مخطط لإقامة مدينة لليهود الحريديم قرب عين ماهل في الجليل

* المستوطنة ستقام على حوالي 6000 دونم تبعت تاريخياً الى أراضي البلدات العربية: كفركنا، الشجرة، عين ماهل وعرب الصبيح * * 000 10 وحدة سكنية لأسكان حوالي 50000 نسمة

مخطط لإقامة مدينة  لليهود الحريديم قرب عين ماهل في الجليل
مع دخول مخطط مدينة حريش الخاصة باليهود المتزمتين الحريديم في منطقة وادي عارة الى طور التخطيط والتنفيذ ، كشف المركز العربي للتخطيط البديل مؤخراً عن نية وزارة البناء والإسكان إقامة بلدة جديدة لليهود المتزمتين الحريديم، وهذه المرة في الجليل وبالتحديد شمال شرق قرية عين ماهل بالقرب من نتسيرت عيليت.

المخطط الجديد ترعاه وزارة البناء والإسكان ووزارة الداخلية اللتان يشغلهما وزراء من حزب "شاس" المتطرف. وينص على إقامة بلدة خاصة باليهود المتزمتين في منطقة أحراش "بيت كيشت" تتسع ل 000 10 وحدة سكنية لأسكان حوالي 50000 نسمة. البلدة المقترحة ستكون ضمن منطقة نفوذ نتسيرت عيليت، ولكنها ستتمتع باستقلالية ادارية عنها. المركز العربي للتخطيط البديل أشار الى أنه وبعد فحص المعطيات الأولية التي تلقاها حول الموضوع فالحديث يجري عن منطقة تصل مساحتها الى حوالي 6000 دونم تبعت تاريخياً الى أراضي البلدات العربية: كفركنا، الشجرة قرية مهجرة ، عين ماهل وعرب الصبيح الشبلي اليوم. يشار الى أن العديد من الأجسام الحكومية والوزارات تطرقت للموضوع من زوايا مختلفة، ففي التقرير السنوي الخاص لجمعية حماية الطبيعة لسنة 2009، حول الأخطار التي تحدق بالمحميات الطبيعية المختلفة في مختلف أرجاء البلاد، أستعرضت 81 تهديداً للمحميات الطبيعية المختلفة وللبيئة ومن بينها أحراش بيت كيشت المهددة بإقامة 10000 وحدة سكنية عليها بهدف اقامة بلدة جديدة في المنطقة.

وأكدت الجمعية على أن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء والتي بحثت مخطط قدم لها من صندوق أراضي اسرائيل كيرن كييمت، حول التحريش، قامت باخراج أحراش "بيت كيشت" من المخطط بحجة الحصول على وجهة نظر قانونية وبيئية من سلطة التخطيط "حول الهدف الأنسب لهذه الأحراش" الأمر الذي يشير الى نية السلطات إقامة بلدة جديدة في المنطقة، والمس بالأحراش التي تمت المصادقة عليها والاعلان عنها بحسب قانون التخطيط والبناء.

وزير الداخلية ايلي يشاي، والذي كان قد زار مدينة نتسيرت عيليت في الشهر الماضي وتداول مع رئيس بلديتها حول المخطط الجديد، أكد انه سيعمل كل ما بوسعه من أجل تسريع العمل على هذا المشروع وأصدر تعليماته للجنة التخطيط والبناء اللوائية وكذلك للمجلس القطري للتخطيط والبناء بتسريع إصدار التصاريح المطلوبة لإقامة البلدة الجديدة بالقرب من نتسيرت عيليت.
بهذه الصورة سيتم الإطباق بشكل كامل على قرية عين ماهل العربية، فبعد المصادرات والسلخ وتطويق عين ماهل بمنطقة نفوذ نتسيرت عيليت من كل الجهات تبدأ الآن مرحلة جديدة وهي مرحلة تحويل مناطق النفوذ الى مناطق تطوير وبناء، فبعد المصادقة على حي هار يونا "ج" وايداع مخطط هار يونا "د" ووضع مخطط لمنطقة صناعية قريبة تأتي المدينة الجديدة الخاصة باليهود المتزمتين لتطبق الخناق على عين ماهل ولتتحول بشكل واضح وفاضح الى "غيتو" محاصر من كافة الجهات. تجدر الإشارة هنا الى أن هذا المخطط يأتي ضمن برنامج متكامل تتضح معالمه أكثر وأكثر بشأن استغلال اليهود المتزمتين وزجهم في مشاريع التهويد لمناطق الجليل والمثلث والنقب. وتستغل السلطات الاسرائيلية نسبة التزايد الطبيعي المرتفعة لدى اليهود المتزمتين كمورد بشري لتغذية مشاريع الاستيطان والتهويد.

وبالتالي تنضم البلدة الجديدة التي يتم التخطيط لها في الجليل الى مدينة حريش في منطقة المثلث والمعدة لتتسع لحوالي 150000 من اليهود المتزمتين والى مدينة "كسيف" في النقب والتي تعد كذلك لتوطين حوالي 100000 من اليهود المتزمتين فيها. وضمن هذه السياسة يندرج طلب رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، الذي ناشد وزير البناء والإسكان بإقامة حي خاص لليهود المتزمتين في مدينة عكا واستجلابهم الى المدينة بهدف الحفاظ على التفوق الديمغرافي اليهودي داخل المدينة.
من الجدير ذكره أن هذه المخططات وبالإضافة الى البعد السياسي الذي تحمله من خلال التهويد والتضييق على البلدات العربية في مناطق تركزها فإنها تحمل أبعاد اجتماعية قد تؤدي الى فرض نمط عيش معين من قبل اليهود المتزمتين على البلدات والقرى المجاورة لها مثل: موضوع السفر أيام السبت أو في يوم الغفران وغيرها من انماط الحياة التي لا تلائم بلداتنا وقرانا العربية. كما وتتناقض حملة إقامة المدن اليهودية الجديدة مع سياسة التخطيط الرسمية المعلنة والتي لا تشجع على إقامة بلدات جديدة من منطلق التأثيرات البيئية السلبية لذلك، مما يدفع قسما من المنظمات البيئية الى رفض هذه المخططات ومحاولة عرقلتها. علماً أن الأسباب البيئية دائماً ما استعملتها سلطات التخطيط في وجه تطور البلدات العربية كمناطق "مقدسة" لا يمكن المساس بها، في حين تسقط هذه القدسية تماماً أمام احتياجات التهويد المختلفة.


.

التعليقات