كابول تفقد أحد أنصار الحركة الوطنية الناشط نبيل حمود../ مصطفى طه

-

كابول تفقد أحد أنصار الحركة الوطنية الناشط نبيل حمود../ مصطفى طه
وقع خبر وفاة المأسوف على روحه الطاهرة نبيل حمود (أبو جلال – 54 عامًا) كالصاعقة على أهالي قرية كابول يوم الإثنين الماضي 10.08.2009 لما عُرف عن المرحوم من سيرة طيبة أخلاقيًا، جماهيريًا، سياسيًا ووطنيًا.

وكان المرحوم قد فارق الحياة إثر نوبة قلبية مفاجئة وهو في ذروة عطائه، وخلـّف من بعده عائلة كريمة من ابنين وابنتين إضافة لزوجته الفاضلة أم جلال.

كان المرحوم أبو جلال واحدًا من أبرز الشخصيات التي تركت بصماتها بوضوح على العمل البلدي والجماهيري والسياسي في كابول، إذ دخل هذا المعترك في العشرينات من عمره، وكان عضوًا في المجلس المحلي لأكثر من دوره منذ سنة 1983 وحتى سنة 2004. وبقي فاعلاً ومركزيًا حتى لحظته الأخيرة من عمره، وقد حسم موقفه طيلة حياته لجانب الحركة الوطنية محليًا وقطريًا.

إن أكثر ما تميز به المرحوم من صفات، جرأته وصراحته وشجاعته في حسم المواقف بناءً على قناعاته الراسخة واضعًا كامل طاقته دفاعًا عما يؤمن وموظفًا لباقته المميزة لإقناع الآخرين بموقفه. وبغض النظر إن كنت تتفق أو تختلف معه في الموقف لا تستطيع إلا أن تحترمه لوضوح موقفه دون تأتأة.. هكذا عُرف.. وهكذا تعامل الجميع معه بناء على هذا الأساس، ولأن الصفات هذه كانت ملازمة لشخص الفقيد حتى لحظته الأخيرة كان وقوع خبر رحيله كالصاعقة على أهل القرية جميعًا، وكالصدمة على أهله ومعارفه واصدقائه ومحبيه.. وكأن أبا جلال لا يستسلم للموت.. فما اعتدناه إلا قويًا والتحدي أجمل ما فيه.

رحيل أبا جلال شكّل خسارة كبيرة لكل معارفه، وخصوصًا لمن يثمّن صلابة المواقف وجرأتها مهما كانت الإغراءات في زمن فيه المواقف الحقيقية شبه نادرة.. افتقدته القرية وافتقدته العائلة والأصدقاء والمحبون، وافتقدت الحركة الوطنية واحدًا من أهم أنصارها، وستبقى روحه الطاهرة راسخة في عقول ووجدان وذاكرة الكثيرين منا مهما طالت السنوات..

رغم الخساة الكبيرة، والكبيرة فعلاً، نعزي بعضنا بما ترك المرحوم بعده من أسرة كريمة، من أم وأبناء وبنات وإخوة وأخوات وعائلة كريمة يشرفها أن أبا جلال كان واحدًا من أبنائها الذين يُعتز بهم حقًا..

رحل أبو جلال دون سابق إنذار، وفي ذروة العطاء، وفي زمن ما أحوجنا لأمثاله.. رحم الله فقيدنا وألهمنا الصبر وحُسن العزاء من بعده.

التعليقات