"يوم التضامن مع نساء وأهل العراقيب" ; في مواجهة سياسة الهدم والمصادرة..

النائبة زعبي: " الثبات والصمود والتحدي هو واجبنا الأخلاقي والسياسي، ولا حاجة لسلطة فعلية لكي نتحدى، فأخلاقنا وإرادتنا ووعينا السياسي يكفيان."


نظم إتحاد المرأة التقدمي في راهط، بإشراف منى الحبانين، يوماً للتضامن مع نساء وأهل العراقيب، التي قامت السلطات الإسرائيلية بحرثها بغية مصادرتها وتحويلها لـ"الصندوق القومي اليهودي".

وحضر النشاط بالإضافة إلى نساء من العراقيب وراهط كل من السيد حسين الرفايعة، الرئيس السابق لمجلس القرى غير المعترف بهم، الشيخ صياح الطوري والسيد يوسف أبو زايد عضو بلدية راهط ورئيس لجنة العراقيب.
ونظم النشاط أياماً قليلة بعد هدم السلطات الإسرائيلية خيمة مسنة والتي يزيد عمرها عن 100 عام، وبعد أيام قليلة من حملة تم فيها هدم بيت علاء الهزيل في منطقة الخربة التي تقع ضمن منطقة نفوذ مجلس بني شمعون الإقليمي في مشارف مدينة رهط، بالإضافة إلى بيوت في أم نميلة تم إلصاق إخطاراتٍ بالهدم عليها، وخياماً في العراقيب تم هدمها.

وتحدث في النشاط كل من منى الحبانين، مركزة اتحاد المرأة، والتي عبرت أولاً عن عتاب للأطر الفاعلة في النقب كونها تغيب المرأة عن الأماكن القيادية وتغيب وجودها السياسي، وقالت أن نجاح النضال السياسي يعتمد أيضا على إعطاء شراكة كاملة للمرأة في المظاهرات، الندوات وجميع الفعاليات السياسية، وأضافت أن القضية هي ليست أراضي العراقيب بل هي النقب بأكمله الذي يعاني من هجمة شرسة. واختتمت حديثها بضرورة العمل على إنشاء صندوق لدعم النضال وتطوير لجان شعبية والتواصل بينها وبين لجنة المتابعة واللجان الشعبية في المثلث والجليل.

أما ثاني المتحدثين فكان الشيخ صياح الطوري، حيث قال "أنهم يريد "تطوير" منطقة النقب، لكنهم بالأحرى يريدون تدميرها. عندما تقتلع الناس من جذورهم فأنت تدمر ولا تبني". وأضاف "يطورون دوائر وسلطات "لتعالج" أمرنا، "دائرة أراضي إسرائيل"، "دائرة حماية الطبيعة" والشرطة، ولكننا نقول لكل هؤلاء أننا لن نتخلى عن أرضنا ولا مساومة على الأرض لان الأرض هي الهوية وهي تاريخنا. لقد قاموا برش منطقة العراقيب لأربع سنوات بالمواد السامة، المسمة للنبات والحيوان والأرض.

وأضاف "هذه الأرض هي ملك لنا. اشترينا آخر قطعة عام 1922 وقمنا بدفع الضرائب عنها حتى العام 1951. بعد ذلك ورغم اعتراف الانتداب البريطاني والسلطات العثمانية بها لم تعترف إسرائيل بملكيتنا. عام 2007 بدأت شركة المياه "مكوروت" بمد خط للمياه وعلى أثرها دخلت علينا الشرطة وقوات حرس الحدود وقوات جوية وكأنهم يريدون غزو جنوب لبنان." واكد الشيخ الطوري في كلمته على انه لا طريق أمامنا إلا الصمود والثبات والنضال.

وأنهى بالقول "أنا ادعم مشاركة النساء، وسنوجه في بداية كل منشور إعلاناً خاصة للنساء لدعم خروجهن ومشاركتهن في النقاشات السياسية والمظاهرات."

أما ثالث المتحدثين فكان السيد يوسف أبو زايد، رئيس لجنة العراقيب، حيث قال "نثمن دور المرأة العربية النقباوية بشكل خاص لدورها في نضالنا المشترك للحفاظ على أراضينا. إعطاء المرأة حقها هو واجب علينا." وأضاف "نحن في منطقة ساخنة يحاولون فيها طمس الهوية العربية حيث بقي لنا 65 ألف دونم من أصل 13 مليون دونم, وحتى هؤلاء هنالك نزاع بيننا وبين الدولة عليها التي تقوم بهدم البيوت يومياً، ولكن الهدف ليس البيت بل اقتلاع الإنسان." وشدد أبو زايد على أهمية وضرورة توحيد القوى السياسية إذ قال "نحن بحاجة لتوحيد الصف سياسياً وفكرياً تجاه الهجمة علينا."

أما حسين الرفايعة، الرئيس الأسبق للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، قال "يحاربوننا عن طريق استغلال العشائر، فمخطط الدولة هو بناء مجمعات في النقب على أساس عشائري. لقد استغلت حكومة اسرائيل وما زالت الانتماءات العشائرية وحاولت عبر ذلك تهويد النقب كلياً وإقامة مجمعات يهودية. وأضاف " لقد وافق بعض من شيوخنا على إقامة هذه المجمعات وكادت هذه المخططات أن تنجح لولا أن وضعنا سؤال حول ملكيتنا للأرض كسؤال مركزي بيننا وبين الدولة."

وركز الرفايعة على دور المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها قائلا أن المجلس ناضل لإبقاء قضية الـ45 قرية غير معترف بها والتي تحتوي على نصف سكان النقب كقضية مفتوحة. كما وأكد أن هدم 650 بيت في النقب في السنوات الخمس الأخيرة لم ينجح في مخطط الدولة ترحيل السكان التي هدمت بيوتهم إلى المجمعات السكانية المخططة. وأنهى قائلاً "سنستمر بالصمود والعناد، ولا مساومة على الأرض." وفي معرض كلمتها حيّت النائبة حنين زعبي نساء العراقيب المناضلات اللواتي تصدرن مظاهرة جرت مؤخرا على أرض العراقيب، وقالت أن الحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية في النقب غير المعترف بنصف سكانه وقراه هو أمر يفيض عن الحاجة، فإسرائيل لا تعترف بحق الملكية والتي لها قيمة دستورية حسب القانون الإسرائيلي نفسه، قانون أساس: كرامة الانسان وحريته لسنة 1992. وأضافت بأن إسرائيل تحارب الإنسان العربي عبر محاربة بيته، والدليل على ذلك أنها تهد الخيمة وليس فقط البيوت، وأن اعتداءها قبل بضعة أيام على مسنة يزيد عمرها عن 100 عام.

وقالت النائبة زعبي أن من له علاقة بالأرض لا يقوم بانتهاكها، فلا يحرثها ويهدم زرعها، ولا يقلع أشجارها، ولا يخرب أراضيها الزراعية بشق أنابيب غاز، ولا يقطعها بالجدارات. هذا ليس سلوك المحب، هذا سلوك الغازي، والغازي لم يأت أرضاً يحبها، بل أتى ليستولي على أرض يكره من عليها.

وأضافت أن السلطات الإسرائيلية لها أكثر من طريقة لمصادرة الأراضي، فبالإضافة إلى طرق المصادرة المباشرة فهي تقوم إما بعدم المصادقة على مخططات هيكلية أو بإعداد مخططات هيكلية لا تفي احتياجات السكان. كما أنها تقوم ببناء مدن جديدة في قلب او بمحاذاة التجمعات السكانية العربية كمدينة حريش التي ستسيطر على مساحات شاسعة من أراضي البلدات العربية في وادي عارة.

وقالت أن الاستهداف هو ليس فقط للعراقيب وليس فقط للنقب، بل للوجود العربي كوجود قومي فاعل ويتطور ويتسع، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية مستشرسة فيما يتعلق بإقامة مدن يهودية وبهدم البيوت العربية، حيث قامت في السنة الأخيرة بهدم 165 مبنى عربي منه 134 في القرى غير المعترف بها في النقب، وقد طالت أوامر الهدم هذه الطيبة، أم الفحم، الطيرة، المشيرفة، يافة الناصرة، عرابة، أبطن، أبو غوش، الطيبة الزعبية، عرعرة، قلنسوة، كفر قاسم ومصمص، وفقط في مجد الكروم هنالك حالياً أكثر من 100 مبنى تحت طائلة أوامر الهدم والغرامات الباهظة والمتتالية.

وتحدثت عن المخطط الجديد الذي ينوي ربط المنطقة الصناعية "تسيبوريت" بخط الغاز الطبيعي مما يضع تحت الانتهاك 800 دونم تابعة لمناطق نفوذ طرعان والمشهد وكفركنا، حيث ستقتصر إمكانيات استعمالها على الزراعة المحدودة فقط، مانعين أصحابها حتى من زراعة الشجر فيها، وعن مخطط حرش طرعان المحاذي لمناطق نفوذ البلدات العربية المجاورة لطرعان.

وشددت خلال كلمتها على أن الثبات والصمود والتحدي، هو واجبنا الأخلاقي والسياسي، وأنه لا حاجة لسلطة فعلية لكي نتحدى، فأخلاقنا وإرادتنا ووعينا السياسي يكفيان.

كما أكدت على رفض التفاوض الفرداني، فالأرض ليست أرض عشيرة أو قبيلة، ولم تصادر لكونها كذلك، وعلى أهمية تطوير مرجعيات من لجان تمثل جميع الأهالي، لجان تشارك بها المرأة، لتشارك بكل القرارات المصيرية لمجتمعها ولذاتها، وأن المعركة معركة المرأة كما هي معركة المجتمع. وحملت الشخصيات الفاعلة المشاركة مسؤولية العمل على إشراك المرأة كحق لها وكقوة نضالية.

وشددت على أن السلطات الإسرائيلية لا تعول على النسيان أو التنازل بقدر ما تعول على اليأس والإحباط والتشرذم، وأن الضمان الوحيد من عدم حدوث ذلك هو الانخراط في العمل السياسي النضالي الموحد، وأن العاطفة وحدها تجاه الأرض لا تكفي.

واختتمت قائلة أن إقامة لجنة تتابع قضايا النقب، ضمن لجنة المتابعة هو من متطلبات الساعة.
......

التعليقات