عبد الفتاح: كان حريا بممثلي الجمهور العربي مقاطعة مائدة بيرس دعما للرسالة السياسية لقرار المقاطعة

رؤساء سلطات محلية عربية ينتقدون قرار رئيس لجنة المتابعة رفض دعوة بيرس لتناول الإفطار ويلبون الدعوة في نفس اليوم الذي هدمت فيه العراقيب للمرة الرابعة..

عبد الفتاح: كان حريا بممثلي الجمهور العربي مقاطعة مائدة بيرس دعما للرسالة السياسية لقرار المقاطعة
أثنى أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي على قرار رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل بمقاطعة مأدبة الإفطار الرمضانية التي دعا إليها الرئيس الإسرائيلي. وأكد في الوقت نفسه على أنه كان يجدر بباقي رؤساء السلطات المحلية وممثلي جمهور آخرين احترام هذا التوجه ودعم الرسالة السياسية التي تقف وراء قرار المقاطعة.

واستجابة لدعوة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، شارك، مساء أمس الثلاثاء، عدد من رؤساء السلطات المحلية العربية وممثلي جمهور في مأدبة الإفطار الرمضانية في ديوانه في القدس.

وعلم أن عددا منهم أطلقوا تصريحات مستهجنة لقرار رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في الداخل، السيد محمد زيدان، برفض الدعوة.

وقال بعض المشاركين إن مشاركته كانت في أعقاب مشاورات مع رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية الناصرة، رامز جرايسي. وأشاروا إلى أن الأخير لم يعارض المشاركة وترك لهم حرية الاختيار.

يذكر أن رئيس لجنة المتابعة قد بعث برسالة إلى بيرس، الأسبوع الماضي، عرض فيها أسباب رفضه تلبية الدعوة، مشيرا إلى أن الرفض يأتي احتجاجا على سياسات المؤسسة الإسرائيلية العنصرية تجاه المواطنين العرب.

وقال في رسالته إن لشهر رمضان دلالات ومعاني تأتي لتذكر الناس بالآخرين ومعاناتهم ومؤازرتهم، وفي الوقت نفسه تقوم المؤسسة الإسرائيلية بتصعيد ممارساتها العنصرية ضد المواطنين العرب، وكانت آخرها عمليات الهدم المتكررة في النقب والاعتداء على قيادات الجماهير العربية، ومنها قرية العراقيب وتجريف مقبرة مأمن الله في القدس، وغيرها.

وقال زيدان إن هذا الموقف يعتبر "أضعف الإيمان احتجاجا على هذه السياسات وحفظا لكرامتنا".

وتأتي هذه المائدة الرمضانية في نفس اليوم، الثلاثاء، الذي قامت به جرافات الهدم بهدم قرية العراقيب للمرة الرابعة على التوالي.

كما تأتي بعد يوم واحد فقط من تفريق الشرطة بالقوة لمظاهرة، واعتقال عدد من المتظاهرين الذين احتجوا على مشاركة رؤساء سلطات محلية ورجال دين عرب في مائدة إفطار رمضانية دعا إليها وزير الداخلية إيلي يشاي.

وكان الشيخ صياح الطوري، رئيس اللجنة المحلية في العراقيب، قد دعا رؤساء السلطات المحلية إلى المشاركة في إفطار رمضاني في قرية العراقيب بدلا من تلبية دعوات يشاي وبيرس.

وفي ظل انتقادات بعض المشاركين الذين لبوا دعوة بيرس لقرار السيد محمد زيدان بالمقاطعة، أثنى أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، على قرار رئيس لجنة المتابعة مقاطعة إفطار شمعون بيرس واختياره المشاركة في إفطار العراقيب، احتجاجًا على هدم القرية وتكرار الجريمة عدة مرات في شهر رمضان الكريم ومواصلة الهدم والحصار الاستيطاني والمالي للبلدات العربية.

وأكد عبد الفتاح في حديثه مع موقع عــ48ـرب على أن هذا الموقف هو رسالة سياسية في مكانها وتتناغم مع التوجه الوطني والسياسي السليم الذي من المفترض أن تكون عليه القيادة التمثيلية لعرب الداخل في إطار لجنة المتابعة.

وأضاف: "هذه هي المرة الأولى التي يقاطع فيها رئيس أعلى هيئة تمثيلية عربية في الداخل هذه الموائد المعدة من رئيس دولة إسرائيل، أو غيرهم من ممثلي المؤسسة الإسرائيلية وهي موائد لا تمت بالصلة لا بالإسلام ولا بالوفاق ولا بالقيم الرمضانية النبيلة، بل هي موائد نفاق تهدف المؤسسة منها إلى تأكيد الهيمنة والسلطة على العرب".

وأنهى بالقول "كان حريًا ببقية ممثلي الجمهور العربي احترام توجه رئيس المتابعة؛ واحترام الذات، وعلى الأقل تقديرًا أو دعمًا للرسالة السياسية المتضمنة في مقاطعة الإفطار التي تأتي ردًا واحتجاجًا على الفعلة النكراء وعلى الصمت التام لرئيس الدولة وعلى إمعان الدولة العبرية مواصلة الهدم، بل حتى بدون توقف في هذا الشهر الفضيل الذي يذهب هؤلاء فيه للإفطار على مائدة من يهدم ويقهر. ليس حضور الإفطار إجباريًا ولا ملزمًا فلماذا هذا التهافت المهين!!".

التعليقات