في مظاهرة التجمع في القدس المحتلة؛ د.زحالقة: النكبة لا تزال مستمرة والنكبة الكبيرة اليوم هي تهويد القدس..

رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام التجمع، إضافة إلى شعارات تؤكد على عروبة القدس وتندد بسياسة التطهير العرقي والاستيطان والتهويد، كما تندد بسياسة هدم منازل المقدسيين

في مظاهرة التجمع في القدس المحتلة؛ د.زحالقة: النكبة لا تزال مستمرة والنكبة الكبيرة اليوم هي تهويد القدس..
أكد النائب د.جمال زحالقة على أن ما يحصل اليوم في القدس المحتلة هو نكبة ثانية، وذلك في كلمته في حي الشيخ جراح، في حين أكدت النائبة حنين زعبي على أن القدس هي عنوان سيادة للفلسطينيين، ولا سيادة لفلسطين بدون القدس.

جاء ذلك في ختام مظاهرة حاشدة، بمبادرة التجمع الوطني الديمقراطي، إحياء لذكرى النكبة، في القدس التي لم تشهد منذ سنوات الأعلام الفلسطينية ترفرف في مظاهرة تشق شوارعها.

وشارك في المظاهرة المئات من أعضاء وكوادر وشباب التجمع، إلى جانب قيادة الحزب، وكان على رأسهم نواب التجمع د.جمال زحالقة وحنبن زعبي، وأمين عام التجمع عوض الفتاح، ورئيس الحزب واصل طه، ونائب الأمين العام مصطفى طه، وعضو المكتب السياسي المحامي محمد ميعاري، والشيخ عباس زكور.

كما شارك في المظاهرة عدد كبير من المقدسيين، كان على رأسهم عدد من القيادات المقدسية، بينهم: حاتم عبد القادر ويعقوب عودة ومحمود جدي.

ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام التجمع، إضافة غلى شعارات تؤكد على عروبة القدس وتندد بسياسة التطهير العرقي والاستيطان والتهويد، كما تندد بسياسة هدم منازل المقدسيين واقتلاعهم من المدينة.

وكان من بين الشعارات "لا للتطهير العرقي" و"لن نساوم على الثوابت" و"القدس قلب العروبة النابض" و"الحقوق لا تتجزأ ولا تتقادم".

انطلقت المسيرة من شارع نابلس باتجاه الشيخ جراح. ردد خلالها المتظاهرون الهتافات المنددة بالاحتلال، والمؤكدة على عروبة القدس.

وعلم موقع عــ48ـرب أن عددا من المستوطنين حاولوا استفزاز المتظاهرين في حي الشيخ جراح، وذلك من خلال رفع الأعلام الإسرائيلية، إلا أن منظمي المظاهرة تصدوا لهم.

ولدى وصول المتظاهرين إلى حي الشيخ جراح، ألقيت عدة كلمات، تحدث كل من عوض عبد الفتاح والنائب د.جمال زحالقة وحاتم عبد القادر والشيخ عباس زكور والنائبة حنين زعبي

وفي كلمته أشاد أمين عام التجمع عبد الفتاح بصمود الأهل في القدس في وجه سياسات الاحتلال. كما أكد على عروبة المدينة وكونها العاصمة العربية لفلسطين.

وقال عبد الفتاح: لم نأت في ذكرى النكبة لنندب، بل لنؤكد على حقنا ولنرفض صوتنا عاليا في وجه المحتل الصهيوني. ولنقول لأهلنا في القدس أننا جزء منكم وأنتم جزء منا. ولنحيي صمودكم على هذه الأرض".

واعتبر أن النكبة لا تزال مستمرة، لافتا إلى استشراس الاحتلال في تهويد المدينة، ومركزية القدس في الفكر الصهيوني. وأكد في هذا السياق على أن الشعب الفلسطيني أرسل أكثر من رسالة تؤكد أن "فلسطين عربية وأن القدس ستبقى العاصمة العربية لفلسطين".

كما وجه التحية إلى المقدسيين الذين تم اقتلاعهم من منازلهم في الشيخ جراح، وجرى توطين المستوطنين في بيوتهم. وقال: نحيي أهلنا المرابطين في القدس، وأولئك الذين اقتلعوا من منازلهم، ويرابطون على الرصيف ولا يغادرون أرضهم. وهذا الدرس الذي تعلمنا في النكبة".

وافتتح مسؤول ملف القدس حاتم عبد القادر كلمته بتوجيه التحية إلى المناضل والمفكر د.عزمي بشارة. كما وجه الشكر للتجمع وقياداته وكوادره، وقال: نشكركم على هذا الدعم، فكلنا شعب واحد ومصيرنا واحد".

وأكد في كلمته على أنه رغم النكبة والحصار والدمار فإن شعبنا لن يرهبه الاحتلال الغاشم. كما أكد على أهمية التنظيم والوحدة في مواجهة التحديات، لافتا إلى أن فصول النكبة لا تزال تتواصل في أحياء القدس ومحيطها للإخلال بالتوازن الديمغرافي لصالح الاستيطان.

كما أشار في كلمته إلى استيلاء المستوطنين على 3 منازل في الشيخ جراح، إضافة إلى مخطط للاستيلاء على 25 منزلا، وكذلك الأمر في سلوان.

وفي نهاية كلمته وبعد أن أكد على حق العودة، بعث برسالتين؛ الأولى للاحتلال تقول "إننا صامدون ومرابطون"، في حين طالب المجتمع الدولي في رسالته الثانية بتحمل مسؤولياته تجاه ما يمارس ضد شعبنا من تشريد واقتلاع وتهويد.


وشدد رئيس كتلة التجمع البرلمانية، د.جمال زحالقة على أن النكبة لا تزال مستمرة، وأن تهويد القدس هو نكبة كبيرة. وقال: "نحيي اليوم ذكرى النكبة والنكبة لا تزال مستمرة.. نكبتنا الكبيرة اليوم هي تهويد القدس".

كما أكد على أن القدس هي قلب فلسطين، وقال إن "القدس أولا، ولا حل ولا مفاوضات إن لم تكن القدس أولا".

وفي حديثه عن إيغال الاحتلال في تهويد القدس، تطرق د.زحالقة إلى حقيقة أن هناك أكثر من 60 ألف مواطن مقدسي يتهددهم خطر هدم البيوت، منوها في الوقت نفسه إلى "أننا أمام مؤامرة لا تستهدف الحجر فقط، بل تستهدف البشر أيضا".

وحذر في هذا السياق من انتفاضة ثالثة في حال أقدمت سلطات الاحتلال على تنفيذ مخططاتها وهدم مئات البيوت، مؤكدا على أن "شعبنا لن يسمح بنكبة أخرى".

وبعد أن تحدث عن الأوضاع العامة في المدينة في ظل الاحتلال، وخاصة أوضاع التعليم المزرية في المدينة والنقص في الغرف الدراسية، إضافة إلى انتشار آفات بتشجيع من الاحتلال، مثل آفة المخدرات، بعث د.زحالقة برسالة إلى الحركات الوطنية والإسلامية في القدس وحول القدس دعا فيها إلى الوحدة الوطنية على الأرض وعدم انتظار المفاوضات اللانهائية حول المصالحة.

وأشار إلى أن المبادرة لإطلاق حملة موحدة مع جميع القوى الوطنية والدينية للدفاع عن المدينة.

وفي كلمته أكد الشيخ عباس زكور على أن سياسة إسرائيل وسياسة كل المحتلين لا يمكن أن تغير الحقائق. وقال إن "المغتصب يبقى مغتصبا وصاحب الحق يبقى صاحب الحق".

وطالب في كلمته بأن تبقى القدس وأهلها الصامدون حاضرة في الذهن الفلسطيني والعربي، وألا تترك لوحدها في مواجهات سياسات الاحتلال والتهويد.

واختتم كلمته بالقول: "جئنا لنرفع هنا علم فلسطين، ونؤكد مركزيتها كعاصمة لدولة فلسطين".
وقالت النائبة حنين زعبي في بداية كلمتها إنه لا توجد حياة بدون حرية، ولا حرية لشعب بدون سيادة، ولا سيادة لفلسطين بدون القدس. فالقدس تقع في لب التحرر الوطني الفلسطيني. وقالت "نحن وكل فلسطيني شريف لا يقبل بإخراج القدس من دائرة النضال الفلسطيني الرسمي والشعبي.. ونحن نرفض أن تترك القدس للمقدسيين فقط ليدافعوا عنها، فالقدس قضية عربية، والقدس عنوان سيادة الفلسطينيين".

وأضافت "في ذكرى النكبة نقول إنه كما لن تتحول القدس إلى ملكية شرعية لإسرائيل، كذلك لن تقبل يافا ولا حيفا ولا عكا ولا الناصرة بيهودية الدولة. ويهودية الدولة هي ليست ملفا نضاليا يحمله عرب الداخل فقط، وإنما هذا هو لب الصراع مع الصهيونية".

وتابعت "نحن نرى أصحاب القوة والجبروت كيف يتحولون إلى ذات هشة تخاف من عاطفة الضحية تجاه وطنها، وتخاف من ذاكرة الضحية، فيختلقون قوانين ضد الذاكرة والعاطفة لم تعرفها أي دولة".

وقالت أيضا إن الذاكرة هي أول الإرادة وهي منبعها، ومن تحضر فيه الذاكرة، كحق وليس كهزيمة، فإنه منتصر حتما. ومن يحضر فيه حق الضحية وليس هزيمتها فهو منتصر. واستدركت "لكن نحن لن نكتفي بالذاكرة، فهي ليست مشروع نضال، وهي لا تكفي لمشروع تحرر. نحن نحتاج لدفن النهج التفاوضي الخطير، فالتفاوض ليس بديلا عن مشروع نضالي. علينا إعادة الهيبة والوضوح لمشروعنا النضالي، وإعادة البعد النضالي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بنائها.. علينا إعادة التحرير لمنظمة التحرير الفلسطينية".

واختتمت كلمتها بالقول: "من منطلق مسؤولية التجمع الحامل لهمّ شعبه الفلسطيني أينما كان، والمؤمن بأن القضية الفلسطينية هي قضية واحدة في سياقات سياسية مختلفة نقول: لا مفاوضات خارج مشروع وطني.. لا محتل دون حق مقاومة الاحتلال.. لا نضال دون وحدة وطنية.. ولا وطنية في وحدة وطنية بدون مشروع وطني".

يذكر أن وفدا من قيادة التجمع قام بعد المظاهرة بزيارة خيمة الاعتصام في حي البستان في سلوان المهددة بيوته بالهدم، والتقى سكان الحي حيث استمع الى قضاياهم وهمومهم.

وألقى رئيس التجمع واصل طه كلمة أشاد فيها بنضال أهالي الحي وعبر عن تضامن التجمع الكامل معهم، ووعد بمتابعة قضاياهم ودعمهم بجميع الوسائل المتاحة.........................

التعليقات