النائبة زعبي في المظاهرة ضد جرائم قتل النساء: أرفض مجتمعاً يعتبرني حيزاً خاصاً عندما أقتل

-

النائبة زعبي في المظاهرة ضد جرائم قتل النساء: أرفض مجتمعاً يعتبرني حيزاً خاصاً عندما أقتل
شاركت النائبة حنين زعبي في المظاهرة الجماهيرية لمناهضة جرائم قتل النساء تحت عنوان "حقي أن أعيش"، والتي عقدت ظهر اليوم (السبت، 6.2.10) في مدينة الناصرة بمبادرة الجمعيات النسوية الناشطة على الساحة وجميع التيارات السياسية وتحت إشراف لجنة المتابعة.

وخاطبت النائبة زعبي المتظاهرين، موجهة كلمة شكر لجهد وعناد دور الجمعيات النسوية في النضال من أجل حقوق المرأة. وبدأت كلمتها في توضيح العلاقة بين التجربة الخاصة للمرأة وبين القيم العامة التي تحملها، قائلة: "أنه كثيراً ما تدخل المرأة النضال النسوي وحتى السياسي من باب تجربتها ومعاناتها الشخصية، وكثيراً ما تزيد هذه التجربة الخاصة الالتصاق بالقيم العامة. فمن يخرج من رحم قضيته المحلية والشخصية، يستطيع بسهولة، وربما بتضحية أكبر، أن يلتصق مع قيم العدل والمساواة والحريات العامة. الكوني في هذه الحالة هو تحويل المطلب الشخصي لأخلاق عامة، هو تحويل العدالة المطلوبة في حيزي الشخصي لأخلاق عامة."

وحول الهدف من المظاهرة قالت النائبة زعبي بعد التشديد على أهميتها بأنها ليست فقط " ضد العنف ضد النساء فقط، بل هي ضد مجموعة القيم والسلوكيات والتوجهات للمرأة، التي تؤدي إلى التمييز ضدها، كمدخل للعنف ضدها، وأن الاستخفاف هو ليس بالجريمة وإنما بالمرأة."

وتطرقت أيضاً في معرض كلمتها إلى القضايا الخلافية أو تلك الصعبة، فيما يتعلق بحريات المرأة قائلة: " نحن نعلم أن من الأسهل الدفاع عن حريات سياسية، من الدفاع عن حريات اجتماعية، ونحن نعلم أنه من الأسهل الدفاع عن حريات عامة، من الدفاع عن حريات عينية، وعن حريات شخصية. مريح، بل ومربح سياسياً، وأخلاقياً، أن نقول أننا مع مساواة المرأة. لكن لا نحدد ما هي هذه المساواة، ماذا تحوي؟ ماذا تعني؟ هل تنتهي في نقطة ما سابقة عما تنتهي منه حرية الرجل مثلاً؟ وهذه فرصتنا لنقول رأينا: ما لي، هو لي وعلى المجتمع أن يتدخل عندما ينتهك حقي الخاص، وليس عندما أمارس حقي الخاص."

"حريتي الخاصة، هي شأني الخاص، وانتهاك حريتي الخاصة هي شأن عام. ما يحدث هو بالضبط العكس. نحن نرفض مجتمعاً، يعتبرني حيزاً خاصاً عندما أقتل، أو أهان، أو أظلم، ويعتبرني حيزاً عاماً، بل حيزاً منتهكاً، عندما أريد اختيار نهج حياتي، وحرياتي الخاصة، وتسمى الياء في حياتي ياء الملكية."
وحول دور الأحزاب ولجنة المتابعة أشارت زعبي إلى أن: " هذا النضال، ليس فقط من مسؤولية الجمعيات والنشيطات النسويات. أهمية مشاركة وتعبئة جميع الأحزاب والتيارات في المظاهرة ورعاية لجنة المتابعة لها هو أمر هام، ورسالة اجتماعية هامة، بأن هنالك إجماع قيمي، أخلاقي، حول المساواة العامة المرأة، ومكانتها. لكن حتى هذا الإجماع الفضفاض، لا يتبعه اتفاق على أجندات، على وضع موضوع مكانة المرأة وحقوقها على رأس سلم الاهتمام". وتابعت قائلة أن: " مشاركة الأحزاب في هذه المظاهرة، لا تعفيهم من حمل وقيادة الأجندة، ولا تشير أنهم في الطريق الصحيح بالضرورة، لكن تشير إلى أن الناشطات النسوية فرضن أجندتهن وصرختهن، وأن دم النساء وتفشي الجرائم فرضت نفسها، وووصلنا إلى درجة من الخجل."

وفي نهاية كلمتها قالت النائبة زعبي "كما نريد من المجتمع أن يعتبر هم المرأة هم مجتمعي، وقضية المرأة قضية المجتمع. بنفس النفس، وبنفس التوجه لعدالة ولأخلاقيات هذا المطلب، المطلب المعاكس أيضاً صحيح، وعادل وأخلاقي بنفس الدرجة، كما هم المرأة هو هم المجتمع، كذلك هموم المجتمع جميعها هي هموم المرأة."

وحيت النائبة زعبي في ختام كلمتها كل النساء، وكل المناضلين من أجلها... من أجلهم.

التعليقات