رسالة حادة إلى رئيس بلدية حيفا ردا على مواقفه العنصرية واقتراحه بشأن "مرمرة"..

الأحزاب والقوى السياسية العربية في حيفا والقوى اليهودية التقدمية تبعث برسالة استنكار إلى ياهاف بشأن اقتراحه تحويل سفينة "مرمرة" إلى مركز ترفيه ورسالته إلى النائبة زعبي..

رسالة حادة إلى رئيس بلدية حيفا ردا على مواقفه العنصرية واقتراحه بشأن
استنكرت الأحزاب العربية والقوى اليهودية التقدمية في مدينة حيفا بشدة اقتراح رئيس البلدية، يونا ياهاف، بتحويل سفينة "مرمرة" إلى "مركز ترفيه"، مشيرة إلى أن السفينة قد تم الاستيلاء عليها في المياه الدولية في عملية قرصنة عدوانية نفذها الجيش الإسرائيلي.

وفي رسالة بعثت بها إلى رئيس البلدية استنكرت القوى المشار إليها الرسالة التي بعث بها إلى النائبة حنين زعبي، والتي تبنى فيها ياهاف مصطلحات اليمين العنصري التحريضية.

وكان رئيس بلدية حيفا، ياهاف، كان قد بعث برسالة إلى النائبة حنين زعبي لفت فيها إلى قرار الكنيست سلب حقوقها البرلمانية في أعقاب مشاركتها في أسطول الحرية، والذي وصفه بـ"أسطول الكراهية".

واعتبر ياهاف أن المشاركة الفعالة فيما وصفه بـ"الاستفزاز الإجرامي" هي التي أودت بحياة بشر. وبناء على ذلك اعتبر ياهاف أن اقتراحه كان صائبا بتحويل "سفينة مرمرة من رمز للإرهاب والعنف والتحريض إلى رمز للتسامح والفرح والازدهار".

وزعم في رسالته أيضا أنه عمل الكثير من أجل التعايش خلال سنوات خدمته.

في المقابل، جاء في رسالة الأحزاب والقوى السياسة العربية "نحن الموقعين أدناه ممثلو الجمهور العربي والجمهور اليهودي المتنور والتقدمي في مدينة حيفا نستنكر ونعارض بشدة اقتراحك الاستفزازي بسرقة السفينة التركية مرمرة وتحويلها إلى مركز ترفيه".

وفي الرسالة التي وقع عليها المحامي وليد خميس عضو بلدية حيفا عن التجمع الوطني الديمقراطي، وعضوا البلدية عدنا زريتسكي وهشام عبده، وسكرتير فرع التجمع في حيفا المربي إميل العبد، وسكرتير الجبهة الديمقراطية في حيفا ريمون كردو، بالإضافة إلى حركة أبناء البلد فرع حيفا، والحركة الإسلامية فرع حيفا، لفتت -الرسالة- إلى أن السفينة وصلت إ‘لى ميناء حيفا بعد أن سيطرت عليها قوات الجيش الإسرائيلي بينما كانت لا تزال في المياه الدولية، وذلك في عملية أسفرت عن مقتل 9 أشخاص وإصابة العشرات، وأثارت استنكارات دولية واسعة.

وأكدت على أن العدوان البحري الإسرائيلي على أسطول الحرية هو بمثابة قرصنة من وجهة نظر القانون الدولي، وأنه من المفترض أن يتم إعادة السفينة إلى أصحابها الشرعيين في نهاية المطاف.

وجاء في الرسالة أنه "من المفضل ألا تعمل بلدية حيفا على خلق علاقة اصطناعية بين المدينة وبين قتل متضامنين دوليين. وكذلك فإن فكرة استخدام الحيز الذي قتل فيه 9 أشخاص وأصيب العشرات كموقع ترفيه، ما يؤدي إلى جعل المرتادين يرقصون على الدم الذي سفك، يعبر عن بلادة إنسانية وعدم توفر الحد الأدنى من الاحترام لحياة البشر، ولا يشرف مدينتنا وبلديتنا".

كما عبرت الرسالة عن امتعاضها من الرسالة التي بعث بها ياهاف إلى النائبة حنين زعبي، والتي وصفت بـ"المتمادية"، والتي "يتبنى فيها ياهاف المصطلحات التحريضية التي يستخدمها اليمين العنصري".

وجاء في الرسالة أيضا "ألا تدرك حقا أن الحصار المفروض على قطاع غزة هو الإرهاب بعينه، وأن سجن مليون ونصف المليون فلسطيني وتحويلهم إلى رهائن هي جريمة حرب ضد الإنسانية، وأن الاحتلال الذي يسمح بذلك يكون هو جذر الشر؟ وعندما يتم ذلك برعاية الدولة والحكومة فإن الحديث يكون عن إرهاب دولة".

وقالت الرسالة إن هدف المشاركين في أسطول الحرية كان كسر الحصار الإرهابي المفروض على قطاع غزة، وكانوا على استعداد لدفع ثمن غال من أجل هدف سام كهذا.

ووجهت الرسالة التحية إلى كل من يعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، ووضع حد للاحتلال، وعلى رأسهم المشاركون في سفينة مرمرة الذين سقط منهم 9 شهداء بسبب عدوانية وقرصنة الجيش الإسرائيلي في المياه الدولية.

واختتمت الرسالة بالمطالبة بإلغاء الاقتراح بتحويل السفينة إلى مركز ترفيه، والاعتذار عن رسالة ياهاف المتعجرفة والمحرضة، والتي لا تنطوي على ذرة تسامح واحترام وتعايش ينسبه لنفسه.

ومن جهتها ردت النائبة حنين زعبي على رسالة ياهاف بالإشارة إلى أنها تفضح حقيقة مواقفه وآرائه السياسية تجاه سلب حقوق نائبة عربية تقوم بواجبها بإخلاص تجاه جمهور ناخبيها. وكذلك موقفه بشأن قتل 9 ناشطين سياسيين واعتبارهم "إرهابيين".

كما اعتبرت رسالته بأنها تعكس نظرته إلى النواب العرب، الذين مثلتهم النائبة زعبي في أسطول الحرية بجدارة كما مثلت مواقفهم وموقف كل العرب في الداخل واليهود الديمقراطيين ضد الحصار الجائر المفروض على مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني في قطاع غزة.

وختمت رسالتها بالقول إن "سكان حيفا، عربا ويهودا، وكل العرب في الداخل باتوا يعرفون الآن مواقفك السياسية بشكل أوضح، وكيف تعمل من أجل "التعايش"، والذي ينعكس في موقفك من حصار قطاع غزة والأسطول الإنساني ومنتخبة جمهور عربية".

التعليقات