم السوق التجارية في أم الفحم تصرف بربري من قبل السلطة... علينا المبادرة فوراً إلى حملة مضادة لحماية بيوتنا وأراضينا

وصف النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، عملية هدم السوق التجارية في أم الفحم فجر اليوم، الأربعاء، بأنها "محاولة عربدة وتصرف بربري من قبل السلطة، التي تحرم المدن والقرى العربية من مسطحات وخرائط هيكلية تلبي احتياجاتها، ثم تأتي بعدها لتهدم المباني بادعاء أنها غير مرخصة.

وقال زحالقة إن هدم المحل مرة ثانية بعد إعادة بنائه هو إعلان مواجهة مفتوحة حول كل قضية البيوت والمحال التجارية المهددة بالهدم في وادي عارة وهي تعد بالمئات".

وكان النائب د.جمال زحالقة اقترح على وزير الداخلية، في لقاء معه قبل أيام، أن يبادر الوزير إلى تجميد كل أوامر الهدم وإقامة لجنة خاصة بمشاركة السلطات المحلية العربية لإيجاد حلول لقضية ما يسمى بالبيوت غير المرخصة. إلا أن الوزير قد تذرع بأن موضوع الهدم لم يعد ضمن صلاحياته وبأن الموضوع نقل إلى وزير القضاء.

وقال زحالقة إن الاقتراح قائم في كل الاحوال، وإنه إذا استمرت عمليات الهدم فإن الأمر سيؤدي الى تفجير الأوضاع وإلى مواجهة مفتوحة مع جماهيرنا التي لن تقبل ولن ترضخ لسياسة الهدم.

ودعا زحالقة إلى "إقامة لجان الدفاع عن الأرض والمسكن في كل قرية ومدينة، فكل بلداتنا تعاني من القضية نفسها، وهناك دلائل على أن السلطة قررت القيام بحملة لهدم البيوت وعلينا المبادرة فوراً إلى حملة مضادة لحماية بيوتنا وأراضينا".


لجنة المتابعة تدعو لاجتماع طارئ في أم الفحم غدا الخميس

في أعقاب عملية هدم السوق التجاري في أم الفحم، وجهت لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل دعوة إلى النواب العرب ورؤساء السلطات المحليات الأعضاء في سكرتاريا اللجنة القطرية ورؤساء وقادة الأحزاب والحركات السياسية لحضور اجتماع طارئ لسكرتارية اللجنة في مدينة أم الفحم يوم غد الخميس.

وجاء أن الاجتماع سيعقد في الساعة الحادية عشرة في قسم الهندسة التابع لبلدية أم الفحم، وذلك لمناقشة مواجهة تصعيد سياسة هدم البيوت العربية، في أعقاب الهدم البربري المتجدد لمباني سوق السعدي في أم الفحم


بعد زيارته متضامنًا ضد جريمة الهدم

عبد الفتاح يتساءل إذا كانت السلطة تنوي إشعال النار ويدعو إلى البدء بوضع خطة نضالية حقيقية

من جهته وصف أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، عملية الهدم الثانية لمبنى سوق السعدي في مدينة أم الفحم، فجر الأربعاء 23.7.2009، والإقدام على هدم عدة بنايات سكنية في الطيرة والنقب، في الأيام الأخيرة بأنه لعب بالنار. وتساءل ما إذا كانت السلطة وأجهزتها السياسية والأمنية قاصدة ذلك، أي إشعال النار، أو أنها تراهن على استمرار غياب ردّ شعبي شامل من المواطنين العرب على هذه الجرائم.

وأوضح عبد الفتاح، الذي زار موقع جريمة الهدم في مدينة أم الفحم، والتقى مع أصحابها وبعض الفعاليات التمثيلية المحلية، وبعد أن التقى رئيس المتابعة محمد زيدان للتشاور حول ما يجب فعله، أوضح - أنه بغض النظر عن تقديرات الحكومة الإسرائيلية أو نواياها، فإنه بمقدور العرب في الداخل قلب الطاولة ومفاجأة راسمي السياسة الإسرائيلية ضد العرب.

وقال إن الغضب الذي لم يصل بعد إلى مستوى الإشتعال، قد ينفجر بمبادرة عفوية من أوساط شعبية غير منظمة متجاوزة القيادات وممثلي الجمهور العربي، وهذا أمر طبيعي ومشروع في حالة صراع بين أكثرية معتدية ظالمة وأقلية قومية تسعى إلى الدفاع عن وجودها وأرضها وحريتها ومستقبلها ومستقبل أبنائها وبناتها.

وتساءل عبد الفتاح ما إذا كانت المؤسسة الإسرائيلية مستعدة لدفع ثمن تشويش مرافق عامة في البلاد إذا ما انفجر هذا الغضب الشعبي العارم، في لحظة من اللحظات.

وقال: إضافة إلى الضرورة القصوى لتطوير النضال الشعبي، واستنهاض الناس مجددًا والتفاعل مع همومهم اليومية والحياتية، علينا طرق الباب الدولي بكل جدية وتعريف تلك الدول الأوروبية، التي أصبحت تدين هدم البيوت وتطالب بوقف الإستيطان في القدس الشرقية بصورة واضحة، أن هناك أيضاً جرائم هدم وسياسة عنصرية ومعادية لجزء آخر من الشعب الفلسطيني يحمل المواطنة الإسرائيلية، ولكنه يعامل على أنه ضيف غير مرغوب. وأنّه تجري محاولات لخنق وجوده وتدمير مقومات حياته.

هذا وأدان عبد الفتاح، اعتقال سكرتير عام حركة أبناء البلد، رجا اغبارية لعدة ساعات وفرض الإعتقال البيتي عليه لعدة أيام بتهمة التحريض وزاره في بيته متضامنًا وقال أن هذه الممارسات القمعية لن تردع الناس عن النضال.


اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات: تصعيد الرد أصبح مسؤولية عليا


وقام وفد عن اللجنة الشعبية للدفاع عن الحريات بجولة تفقدية في سوق السعدي. وقام الوفد بالوقوف عن كثب على ما خلفته عملية الهدم وتدمير السوق بشكل شامل على ما فيه من محتويات ومواد غذائية وتموينية. وقامت باجراء اللقاءات والاتصالات والتنسيق طوال اليوم مع اللجنة الشعبية في ام الفحم ووادي عارة.

وأكدت لجنة الحريات ان ما جرى هو عملية عسكرية بكل معنى الكلمة حتى وان كان منفذوها من الشرطة ووحداتها الخاصة. وهو ذات الوقت عملية تمت بقرار سياسي على اعلى مستويات اتخاذ القرار السياسي والامني، وهدفه خلق حالة ردع وترهيب سلطوية هدفها وضع حد لمقاومة جماهير شعبنا في الداخل لسياسة هدم البيوت والاقتلاع التي تتصاعد في منطقة المثلث، ولخلق حالة الاحباط والتشكيك الذاتي.

وقالت إن الجماهير العربية اصبحت عمليا في خضم مواجهة تفرضها عليها الدولة بأجهزتها الامنية والسياسية والقضائية والمدنية. وأن جماهيرنا أقوى بكثير مما تعتقد سلطات القمع وان نفسها الكفاحي طويل وقادرة على فرض ارادتها وحماية وجودها. وترى اللجنة ان ما قامت به الشرطة من عملية هدم ثانية بعد اعادة البناء هو وضع ارادة جماهيرنا على المحك، وتسعى الدولة ليس فقط الى هدم السوق والاقتلاع وانما الى تسديد ضربة معنوية لجماهيرنا لا يجوز الاستخفاف بها.

وأضافت اللجنة فيبيان: كما ان الاعتقال الاستباقي للقيادي رجا اغبارية رئيس حركة ابناء البلد من بيته قبيل عملية الهدم هو دليل ومؤشر لاسلوب كنا حذرنا منه وهو انه وفي حالة مواجهة مستقبلية سوف تسعى الدولة الى اعتقال قيادات الجماهير العربية الاولى، الامر الذي يتطلب ان نكون جاهزين سياسيا وميدانيا لمثل هذه الامكانية. كما ان الاعتداء على من تواجد في المكان واعتقال 17 منهم هو مؤشر ايضا الى ضرورة التواجد المكثف والتنبه والتنبيه الجماهيري الذي وحده قادر على منع الهدم او على الاقل منع سهولة تنفيذه مهما كانت قوات الهدم والقمع كبيرة.

وتابعت: امام هذا التصعيد فان المطلوب استجماع القوى والتعامل بثقة كبيرة بالنفس مادامت هناك ارادة شعبية وقيادية لمواجهة آلة الهدم والقمع الاسرائيلي وانتصار ارادة الصمود والبقاء وأخفاق ارادة الهدم والاقتلاع.

وشددت على ان أول المطلوب هو اعادة بناء السوق وضمان حماية ما سيجري انجازه وهذا هو الطريق الوحيد المنتصر.

..............

التعليقات