الإضراب العام والشامل يعم كافة البلدات العربية في الداخل ومسيرات إلى النصب التذكارية للشهداء..

زحالقة: الشهداء سقطوا من أجل تحقيق العدالة التي تسبق السلام * النائبة زعبي: الوفاء لشهدائنا ولأنفسنا هو استمرار التأكيد على نضالنا للأهداف التي خرجنا من أجلها في أكتوبر 2000

 الإضراب العام والشامل يعم كافة البلدات العربية في الداخل ومسيرات إلى النصب التذكارية للشهداء..
عمّ الإضراب العام والشامل كافة البلدات العربية في الداخل، في الجليل والمثلث والنقب والساحل والمدن المختلطة، اليوم الخميس الأول من تشرين الأول/ اوكتوبر، الذي أقرته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل، وذلك في الذكرى التاسعة لهبة القدس والأقصى.

ويأتي هذا الإضراب في ختام سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية والندوات التحضيرية التي بادرت إليها القوى الوطنية في الداخل لتتوج بإعلان الإضراب اليوم في الذكرى السنوية التاسعة إجلالا لذكرى شهداء هبة القدس والأقصى.

وكانت لجنة المتابعة العليا قد دعت إلى الإضراب العام والشامل، واستثنت من ذلك التعليم الخاص ومراكز الطوارئ الطبية.

ومن المقرر أن يتوج الإضراب بمسيرة قطرية شاملة في قرية عرابة البطوف في الساعة الثانية من بعد الظهر.

وفي قرية عرابة البطوف قام وفد من التجمع الوطني الديمقراطي بوضع إكليل من الزهور باسم التجمع على النصب التذكاري للشهداء، ضم الأمين العام للتجمع عوض عبد الفتاح، ونائب الأمين العام مصطفى طه، ومركزي اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي طارق خطيب وحنا حوراني، وقيادة فرع التجمع في عرابة البطوف، بينهم داهش عكري وإسماعيل نعامنة.

وكان التجمع الوطني الديمقراطي قد أكد على ضرورة تكثيف العمل من اجل إنجاح الإضراب، حتى يشمل كل التجمعات العربية في الجليل والمثلث والنقب والساحل والمدن المختلطة. ودعا كوادره وأصدقاءه وكل الأطر والمؤسسات الوطنية والأهلية والشعبية وكافة الوطنيين الشرفاء إلى العمل من أجل ضمان أكبر مشاركة في الإضراب وفي مظاهرة عرابة القطرية.

ودعا كافة فئات شعبنا إلى الالتفاف حول قرار الإضراب، الذي اتخذته لجنة المتابعة العليا بالاجتماع، وثمّن عالياً دعم كل القوى السياسية العربية لقرار الإضراب، مما يمنحه زخماً وقوة، وما يحمله من تحد جماعي للعنصرية الإسرائيلية والسياسات المشتقة منها.

وأكد بيان صادر عن المكتب السياسي للتجمع على أن ملاحقة مجرمي هبة القدس والأقصى، والحملة من أجل الحقيقة والعدالة، هي وفاء لذكرى الشهداء أولاً، وهي ثانياً دفاع عن أبنائنا وبناتنا، لأن بقاء الجريمة بلا عقاب يشجع المجرمين على تكرار الجريمة.

وشدد المكتب السياسي للتجمع على أن شهداء هبة القدس والأقصى هم جزء لا يتجزأ من شهداء الشعب الفلسطيني، فهم سقطوا شهداء في هبة شعبية عارمة ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أبناء شعبنا. وما من شك بأن ذكرى هبة القدس والأقصى المجيدة هي مناسبة هامة للتأكيد على ضرورة تكثيف النضال ضد الاحتلال وضد ما تقوم به إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني أينما تواجد.وفي السياق ذاته، أصدرت النائبة حنين زعبي بيانا، صباح اليوم، جاء فيه أن "اليوم هو يوم ذكرى أكتوبر 2000، الذي فيه قتلت الشرطة الإسرائيلية 13 شابا، لأنهم شاركوا في مظاهرة تدافع عن السيادة الفلسطينية للقدس وللأقصى. لقد قتلت شرطة إسرائيل 13 شابا، برصاص حي خلال 8 أيام، مما يدل على قصد القتل والـتأكيد عليه. ولقد أشار تقرير أور إلى ثقافة العداء تجاه العرب في صفوف شرطة إسرائيل".

وأضافت النائبة زعبي أن المؤسسة الإسرائيلية أرادت شيئا أخر عن طريق قتل الشباب العربي، "لقد أرادت تخويفنا ومنعنا من ممارسة حقنا السياسي في الدفاع عن شعبنا ضد الاحتلال، كما هي مستمرة في منعنا من الدفاع عن هويتنا وحقوقنا القومية".

وأكدت على أن "الوفاء الوحيد لشهدائنا ولأنفسنا هو استمرار التأكيد على نضالنا لأجل الأهداف التي خرجنا من أجلها في أكتوبر 2000. ولنتذكر، لقد خرجنا ليس ردا على دخول شارون للأقصى، "كزيارة خاصة"، لقد انتفضنا ضد ما يمثله هذا الدخول الاستفزازي من تأكيد للسيادة الإسرائيلية على القدس، ولقد انتفضنا تأكيدا على السيادة الفلسطينية على القدس. وإذا كانت "زيارة" شارون استفزازية فإن مستوطنات وتهويد نتانياهو للقدس هو الخطر بعينه".

وتابعت النائبة زعبي أن أكتوبر 2000 قد تحول إلى حدث مؤسس لتاريخ الفلسطينيين في الداخل، و"نحن نتذكر شهداءنا كل سنة، لكننا أيضا نذكر المجتمع الإسرائيلي والدولة "اليهودية": نذكر شرطة إسرائيل بأنها قتلت بدم بارد 13 شابا، وبأنها قتلت من أكتوبر 2000 إلى أكتوبر 2009 37 شابا عربيا آخر، محمية بثقافة عداء العرب في كل مؤسسات الدولة".

كما ذكرت الإعلام الإسرائيلي الذي تكلم عن "مظاهرات عنيفة"، والذي برر وجود القناصة، والذي لم يسأل كيف تصمت دولة بكاملها عن قتل مواطنين إلا إذا كانت الدولة بكل مستوياتها قد أعطت ضوءا أخضر بذلك.

وذكرت ما يسمى بـ"اليسار الإسرائيلي" أنه صمت، وما زال عن قتل مدنيين خرجوا للتظاهر وللعمل السياسي.

كما أكدت على التمسك بمطلب معاقبة الـ13 شرطيا الذين قتلوا 13 شابا، ولكل من أعطى ضوءا أخضر للقتل، والتمسك بالحق في التظاهر والعمل السياسي بكل الطرق الديمقراطية من أجل تحرير شعبنا من الاحتلال الإسرائيلي ومن العنصرية والقمع ضد المواطنين الفلسطينيين في "الدولة اليهودية".
وفي مدينة أم الفحم التي عمها الإضراب الشامل انطلقت مسيرة باتجاه النصب التذكارية للشهداء لوضع أكاليل الزهور، وقراءة الفاتحة على روح الشهيد محمد (عمري) جبارين.

وقد شارك في المسيرة النائب د.جمال زحالقة، ورئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان، ورئيس مجلس محلي بسمة عارة زيدان بدران، وسكرتير عام أبناء البلد رجا إغبارية، وسكرتير التجمع في أم الفحم المحامي وسام قاسم قحاوش، وعضو البلدية عن التجمع المحامي رياض جمال عضو البلدية عن التجمع، وسكرتير المنطقة عن التجمع محمود أديب، بالإضافة إلى حشد كبير من الأهالي، ضم والد الشهيد أحمد صيام.

انطلقت المسيرة من أمام مبنى قسم الهندسة في بلدية أم الفحم باتجاه النصب التذكارية، حيث وضعت أكاليل الزهور باسم التجمع، وباسم البلدية وباسم مجلس محلي بسمة عارة. تحرك بعدها المشاركون باتجاه قبر الشهيد محمد جبارين، حيث قرئت الفاتحة على روحه، وتحديث رئيس البلدية الشيخ خالد حمدان، مؤكدا على ضرورة إحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن القدس والأقصى. كما أشار إلى المخاطر على القدس والتي تتصاعد يوما بعد يوم، وناشد لشد الرحال إلى القدس والأقصى.

بعد ذلك انتقلت المسيرة إلى قبر الشهيد أحمد صيام في معاوية، حيث قرئت الفاتحة على روحه، وتحدث النائب د.جمال زحالقة قائلا إن كل شهيد من شهداء فلسطين يمثل كل شهداء فلسطين، فدماؤهم الزكية سالت بنفس الدافع ولنفس السبب، وهو من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، التي تسبق السلام، فلا سلام بدون عدالة.

وأضاف زحالقة "إننا إذ نحيي ذكرى شهدائنا الذين سقطوا في هبة القدس والأقصى فإننا في نفس الوقت وبنفس الروح نحيي ذكرى انطلاقة الانتفاضة الثانية التي سقط فيها آلاف الشهداء من أبناء شعبنا".

ونوه زحالقة إلى أن الخلفية السياسية للانتفاضة الثانية وهبة القدس والأقصى كانت الانتفاض على فرض حل غير عادل للقضية الفلسطينية بعد فشل مفاوضات "كامب ديفيد" 2000، ومحاولة فرض حل أمريكي غير عادل للقضية الفلسطينية، واتهام الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بإفشالها.

وقال أيضا: "إن الوفاء لذكرى الشهداء يكون بالالتزام بالقضية التي سقطوا من أجلها، وهي العدالة لشعب فلسطين، والوقوف بوجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
.

التعليقات