النواب د.زحالقة وزعبي والصانع ضيوفا على مجلس النواب البريطاني لطرح قضايا فلسطينيي الداخل

د.زحالقة: مهّتنا تلخّصت بالأساس بكسر حاجز الصّمت * زعبي: "نرفض المواطنة المشروطة بالولاء لأيديولوجيّة عنصريّة * الصانع: نسعى للمطالبة بعدالة دوليّة غير قابلة للمساومة..

النواب د.زحالقة وزعبي والصانع ضيوفا على مجلس النواب البريطاني لطرح قضايا فلسطينيي الداخل
قام نائبا التّجمع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، رئيس الكتلة البرلمانية د. جمال زحالقة، والنّائبة حنين زعبي، والنّائب عن القائمة الموحدة طلب الصّانع، بتلبية دعوة منظمة "ميمو - مراقبة الشّرق الأوسط" (Middle East Monitor)، وذلك بعقد عدّة اجتماعات ولقاءات مع أعضاء في مجلس النّواب الإنجليزيّ، إضافةً إلى التقائهم بمدير قسم الشّرق الأوسط في وزارة الخارجيّة البريطانيّة بغية طرح واقع الفلسطينيين في الداخل، وتداول مستجدّات الملاحقة السّياسيّة التي باتت تنتهجها "إسرائيل" بكثافة وإصرار غير مسبوقين تجاه القيادات العربية.

حَضَرَ اللقاء الأوّل في البرلمان البريطانيّ عشرات البرلمانيّين الذين أبدَوا اهتمامًا كبيرًا بواقع الفلسطينيّين في الداخل، حيث طرحوا النّقاش حول المستقبل السياسيّ، مُشدّدين على أنّ واقع الفلسطينيين في الداخل والسياسات المنتهجة تجاههم لهو مؤشّر واضح للنوايا الإسرائيليّة فيما يتعلّق بعمليّة السّلام وموقفها من القضايا السّياسيّة العالقة.

حَضَرَ الاجتماع الثّاني، إضافةً إلى أعضاء البرلمان البريطانيّ، المئات من المسؤولين والنّشطاء السّياسيّين من موظّفين في المؤسّسات العامّة ومن نشطاء سياسيّين في الجمعيّات والهيئات الدوليّة، كالحركات المناهضة للجدار، المعادية للحصار والممانعة لاستمراريّة الاحتلال.

من بين الاجتماعات، عُقِدَ لقاء بمدير قسم الشّرق الأوسط في وزارة الخارجيّة البريطانيّة، الذي كَشَفَ عن اهتمام الحكومة البريطانيّة بظروف وأوضاع الفلسطينيين في الداخل، وإبداء اهتمامها أيضًا بشأن سياسات إسرائيل المنتهجة تجاه مواطنيها الفلسطينيّين، وصَرَّحَ بأنّ الخارجيّة البريطانيّة اهتمّت في تقريرها السّنويّ الذي تعدّه فيما يخصّ وضع حقوق الإنسان لعام 2009 والصّادر عام 2010، وفي هذا التّقرير طُرِحَت سياسات إسرائيل المنتهجة تجاه مواطنيها، ووضع انتهاكاتها لحقوق الإنسان وبالحقوق السّياسيّة المختلفة.

على هامش هذه اللقاءات والاجتماعات عُقِدَت العديد من المقابلات الإعلاميّة التي غطّتها وسائل الإعلام البريطانيّة التي حضرت المكان لتغطية الحَدَث، مثل قناة bbc البريطانيّة، وصحيفة الجارديان التي تشكّل أكبر موقع إخباريّ انتشارًا في العالم، إذ أبدت هذه المؤسسات الإعلاميّة اهتمامًا بارزًا بزيارة الوفد الفلسطينيّ. وقد عُقِدَ مؤتمر صحفيّ الإثنين الماضي (27/07/2010) حضرته وسائل الإعلام البريطانيّة والصّحافة العربيّة الصّادرة من لندن، أدلى من خلاله الّنوّاب الفلسطينيّون بمواقفهم من أوضاع عرب الدّاخل سياسيًّا.

وردا على توجهات موقع عــ48ـرب إلى النواب العرب المشاركين في الوفد، حول فعّاليّاتهم في إطار هذه الزّيارة السّياسيّة، عَقَّبَ النّائب د. جمال زحالقة قائلاً: "في هذه الزّيارة طرحنا قضايا فلسطينيي عرب الدّاخل، على مستوى البرلمان ووزارة الخارجيّة البريطانيّين".

وأضاف إن "مهمّتنا تلخّصت بالأساس بكسر حاجز الصّمت الذي يلفّ قضايا فلسطينيّي الدّاخل، وهذه الزّيارة تأتي في هذا السّياق لتؤكّد رفضنا الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ناهيك عن رفضنا لكافّة مشاريع تبادل الأراضي والسّكان الكامنة في المخطّطات المستقبليّة لدولة إسرائيل. برأيي فإن أوضاعنا لا تحظى بتغطية كافية، ونتيجة لذلك يعرف العالم القليل القليل عنّا، ولدينا الكثير ممّا نطرحه ونقّدمه على المستوى الدّوليّ لطرح قضايانا ومعالجتها كما يجب".

أما عضو الكنيست عن القائمة العربية الموحّدة، فقد قال في حوار هاتفيّ معه، من لندن: "في هذه اللقاءات والنّشاطات تكمن أمامنا فرصة كبيرة وممتازة لطرح آراء ومواقف الأقليّة الفلسطينيّة داخل إسرائيل، والتي تأتي لفضح السّياسات العنصريّة التي تنفّذها الدولة. وفي سياقنا هذا فإن السّياسات المنتهجة تنضوي تحت إطار ما يسمّى بإرهاب الدّولة، في الوقت الذي تشخص الأنظار الدّوليّة الأنظار إلى الاحتلال وجرائمه الكثيرة. أكّدنا على أن إرهاب الدّولة الذي تتّبعه حكومة ومؤسّسات دولة إسرائيل يحتّم علينا ضرورة اتّخاذ موقف دوليّ على مستوى البرلمانات، كسياسة معادية للممارسات الاحتلاليّة".

وتابع "في زيارتنا نسعى للمطالبة بعدالة دوليّة غير قابلة للمساومة، ويأتي في هذا الإطار طرح انتهاك المفاهيم الدّيمقراطيّة من قبل دولة إسرائيل. كما أنّنا حذّرنا من مغبّة الاعتراف بيهوديّة الدّولة، الأمر الذي يُشَرْعِن الاحتلال ويشكّل مقدّمة لتنفيذ التّرانسفير ضد العرب. لقاء بالغ الأهميّة وحوار بنّاء، نأمل أن يحقّق مآربنا السّياسيّة".

أما النّائبة حنين زعبي، فقد أبدت اهتمامها بإيصال صوت فلسطينيي الداخل إلى العالم والحصول على حقوقه الأساسيّة المسلوبة: "يهمّنا الرأي العامّ البريطانيّ، وهذا الحَرَاك، ومتابعة السياسات الإسرائيليّة في ما يتعلّق بانتهاك حقوقنا السياسية. نحن نرفض المواطنة المشروطة بالولاء لأيديولوجيّة عنصريّة في جوهرها، وكان من المهمّ جدًا لنا أن نشدّد على أنّ المبرّر الوحيد الذي تدّعيه أوروبا في دعمها لإسرائيل كونها دولة ديمقراطيّة وأنّها هي الضّحيّة. وقد نجحت إسرائيل في لعبتها كورقة رابحة سياسيًّا تغطّي على علاّتها السّياسيّة، وهنا موقعنا الاستراتيجيّ الذي من شأنه تفنيد هذه الادّعاءات كالسياسة البنيويّة التي تتبنّاها إسرائيل مع المواطنين الفلسطينيّين".

وشدّدت النائبة زعبي على أنه "لو كان هنالك اهتمام عالم وتشجيع وجرأة في مراقبة إسرائيل وفي الابتعاد عن دعمها لما استمرّت إسرائيل في مواصلة سياساتها العنصريّة لعقود عدّة خلت. على أوروبا أن تعلم أن دعمها إسرائيل سياسيًّا، اقتصاديًا وعسكريًّا يعني دعمها لسياسات عنصريّة. نحن جزء من الشّعب وجزء من الطّرح، وجزء من الحلّ، ولا مجال لحلّ عادل وشامل يَتَخَطّانَا".

.

التعليقات