في مهرجان يوم الأرض في النقب: رفض توصيات غولدبيرغ..

وثيقة أرض النقب: "أرض النقب هي ملك أبناء العشائر والقبائل قديماً وحديثاً ومستقبلاً، وهي أرض عربية إسلامية لا تُباع ولا يُساوم عليها ما دام فينا عرق ينبض"..

في مهرجان يوم الأرض في النقب: رفض توصيات غولدبيرغ..
شارك الآلاف في المهرجان الشعبي الذي نظمته لجنة المتابعة في قرية العراقيب في النقب، عصر الثلاثاء، لمناسبة الذكرى الـ 34 ليوم الأرض. وتميّز مهرجان اليوم بحضور نسائي واسع ولافت. وأكد المحتشدون رفض توصيات لجنة "غولدبرغ" بخصوص "تسوية" اراضي المواطنين العرب في النقب.

وشاركت النائبة حنين زعبي في المهرجان برفقة وفد من التجمع من بينهم عضو المكتب السياسي مراد حداد ومركزة اتحاد المرأة اميمة مصالحة.

كما تحدث في المهرجان عضو الكنيست إبراهيم صرصور (الموحدة)، وعضو الكنيست طلب الصانع (العربي الديمقراطي)، وإبراهيم الوقيلي (رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب)، وأيمن عودة (الجبهة الديمقراطية)، وعلي أبو قرن (الحركة الإسلامية الشمالية)، وأورن يفتحئيل (عن منتدى "إعتراف"). وتولى عرافة المهرجان يوسف أبو زيد، في حين ألقى كلمة العراقيب الشيخ صياح أبو مديغم.

وكان من اللافت أن هناك مشاركة نسائية واسعة في المهرجان، وهو ما وصف بأنه للمرة الأولى تشارك المرأة العربية في النقب بهذا العدد.

وعن المشاركة النسائية، قال مركزة اتحاد المرأة التقدمي في النقب، السيدة منى الحبانين، إن الاتحاد عمل الكثير من أجل خروج المرأة إلى النشاطات والفعاليات السياسية. كما لفتت إلى أن نشاط اتحاد المرأة مؤخرا في النقب بمحتلف الفعاليات التي هدفت إلى تفعيل دور المرأة وإشراكها في مختلف الفعاليات الشعبية.

وافتتح المهرجان الشيخ صياح أبو مديغم من قرية العراقيب بالقول: "نحن نتعرض لهجمة مستمرة بدءا من هدم البيوت ومصادرة الاراضي. كان لدينا مئة بيت والان لم يعد لدينا سوى ثلاثين منزلا". وقال ان "الهجمة تطال الارض والانسان والحيوان. الطائرات تقوم برشنا بمواد سامة لكي نرحل. والارض ياخذونها منا. طلبوا استخدام اراض للجيش سنة 1953 لستة اشهر والان لا يعترفون انها لنا".واضاف "هل تقبلون ان نساوم على قبور اجدادا في هذه الارض".

كما تخلل المهرجان كلمات للنائبين ابراهيم صرصور وطلب الصانع (الموحدة) ولسكرتير الجبهة، أيمن عودة. وقرأ عواد أبو فريح على مسامع الحضور وثيقة الارض.

والقت الناشطة النسوية، منى الحنابين ،كلمة تحدثت فيها عن اهمية مشاركة المرأة في مسيرة النضال وثمنت نضال النساء في النقب والصبر الذي يبدينه في تحمل المعاناة اليومية واستهجنت بشدة محاولات نشر فكرة الخدمة المدنية والعسكرية.

وأكدت الحبانين على أهمية دور المرأة ومشاركتها السياسية، وضرورة أن يكون لها دور فاعل في موقع اتخاذ القرار.

كما أكدت على ضرورة تتكثيف نشاط الحركة الوطنية في النقب لترسيخ الانتماء في وسط أبناء الجيل الشاب، إضافة إلى ضرورة تفعيل الحركة الجماهيرية وتوحيد الأطر والمؤسسات والنشاطات في مواجهة مخططات استهداف النقب.

وقالت النائبة زعبي في كلمتها أمام حشد كبير من المشاركين الذين وصلوا من جميع أرجاء البلاد إلى القرية غير المعترف بها: "لسنا بصدد إحياء ذكرى لأن مصادرة الأرض ليست تاريخاً، بل هي سياسية ومشروع دولة حاضر، ولسنا بصدد تمييز ضد مواطنين بل إننا بصدد محاربة وجود كمجموعة قومية. الأرض وسرقتها بشتى الحجج هي ليست أقل من سياسة لمحاربة وجودنا ولمحاربة تطورنا ولمحاربة تواصلنا الجغرافي. كما وأنها الدليل المادي الأكبر على أننا أصحاب هذا الوطن وسكانه الأصليين، وبمصادرتها لا يسقطون هذا الحق بل يضاعفون نضالنا ويشكلون ملامح الصراع بين العرب وبين أجهزة الدولة كصراع قومي".

وأضافت زعبي: "نحن لا نقبل مواطنة تجردنا من مكانتنا السياسية والتاريخية بل نحن نناضل من اجل مواطنة تعتمد في حقوقها ومكانتها على تاريخنا وعلى هويتنا. هنالك حقوق فقدناها في المواطنة، الأرض هي حق فقدناه في المواطنة وبذريعة أن الدولة وليس المواطن هي التي تملك الأرض. نحن لا نملك الأرض كمواطنين بل قبل أن نكون مواطنين.

وشددت زعبي في كلمتها على أن " النضال الموحد والمنظم هو ضرورة قصوى في حالة النقب التي تريد الدولة التعامل معه كمجموعة عشائر وقبائل. الدولة تحارب الوجود العربي في النقب عن طريق الإعلان عن مليون دونم كأراضي "متنازع عليها" كوسيلة لمصادرة زاحفة وتدريجية، تماماً كما تحارب وجودنا في المثلث والجليل عن طريق مصادرة الأرض وعدم المصادقة على الخرائط الهيكلية.

وأضافت: "نحن نحيي يوم مهيب به قلنا كلمتنا كفلسطينيين، وبه مارسنا قوتنا السياسية بعد أن نظمنا أنفسنا عبر مؤسسات على رأسها لجنة الدفاع عن الأراضي. نحن لا نريد هذا اليوم كذكرى لأننا نريد أن نمارس هذه القوة ونريد أن نحافظ على العنفوان السياسي المسؤول الذي عبر عنه هذا اليوم. يوم الارض كسر حاجز الخوف من دولة فرضت علينا حكماً عسكرياً، تعود اليوم إليه عبر قوانين تعاقب إحياء ذكرى النكبة وتعاقب العاطفة. ما نمر به اليوم وقانون خصخصة الأرض الذي مر قبل أشهر قليلة ليس أقل خطورة من ما حدث في الماضي. تحاول الدولة عبر هذا القانون بيع مسؤوليتها وإمكانية محاسبتها التاريخية والسياسية والقانونية مع بيعها الأرض للأفراد".

وأردفت زعبي: "هذا القانون وحده كفيل بإعلان الإضراب العام. نحن نحترم قرار لجنة المتابعة حيث عارضت بعض القوى الإضراب العام، مع أننا نملك اليوم وعياً سياسياً وتنظيماً سياسياً أكثر نضجاً وتطوراً وجرأة وقومية من خطاب ووعي السبعينات، فلماذا مع مراكمة القوة هذه نستصعب الاضراب سنة 2010؟ لماذا نمجد قوة 76‘ ولا نحافظ على هذه القوة عام 2010؟. يوم الأرض 76‘ ذاته، الذي من مسؤوليتنا السياسية أن نحافظ عليه، علينا ان نناضل ونواجه مخاطر تصفية ملف الارض، إذ تمارس حكومة نتنياهو سياسة تصفية الملفات: ملف القدس، ملف نزع الاعتراف بيهودية الدولة وملف الارض داخل الـ 48‘. ونحن نقول للسلطات الإسرائيلية إن النضال الذي بدأنا به يوم الارض 76‘ لن يتراجع، قد يكبو ولكنه لن يتراجع، وهو سيقوى فقط ".

تجدر الإشارة إلى أن د.عواد أبو فريح قد قرأ أمام الحضور نص "وثيقة أرض النقب". وفيما يلي النص الحرفي للوثيقة:

بسم الله الرحمن الرحيم
وثيقة أرض النقب

نحن عرب النقب أبناء العشائر والقبائل العربية، عريقة الأصول ثابتة الجذور في النقب على أرضها التي ورثتها كابرا عن كابر، نحن أصحاب الأرض وملاّكها نعلن لله ثم للتاريخ ولكل العالم العربي والإسلامي والغربي، مستمدين العزم من تاريخنا النضالي ومن إرث آبائنا وأجدادنا نعلن ما يلي:
1- أرض النقب هي ملك أبناء العشائر والقبائل قديماً وحديثاً ومستقبلاً، وعلى هذا تعاملت الحكومة العثمانية وحكومة الانتداب البريطاني.
2- أرض النقب هي أرض عربية إسلامية لا تُباع ولا يُساوم عليها ما دام فينا عرق ينبض.
3- نحن أصحاب الحق الشرعيين وملاّك الأرض؛ لم ولن نوكّل أحداً من الأجسام والهيئات والشخصيات أن يمثّلنا أو أن يتحدّث بإسمنا أمام المؤسسات المتنكرة لحقنا.
4- أرضنا ملك مقدّس لأبناء مجتمعنا العربي البدوي تنتقل ملكيتها من الآباء الى الأبناء وتُصان بمهجنا، ولن نرضخ لأي قرارات تحرمنا حقنا مهما تعاقبت اللجان والدول.
5- جاءت هذه الوثيقة حرصاً منا على شرفنا الوطني وعلى أرضنا المقدسة والتي لن نفرّط بذرة تراب منها مهما بلغت التضحيات، ولنا كامل الثقة بدعم مجتمعنا العربي لوقفتنا هذه محلياً وعربياً ودولياً وذلك من خلال تبنيه موقفاً صلباً، لحشد تأييد كل الشرفاء في هذا العالم لقضيتنا العادلة حتى تعود الأرض لأحضان أصحابها.
والله ولي التوفيق

......

التعليقات