الشرطة أخفت دليل البراءة: أدين شابان عربيان بجريمة قتل وحكم عليهما بالسجن المؤبد..

شاهدة تقدم شريطا مصورا وشهادة تثبت براءة شابين عربيين من النقب يؤكد عدم وجود أي علاقة لهما بجريمة قتل فتاة يهودية قبل 4 سنوات إلا أن الشهادة اختفت من مواد التحقيق..

الشرطة أخفت دليل البراءة: أدين شابان عربيان بجريمة قتل وحكم عليهما بالسجن المؤبد..
بعد أربع سنوات من السجن لعربيين من النقب بجريمة قتل، تبين أن هناك شهادة لامرأة يهودية من شأنها أن تبرئ ساحتهما من الجريمة، قد اختفت ولم تظهر في مواد التحقيق ولم تعرض على المحكمة مطلقا.

وجاء في تقرير نشرته "يديعوت أحرونوت" اليوم، الجمعة، أنه بعد سنتين من إدانة أحمد حسن أبو موسى ومحمد عبد العزيز الهزيل من رهط بجريمة قتل فتاة يهودية (16 عاما) من "كريات غات"، وحكم عليهما بالسجن المؤبد، تبين أن هناك شاهدة تعرض رواية أخرى، وتشير إلى أنها قدمت شهادتها مرتين في الشرطة إلا أن شهادتها اختفت من الملف.

وكان قد تم العثور على جثة الفتاة في نيسان/ ابريل من العام 2006 بالقرب من رهط في النقب وهي محترقة ومكبلة اليدين. وتم اعتقال الشابين أبو موسى والهزيل من عرب النقب بتهمة القتل، وقدمت ضدهما لائحة اتهام بارتكاب جريمي الخطف والقتل.

وبحسب لائحة الاتهام فقد التقى الشابان بالفتاة في أحد الملاهي في اسدود، وعرضا عليها نقلها إلى البيت، إلا أنهما نقلاها إلى مبنى مهجور، حيث قاما بقتلها وإحراق جثتها. بحسب لائحة الاتهام.

في المقابل أنكر الشابان التهمة، وأشارا إلى أنهما عرضا عليها نقلها بمركبتهما، إلا أنه فور خروجهما من الملهى حصل شجار أصيب فيها أحد الشابين برأسه، وبالنتيجة لم ينقلاها بمركبتهما.

وخلال المداولات في المحكمة، تبين أن أحدا لم يشاهد الفتاة تصعد إلى المركبة، كما لم يتم العثور في المركبة على أي دليل يشير إلى أن الفتاة كانت فيها. وفي حينه قرر القاضي أفراهام يعكوف تبرئة الشابين باعتبار أن "كافة الأدلة ظرفية". بيد أن المحكمة قررت إدانة الشابين بأغلبية قاضيين مقابل واحد، بموجب "الأدلة الظرفية"، وصدر الحكم ضدهما بالسجن المؤبد.

وتضيف الصحيفة أنه بعد 4 سنوات تبين أن هناك شهادة أخرى تؤكد وجود أدلة ظرفية مناقضة. وتقول الشاهدة "أ" التي كانت تعمل في الملهى ليلة الجريمة أنها لاحظت أن الفتاة كانت مريضة، وقامت باستدعاء مركبة أجرة صعدت إليها الفتاة.

كما عززت الشاهدة "أ" رواية الشابين بشأن تورطهما في شجار في الليلة ذاتها.

وتقول الشاهدة إنها لا تزال تذكر التفاصيل جيدا، وأن الفتاة خرجت من الملهى وهي تسير خلفها، وساعدتها في الصعود إلى مركبة الأجرة، وطلبت من السائق أن يوصلها إلى بيت صديقتها في أسدود. وتؤكد أنها أغلقت باب المركبة بنفسها، وشاهدتها وهي تغادر المكان.

ومن اللافت أن الشاهدة "أ" لم تدل بشهادتها هذه للمرة الأولى. ولسبب غير واضح فإن شهادتها التي قدمتها في الشرطة لا تظهر في مواد الأدلة ومواد التحقيق.

وتقول "أ" إنه بعد عدة أيام من وقوع الجريمة تم استدعاؤها مرتين لتقديم شهادتها في مركز الشرطة. وتقول إن الشرطة عرضت عليها صورة الفتاة المجني عليها، وأنها تمكنت من تشخيصها، ووقعت مرتين على شهادتيها.

كما تقول إنها سلمت الشرطة شريطا تم تصويره بواسطة كاميرا في الملهى يوثق ما حصل، مشيرة إلى أن الشرطة أخذت الحاسوب من الملهى.

ومن اللافت أن شهادتها لم تكن ضمن مواد التحقيق التي عرضت على المحكمة.

وتتابع "أ" أن الكشف عما حصل قد تم بالصدفة، حيث بدأت قبل أسبوع بالعمل مع أحد أشقاء أبو موسى، والذي حدثها عن شقيقه. وعندها تذكرت شهادتها التي قدمتها في مركز الشرطة.

وفي أعقاب ذلك قررت "أ" تقديم تصريح لمحامي الدفاع، بيني نهري وكيرن نهري. ومن المقرر أن يتم عرض تصريحها على المحكمة لدى تقديم استئناف إلى المحكمة العليا.

وقد طالب المحامون، يوم أمس الخميس، في رسالة إلى المدعي العام، بفتح تحقيق في اختفاء شهادة "أ" والتي تتضمن الدليل على براءة الشابين من جريمة القتل.

ونقل عن والد الشاب أبو موسى قوله إن ابنه ظل يصر طوال السنوات الماضية على براءته من جريمة القتل.

التعليقات