حالات إصابة بمرض الحمى المالطية في جسر الزرقاء وإطلاق حملة توعية

حالات إصابة بمرض الحمى المالطية في جسر الزرقاء وإطلاق حملة توعية
في أعقاب اكتشاف حالات إصابة بمرضى الحمى المالطية في قرية جسر الزرقاء، عقد المجلس المحلي جلسة طارئة لبحث الموضوع واتخاذ وسائل الحيطة والحذر والوقاية من المرض. وقد شارك في الجلسة رئيس المجلس المحلي عز الدين عماش ومديرو الأقسام بالسلطة إضافة إلى ممثلين ومختصين من وزارة الصحة والزراعة.

وكان 6 أفراد من عائلتين في قرية جسر الزرقاء، قد خضعوا في الأسبوع الأخير للعلاج في مستشفى "هيلل يافه" بالخضيرة، بعد إصابتهم بالحمى المالطية نتيجة لتناولهم منتجات حليب غير مبسترة ولم تخضع لمراقبة صحية من قبل الجهات المسؤولة.

وقال رافع أبو عصبة مدير قسم الصحة في مجلس جسر الزرقاء المحلي: " أفراد العائلتين عانوا وعلى مدار الأسبوع من درجة حرارة عالية وإرهاق وتعب في البداية وظن الأطباء في صندوق المرضى أن الحديث يدور عن حمى عادية، ولكن مع تدهور صحتهم تم نقلهم للمستشفى وهناك اكتشف الطاقم الطبي وبعد إجراء فحوصات مخبرية أن أفراد العائلتين مصابين بمرض الحمى المالطية (بروتسيلوزيس) وبعد مساءلتهم أتضح لنا أنهم أكلوا منتجات حليب واجبان غير مغلية ومبسترة ولم تخضع للرقابة".

وأضاف أبو عصبة:" في أعقاب ذلك قررنا وفي ختام الجلسة الطارئة التي عقدناها في المجلس. الخروج بحملة توعية للجمهور والسكان، حيث تم توزيع نشرة حول مرض الحمى المالطية ومخاطر تناول منتجات حليب غير مبسترة. كما وطلبنا من أئمة المساجد بطرح الموضوع في خطب الجمعة. إضافة إلى خروج قسم الصحة بجولة للحوانيت وإجراء فحوصات على منتجات الحليب ما إذا كانت تستوفي المعايير وخاضعة للفحص والرقابة. وناشدنا السكان بعدم شراء منتجات الحليب والاجبان من البائعين المتجولين أو من أماكن غير مرخصة".

وقال الدكتور إياس قاسم، نائب مدير قسم الأطفال في مستشفى هيلل يافه في مدينة الخضيرة:" المستشفى قدم العلاج اللازم للمصابين وتم تحريرهم للمنازل وهم الآن في فترة رقابة ومتابعة علاج لان جرثومة البرتسيلوزيس قادرة مهاجمة أي عضو في الجسم والبقاء فيه، لذا يجب مواصلة العلاج والفحوصات لفترة للتأكد من القضاء عليها وعلى مضاعفات المرض".

وأضاف:" صحيح أن مرض الحمى المالطية غير منتشر في السنوات الأخيرة بشكل كبير كما كان في الماضي ولكن حالات الإصابة الأخيرة لمواطنين من قرية جسر الزرقاء هي أكبر دليل على أن المرض قائم وخطير، من هنا علينا إرشاد الجمهور وتحذريهم من مخاطر المرض ومسبباته".

ما هي الحمى المالطية؟

يقول الدكتور إياس قاسم، نائب مدير قسم الأطفال في مشفى هيلل يافة والطبيب الذي اشرف على حالات المرض الأخيرة :" البروتسيلوزيس (الحمى المالطية ) هو مرض معد يصيب الحيوانات والإنسان. وبما انه من الصعب عادة معرفة الحيوانات المصابة به، فأن أي صلة مع هذه حيوانات ( بشكل مباشر أو بواسطة منتجات الحليب آلاتية من هذه لحيوانات ) قد تؤدي إلى حالة مرضية صعبة لدى الإنسان وحتى إلى وفاته. كل عام يتم أبلاغ السلطات الصحية عن مئات حالات الإصابة بالبروتيسلوزيس. فالكثير من بين هذه الإصابات تحدث للأطفال، وكان المرض منتشر في الماضي لكن في السنوات الأخيرة قل بفعل التطور والرقابة على المنتوجات ونشاط وزارة الزراعة في معالجة مصدر المرض وهي المواشي عن طريق المراقبة والفحوصات البيطرية ورفع التوعية واتخاذ أساليب الحذر والوقاية".

ويوضح الدكتور قاسم أنه في حالة انتقال عدوى الحمى المالطية بين الحيوانات لا تظهر أعراض مرضية قابلة للتشخيص. وبما أنه من العادة إضافة غنم وأبقار جديدة إلى القطعان القائمة من قطعان أخرى فقد تكون الحيوانات الجديدة مصابة بالمرض دون أن يلاحظ ذلك أحد. وبذلك فإن البهائم الجديدة المصابة تنقل العدوى إلى البهائم القديمة المعافاة. والعدوى الجديدة تنعكس في القطيع بادئ الأمر في إجهاض الحوامل من الحيوانات.


"عدوى الإنسان بالبروتسيلوزيس بواسطة الحليب هي خطر ملموس لكل جمهور مستهلكي الحليب ومنتجاته وحالات مرضية كثيرة لدى الإنسان في كل الأجيال ناجمة عن تناول حليب مصاب أو منتجات من حليب كهذا "، أوضح الدكتور إياس قاسم قائلا:" الحليب المصاب بالجرثومة لا يبدي أي علامات على انه ليس على ما يرام، فهو ليس "فاسدا"ولا "حامضا " ولونه عادي جدا!، كما أن فترة الحضانة وهي الوقت بين التعرض للإصابة بالجرثومة ( أي بعد تناول حليب مصاب او منتجاتة أو أي صلة مع حيوانات مصابة أو مع أعضائها ) حتى بداية ظهور أعراض المرض في الإنسان غير ثابتة. ويتراوح بين أسبوع واحد حتى عدة أشهر. وعلية لا يذكر الإنسان المصاب عادة متى تناول الغذاء الذي كان مصدر الإصابة".

يقول الدكتور قاسم أن أعراض داء الحمى المالطية تتمثل بعدة علامات حيث يعاني الإنسان المصاب من تعب وإرهاق شديدين. ارتفاع حرارة الجسم وعادة على شكل موجات، حرارة مرتفعة في المساء وعادية في الصباح، القشعريرة، تصبب العرق والصداع. وفسر قائلا :" إن درجة هذه العلامات قد تتغير نتيجة لأسباب طبية مختلفة، بحيث أن في حالات الإصابة الخفيفة يمكن ألا تكون الإصابة محسوسة وبالطبع، غير قابلة للتشخيص. وحتى في حالات أكثر صعوبة يصبح من العسير تشخيص المرض بسرعة لاسيما أن الأعراض الأولى لا تخص داء البروتسيلوزيس وحده فقد تكون أعراض أولية لأمراض عديدة أخرى. إن سرعة تشخيص البروتسيلوزيس هامة جدا لأن العلاج الذي يبدأ متأخرا لا يكون مجديا وإذا كان هناك شك في أن شخصا مصابا بالبروتسيلوزيس فانه يمر سلسلة فحوصات مختلفة للدم وربما فحوصات أخرى، وذلك لغرض التأكد من أن الحديث يدور بشأن هذا المرض".

وتطرق الدكتور قاسم إلى وسائل الوقاية من المرض مشيرا أن هناك مجموعتين سكانيتين، مجموعة المهنيين ذوي العلاقة المباشرة بالبهائم والمواشي كالعاملين في الحظائر ومربي الأنعام، ومجموعة مستهلكي منتجات الحليب، فإن هناك اتجاهين لمنع المرض والوقاية منه وكل اتجاه يستهدف مجموعة معينة وقد زودنا في بعض النصائح والتعليمات المهمة لكل مجموعة:

مجموعة العاملين في مجال تربية المواشي والأنعام

أ – اتخاذ إجراءات وقائية عند معالجة حالات الإنجاب أو الإجهاض عند الماشية: ارتداء قفازات ،احتذاء أحذية عالية(جزمات)، ارتداء ملابس محكمة الإغلاق، الامتناع عن تناول أي طعام أو شراب أو التدخين أثناء العمل، تعقيم موقع الإنجاب / الإجهاض ، إبعاد منظم للافرازات والمشيمة.

ب- اتخاذ إجراءات وقاية مشابه لدى ذبح البهائم التي يشتبه بإصابتها بالمرض

ت- عزل البهائم المجهضة عن القطيع.

ث- إرسال كل جنين مجهض ومشيمته إلى الفحوصات ألمخبريه( بواسطة الخدمات البيطرية ).

ج- تطعيم قطيع الماشية بحضور مسؤولي الخدمات البيطرية، ضد مرض البروتسيلوزيس.

ح- منع إدخال بهائم جديدة إلى القطيع لا يعرف وضعها الصحي فيما يتعلق بالبروتسيلوزيس ( وهنا يمكن طلب مساعدة الخدمات البيطرية لمعرفة ذلك ) ومنع أي صلة مباشرة مع هذه البهائم في المرعى.

تعليمات لجمهور العاملين في تصنيع منتجات الحليب والمستهلكين:

1- الامتناع عن شرب الحليب مباشرة من المواشي والأنعام أو من وعاء جمع الحليب.

2- الامتناع عن شراء واستهلاك منتجات حليب يشك في أنها لم تمر عملية بسترة أو تعقيم ضرورية للقضاء على جراثيم يمكن أن تحتوي عليها. وبكلمات أخرى : ينبغي شراء حليب ومنتجاته فقط من معامل حليب معروفة ومصادق عليها من قبل وزارة الصحة.

3- الالتزام بعملية البسترة والتعقيم للحليب قبل عرضة للشرب أو قبل بدء تصنيعه وتحويله إلى منتجات وخصوصا الجبنة البيضاء المصنوعة في البيت.

التعليقات