في كلمته خلال لقاء وفد عرب48 مع الرئيس الليبي؛ واصل طه يؤكد: الزيارة من باب التواصل العربي العربي

ويدعو الرئيس الليبي بوصفه رئيسا للقمة إلى كسر الحصار عن قطاع غزة وكسر الصمت حيال تهويد القدس ويؤكد على الوحدة العربية ويحذر من دولة سلام فياض

في كلمته خلال لقاء وفد عرب48 مع الرئيس الليبي؛ واصل طه يؤكد: الزيارة من باب التواصل العربي العربي
في كلمته في سرت الليبية، خلال لقاء وفد ممثلي عرب 48 مع الرئيس الليبي، معمر القذافي، أكد رئيس التجمع الوطني الديمقراطي واصل طه على أن زيارة الوفد تأتي في إطار التواصل العربي العربي، وليس في إطار التطبيع. كما دعا الرئيس الليبي، بوصفه رئيسا للقمة العربية إلى المبادرة لكسر صمت البعض وكسر تواطؤ البعض الآخر عن استمرار حصار قطاع غزة وتهويد القدس، وحذر من "مشروع السلام الاقتصادي" الإسرائيلي تحت غطاء الإعلان عن الدولة الفلسطينية.


وبعد استذكر شهداء ليبيا، وعلى رأسهم الشيخ عمر المختار، في مواجهة الاحتلال الإيطالي، قدم السيد واصل طه الشكر لليبيا، مثمنا دعمها للشعب الفلسطيني أولا، ودعوتها لممثلي عرب 48 لزيارة ليبيا. وأكد في هذا السياق على اعتبار هذه الزيارة من باب التواصل العربي العربي، مشددا على رفض التطبيع، ورفض أن يكون الوفد جسرا للتطبيع مع إسرائيل.

وتوجه كلمته إلى الرئيس الليبي بوصفه رئيسا للقمة العربية لقيادة عملية كسر الحصار وكسر صمت البعض وتواطؤ بعض آخر عن استمرار حصار قطاع غزة ومواصلة الاستيطان واستمرار تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة وتفريغها من سكانها.

ولفت في هذا السياق إلى أن إسرائيل لا تزال تعربد في المنطقة وتستهتر بالقرارات الدولية، وتسعى إلى جر الفلسطينيين إلى مفاوضات عبثية، بدون الالتزام بالانسحاب من الأراضي التي احتلت في الرابع من حزيران 1967، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تواجه ضغوطا حقيقية بدون موقف وإرادة عربيين، الأمر الذي لا يتأتي إلا من خلال إعادة اعتبار قضية فلسطين إلى حقيقة كونها قضية العرب، وليس قضية الفلسطينيين وحدهم.

كما حذر النائب السابق طه مما يدور حول إعلان الدولة الفلسطينية من قبل رئيس حكومة السلطة، سلام فياض، على اعتبار أن هذه الخطوة لن تأتي بدولة، بل بكيان يقدم خدمات اقتصادية واجتماعية بدون سيادة فعلية على الأرض، وهو نفس مشروع إسرائيل "السلام الاقتصادي".

وفي ختام كلمته أكد رئيس التجمع على أن الوحدة العربية هي طريق الخلاص من الوضع المتردي، كما أكد على أن الهوية العربية هي التي تحافظ على وحدة الأمة العربية. كما أكد في هذا السياق على أن الحركة الوطنية في الداخل حافظت على الهوية العربية الفلسطينية في ظروف حصار وعزلة داخل دولة اقتلعت الشعب الفلسطيني واستوطنت أرضه.

وأشار إلى أن التيار الوطني في الداخل قد اختار طريق النضال، ولم يكتف بالحفاظ على الهوية العربية، بل رفع رايات الوحدة والعروبة.

فيما يلي النص الحرفي للكلمة: الأخ القائد معمر القذافي حفظه الله

الحضور الكرام مع حفظ الألقاب

جئنا من القدس وأكنافها، من فلسطين وشذاها، لنعانق الجبل الأخضر لأهله، والأحمر بناره على الفاشست الطليان، وينابيع ماء لأنهار الحرية. فطوبى لتلك النفس التي علقت وعادت من هذا البلد الطيب لربها مطمئنة راضية، والمجد والخلود لضحايا الوحش الفاشي، وطوبى لكل الشهداء وعلى رأسهم بطل الأمة، وبطلنا الشيخ عمر المختار.

الأخ القائد: الحياة مواقف بدونها ليس الرجال رجالاً!!

والنهج الصائب يقود إلى المواقف الأصيلة. وهي في اللحظة التاريخية أمضى سلاحًا من آليات الدمار. فنذكركم أن يقف إلى جانبكم الشيخ محمد عمر المختار الذي قاد لانحناء برلسكوني أمامه، موقف فيه من الكبرياء، واختزال لكلام عبرت فيه دون أن تتكلم، وأعدت شيخنا البطل عمر المختار منتصرًا أمام جلاديه الذين غادروا إلى غير رجعة.

أما موقفكم بعد ثورة الفاتح من سبتمبر 1969، من المؤامرة على مصر عبد الناصر، ومن العدوان الإسرائيلي في حزيران 1967، فقد أعاد الثقة لشعوبنا، للناس العاديين الذين أصابهم الإحباط وخيبة الأمل في تلك المرحلة.

إن شعبنا الفلسطيني ليثمّن عاليًا دعمكم لحقوقهم ولثورته وصموده من أجل الحرية والتحرر والعيش الكريم على أرض الوطن الذي سلب في أكبر عملية سطو مسلح في القرن العشرين.

وكجزء من هذا الشعب الصامد في بيته وأرضه نقدر لكم هذه اللفتة بدعوتنا لزيارة الجماهيرية واللقاء معكم. ونحن نقيّم هذه الدعوة عاليًا ونعتبرها من باب التواصل العربي العربي، أننا مثلكم نرفض التطبيع، ونأبى أن نكون جسرًا للتطبيع مع إسرائيل التي تحتل أرضًا عربية، وتستهتر بحقوق شعبنا الفلسطيني، وتمارس من خلال القوانين العنصرية التي تشرعها في برلمانها، أبشع الممارسات ضدنا، مغلفة بلباس ديمقراطي لذرّ الرماد في عيون العالم من أجل إقناعهم أن كل ما تفعله هو قانوني.

الأخ القائد
إن استمرار الحصار على غزة، وتهويد القدس وتفريغها من أهلها المرابطين، وزرع الحواجز حول مدن وقرى الضفة الغربية هو استمرار للنكبة التي حلت بنا عام 1948، لأن ما تقوم به إسرائيل حاليًا هو مزيد من الإستيطان ومزيد من الطرد والتهجير، مستغلة الصمت العربي الرسمي، والإنقسام الفلسطيني لتنفيذ مخططاتها.

نحن نتوخى ونأمل أن تقوم ليبيا بقيادتكم، وانتم على رأس القمة العربية، لتقود عملية كسر صمت البعض وتواطؤ البعض الآخر، ولتقود العمل الجاد لفك الحصار عن غزة، ولوقف عملية تهويد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها الأقصى الشريف.

الأخ القائد:
إسرائيل تعربد في المنطقة، وتستهتر بالقرارات الدولية، بما فيها الأمريكية، وتسعى لجرّ الفلسطينيين مرة أخرى لمفاوضات عبثية من دون جدولة ومن دون التزام بالإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ووقف الإستيطان بما في ذلك في القدس العربية المحتلة، وهذا يعني أن إسرائيل لا تواجه ضغوطًا حقيقية. وأنه لن تكون هنالك ضغوط دون موقف وإرادة عربيين، وأن هذا غير ممكن إلا إذا اعتبَرَتْ فلسطين قضية العرب والأحرار في كل مكان، وليس قضية الفلسطينيين وحدهم.

ومن هنا أيضًا نحذر مما يدور حول إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد والتي أعلن عنها رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض باعتبار أن هذه الخطوة لن تأتي بدولة بل بكيان يقدم الخدمات الاقتصادية وحل القضايا الاجتماعية بدون سيادة فعلية على الأرض، وهو تنفيذ لمشروع إسرائيل "السلام الاقتصادي" أولاً، الذي تحدث عنه نتنياهو، وشمعون بيرس.
وإن العمل في هذا الاتجاه سوف يدخلنا في متاهة أخرى إضافة لما نحن فيه.

الأخ القائد

نحن العروبيون الوحدويون الديمقراطيون، على درب عبد الناصر وجميع الشرفاء، نؤمن إيمانًا قاطعًا أن الوحدة العربية هي طريق الخلاص من وضع الأمة المتردي، وليس ذلك فحسب، بل إن الهوية العربية هي التي تحافظ على وحدة غالبية المجتمعات العربية في أقطارها. وإن المواطنة العربية في وطننا العربي يجب أن تكون هي الأساس للتعامل، وليس الهويات الإقليمية والعشائرية التي تدفع بنا نحو الهاوية، وتجعلنا شعوبًا وقبائل لا تتعارف ولا يعترف أحدها بالآخر.

لقد حافظنا على هويتنا العربية الفلسطينية في ظروف حصار وعزلة داخل دولة لم نخترها – بل هي التي اقتلعت شعبنا واستوطنت أرضنا. وفي كل شعب تجد من يتساوق مع الدولة التي يعيش فيها ولو كانت غاصبة ومستعمرة. ولكن التيار الوطني اختار طريق النضال، ولم نكتف بالحفاظ على هويتنا العربية بل رفعنا، في الحركة الوطنية على الأقل، رايات الوحدة والعروبة، ونعاهد الله ونعاهدكم أن نحميها ونسلمها إلى أولادنا خفاقة عالية حتى إسقاط الحدود سايكس/ بيكو وحتى تصبح المواطنة العربية مصدر حياة كريمة وحرية وعدالة اجتماعية في الدولة العربية، ومصدر فخر واعتزاز في وطننا العربي العظيم والعالم أجمع.

نشكركم مرة أخرى، ونتمنى للشعب الليبي ولكم دوام التوفيق في مهامكم الكبرى.
نحبكم ونحب الجبل الأخضر لو تعرفون كم!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات