"بلد الأحرار دون رصاص وإطلاق النار"; مهرجان شعبي في أم الفحم لمكافحة العنف وتذويت قيم التسامح..

بمبادرة من "التجمع" ومشاركة قيادات عربية وجماهير غفيرة من المدينة والمنطقة، ولفيف من أعضاء وشبيبة وقيادات التجمع المحلية والقطرية.


بمبادرة من"التجمع الوطني الديمقراطي" في أم الفحم احتضنت قاعة الأنيس جماهير غفيرة من المدينة والمنطقة، في المهرجان الشعبي لمكافحة العنف والجريمة وتوعية الجمهور لمخاطر العنف وتذويت قيم التسامح والمحبة، وأطلق على المهرجان اسم "بلد الأحرار دون رصاص وإطلاق النار".

تولى عرافة المهرجان كل من احمد جبارين وروان أنيس، وافتتح المهرجان بفقرة فنية وأغنية موطني للفنانة سلام أبو أمنة.

وشارك في فعاليات المهرجان لفيف من أعضاء وشبيبة وقيادات التجمع المحلية والقطرية، وشمل المهرجان العديد من الكلمات للعديد من القيادات العربية برز منهم محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني، ورئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان والنائبة حنين زعبي وعضو بلدية أم الفحم المحامي رياض جمال.

وتخلل المهرجان فقرات فنية وموسيقية ومسرح وعرض فيلم من أنتاج شبيبة التجمع، هدف إلى انتقاد ظواهر العنف وإبراز الأسباب والمسببات وطرح الطرق للوقاية من العنف.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد زيدان:"
نحيي المهرجان والقائمين عليه، حيث يأتي هذا النشاط لمساندة المشاريع والخطط الإستراتيجية التي تتبناها لجنة المتابعة للجماهير العربية والتي أطلقت صرختها في سبيل الوحدة والعمل الجماهيري الموحد للتصدي لكل ظواهر وأشكال العنف المستشرية في مجتمعنا العرب".

وأضاف زيدان:" العنف في الذي يسيطر على مجتمعنا العربي بالداخل ليس وليدة الصدفة، فهو مخطط من قبل المؤسسة الإسرائيلية لإفساد مجتمعنا وابعادة عن قضاياه الجوهرية. وتعتمد إسرائيل العنف وتعميمه بمجتمعنا، إلى جانب اعتمادها بشكل ممنهج لسياسة الظلم والاضطهاد والتمييز العنصري".


من جهتها تحدثت النائبة حنين زعبي عن خطورة الظاهرة التي تفقد الإنسان أمانه اليومي، وحول مسؤولية التجمع تجاهها كمشروع وطني لا يقتصر همه على الحقوق السياسية، ويعتبر الأمان والحقوق الاجتماعية جزءا من النضال السياسي العام.

وشددت النائبة زعبي إلى أن العنف ليس صفة اجتماعية للبشر بل هو نتاج لظروف سياسية واجتماعية يعيشها المجتمع، وربطت بين السياق السياسي وسياسات التمييز وبين ظاهرة العنف، التي تتناسب طرديا مع نسب الفقر المتزايدة، جودة التعليم، نسب النجاح في البجروت، نسب الاندماج في أطر أكاديمية وعلمية، ونسبة الاستيعاب في سوق العمل، بالإضافة إلى انعدام وجود المؤسسات والأطر الثقافية والرياضية للشباب، أمور تؤسس لبيئة حاضنة للعنف.

وأشارت إلى أن الصدق والاستقامة والعدل الاجتماعي يحتم علينا اعتبار العنف ضد المرأة، شكلا من أشكال الكوارث الاجتماعية، وأن نعترف بأن هذه الجرائم لا تنال اهتمام وقلق المجتمع، كما تنال الجريمة العامة. وقالت أن العنف ضد المرأة يحمل جريمتين، جريمة العنف نفسها، متعددة الأشكال، والتبرير القيمي لهذه الجرائم التي لا تثير النفور الأخلاقي الذي يثيره العنف العام.

وأضافت إلى أن المجتمع يتحمل مسؤولية التحصين الأخلاقي ضد هذه الثقافة، ويتحمل مسؤولية العقاب الاجتماعي ضد كل من يبرر أو حتى يسكت عليها، ويتحمل مسؤولية مطالبة المدارس بتطوير برامج توعية، ولا حاجة لانتظار توجه وزارة المعارف أو غيرها. في نفس الوقت، لا تعني ولا تعفي تلك الخطوات الشرطة من مسؤوليتها.

وفي سياق عمل الشرطة، شددت النائبة زعبي على أن ارتفاع نسبة الجريمة لتصل 3 أضعاف نسبة السكان العرب، تزامن مع انخفاض نسبة جرائم القتل وإطلاق النار في المجتمع اليهودي، مما يعني أن الشرطة تستطيع أذا ما قررت محاربة الجريمة أن تفعل ذلك. ومما يعني أيضا أن عدم نجاحها القادم في محاربة الجريمة في المجتمع العربي، إذا ما حصل، فإنه لن يدل سوى على أنها لم تتعامل مع مكافحة الجريمة في المجتمع العربي كهدف.

بدوره، قال رئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان إن" مشهد العنف بات امرأ اعتياديا في مجتمعنا العربي، وهو بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتنسف مجتمعنا، لذا ومن منطلق المسؤولية الواجب يحتم علينا التشابك والعمل المشترك وتوفير كافة الآليات والإمكانيات والقدرات لمواجهة العنف بمختلف أشكاله".

وأضاف حمدان:" كل من موقعه الاجتماعي والسياسي ومختلف المواقع والمناصب مطالبين بالتجند في معركة التصدي للعنف والدفاع عن ذاتنا كمجتمع، والعمل على تربية أولادنا وشبابنا لقيم التسامح والمحبة والسلام واعتماد أساليب الحوار بدلا عن لغة العنف".


المحامي رياض جمال عضو بلدية أم الفحم، حيا وشكر كل من شارك في هذا المهرجان مؤكدا:" هذا الحضور الحاشد يؤكد رفض مجتمعنا للعنف بمختلف أنواعه، ولا بد من حراك اجتماعي في سبيل توعية مجتمعنا واستبدال العنف بثقافة الحوار والتسامح"

وأكد جمال:" نحن في التجمع لن ندخر أي جهد وفعالية في سبيل التصدي للعنف وكبح مظاهرة التي تترك ترسباتها السلبية على مجتمعنا خصوصا وان العنف باتت يهدد مستقبلنا كأقلية قومية في البلاد... ونجدد الدعوة لأهلنا ومختلف الحركات والتيارات السياسية للاستمرار بمثل هذه الفعاليات والنشاطات حتى نعيد الأمن والأمان لمجتمعنا".

كما وتحدث في المهرجان كل من العاملة الاجتماعية هيام محاميد وعصام كيوان الناطق بلسان شباب التجمع في أم الفحم، وأكدا أهمية مثل هذه الفعاليات، إلى جانب ضرورة توفير الأطر لأبناء الشبيه والشباب لقضاء الوقت بعيدا عن مستنقع العنف، وكذلك وضع خطط عمل واستراتيجيات جماهيرية وشعبية لمكافحة العنف.

...................

التعليقات