التجمع في باقة ينظم أمسية لمحاربة العنف

10 جرائم قتل خلال عام اغلبها لم تفك رموزها * التجمع: أحداث عنف تضرب قرانا ومدننا العربية، مجهولون يطلقون النار ويقتلون آخرين تحت ستار الليل وفي وضح النهار

 التجمع في باقة ينظم أمسية لمحاربة العنف
غصت "قاعة ليالينا" في باقة الغربية، مساء اليوم السبت، بحشد كبير من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية استجابة للدعوة التي وجهها التجمع الوطني الديمقراطي، للمشاركة في المهرجان ضد العنف.

وافتتح المهرجان بكلمات لكل من سكرتير عام التجمع، عوض عبد الفتاح، والطالب معاذ بيادسة من القيادة الطلابية في التجمع، وتطرقا لأهمية مكافحة العنف وسبل مواجهته وضرورة الحراك الاجتماعي في سبيل القضاء على مختلف مظاهر العنف التي باتت تهدد النسيج الاجتماعي للعرب في الداخل الفلسطيني، وكذلك العمل على توعية جيل الشباب لمخاطر العنف، وتذويت قيم التسامح والحوار والمحبة داخل المجتمع، والعمل على فض النزاعات والخلافات من خلال اعتماد أساليب الحوار.

وتضمن المهرجان فقرات فنية هادفة ومقاطع مسرحية وسكتشات وفيلم ووصلات فنية للفنان الياس عطا الله وفرقته الموسيقية ومعرض للكتاب.

يذكر أن موجة أحداث العنف التي يشهدها مجتمعنا العربي عامة ومدينة باقة الغربية ومنطقة المثلث خصوصاً، باتت تهدد الأمن الجماعي والفردي للمواطنين العرب في الداخل، إذ تم تسجيل 10 جرائم قتل خلال العام الماضي أغلبها لم تفك رموزها، عدا عن مظاهر العنف المختلفة والتي تمثلت بأشكال عديدة سواء كان ذلك من خلال عمليات إطلاق النار على أشخاص أبرياء أو عمليات سطو مسلح على المحلات التجارية والبيوتـ إضافة إلى إلقاء القنابل الصوتية.

وجاء في رسالة التجمع الوطني إلى المجتمع عموماً وجمهور الشباب على وجه التحديد: "في الآونة الأخيرة، نستيقظ كل صباح لنصدم بأنباء عن أحداث عنف تضرب قرانا ومدننا العربية... مجهولون يطلقون النار ويقتلون آخرين تحت ستار الليل وفي وضح النهار. تلاميذ مدارس يتشاجرون ويلحقون الأذى ببعضهم البعض.. أو شباب يقودون سياراتهم بتهور ويصدمون آخرين، ويلحقون الأذى بهم وبأنفسهم. الفاعلون يقبعون في السجن أو يبقون مطلوبين ومنبوذين من المجتمع، والضحايا أما في القبر أو مجروحون جسديا أو نفسيا".

والجميع يسأل لماذا يحصل كل هذا العنف؟ لماذا كل هذه الضحايا؟ ما هو دورنا نحن الكبار والشباب، ما هو دور السلطات الإسرائيلية وما هي مسؤوليتها؟

وفي كلمته قال أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح: "أحييكم جميعًا، وأحيي بشكل خاص الذين بادروا وأطلقوا الفكرة، والذين جهدوا وعملوا وجابوا الشوارع، وطرقوا أبواب البيوت، كرجال أشداء وليسوا فقط كشباب متحمسين. نعم كشباب – كرجال تتحملون المسؤولية، كرجال ونساء، غيورين على مصلحة مجتمعكم، على مستقبل جيرانكم وأهالي بلدتكم".

وأضاف: إنني أرى فيكم الخير كل الخير، أرى فيكم الغيرة والحرص على أمن واستقرار بلدكم. أرى فيكم شعلة الإنتماء التي لا تنطفئ. أشعر بوجودي بينكم أنني بين قيادات واعدة، بين أناس ناضجين لديهم حسّ مرهف بالظلم والإجحاف، وإحساس بالحاجة الى إحداث تغيير، وإلى النهوض.

وتطرق عبد الفتاح إلى ضرورة الخروج من حالة السكون تجاه حالات العنف المتفاقمة، قائلا: تجتمعون اليوم في هذا الحفل الفنيّ الذي نظمه شباب التجمع في باقة من أجل إسماع صوتكم المدوّي ضد العنف. ضد ما يهدد أمنكم وأحلامكم. لم تقبلوا القعود في البيت، ولم تقبلوا الكسل واللامبالاة. قررتم أن تهاجموا العنف قبل أن يباغتكم وأنتم في البيوت، أو في الشارع أو في المقهى. قررتم أن تقولوا كلمة جميلة ولكن حازمة وقوية، وتبادلوا العنف بالحوار، والتفاهم والتسامح والمحبة. أدركتم أن لا أمان ولا مستقبل لنا في وطننا لأحد إذا استشرى العنف.

وأكد أن للعنف خلفيات متعلقة بالسياسة العنصرية الرسمية تجاه المواطنين العرب، موضحاً: تعلمتم بتجربتكم المتواضعة أن للعنف أسبابا وخلفيات، ولا يأتي من فراغ. عرفتم أن من هذه الأسباب؛ التخلّف، الفقر والبؤس وغياب تقاليد الحوار. كما عرفتم أن المشجع على هذا البؤس والعنف هو الدولة المعادية التي تكره وجودنا وتقبلنا في وطننا، في قرانا ومدننا على مضض.

وأضاف: "علينا أن نقوم بدورنا لمحاصرة تلك الفئة القليلة المتورطة بالعنف وردعها عبر التوعية والتحرك الاجتماعي، علينا إسماع صرختنا عاليا. لأننا نريد أن نعيش بأمان، نريد أن نستمتع بالحياة. هذا حقنا".

وخلص إلى القول: هذه الدولة معنية بانتشار العنف في بلداتنا طالما لا يمس أمنها ولا يمس الحياة اليهودية. رأينا الشرطة تتقاعس عندما تنشب نزاعات على خلفيات عائلية أو طائفية. ورأينا كيف تتساهل إزاء انتشار السلاح طالما يوجه إلى العرب. هي تريدنا أن نكون منشغلين بأنفسنا، ضد بعضنا البعض.
.......

التعليقات