في ندوة حول النكبة؛ زحالقة: "إسرائيل أرادتنا كالأيتام على مائدة اللئام!"

شارك النائب د.جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، في مهرجان مرج بن عامر الثالث للثقافة والفنون، والذي يُعقد في هذه الأيام في مدينة جنين، حيث ألقى مداخلة تمحورت حول فلسطينيي الداخل قبل وبعد النكبة، وحول علاقة فلسطينيي الداخل بالمدينة الفلسطينية وتطورها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.

في ندوة حول النكبة؛ زحالقة:

شارك النائب د.جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، في مهرجان مرج بن عامر الثالث للثقافة والفنون، والذي يُعقد في هذه الأيام في مدينة جنين، حيث ألقى مداخلة تمحورت حول فلسطينيي الداخل قبل وبعد النكبة، وحول علاقة فلسطينيي الداخل بالمدينة الفلسطينية وتطورها الثقافي والاقتصادي والاجتماعي. 

وقد تطرق الدكتور زحالقة إلى مدينة يافا كنموذج للمدينة الفلسطينة مبيناً آثار النكبة وتداعياتها، إذ قال: "قبل حدوث النكبة كانت يافا مركزاً ثقافياً وحضارياً وتجارياً غاية في الأهمية. فقد صدرت في يافا 7 صحف يومية بالإضافة إلى الصحف الأسبوعية والمجلات والمسارح ودور العرض والمكتبات". وأضاف زحالقة مشيراً إلى أن تطور المدينة الفلسطينية استمر رغم العقبات التي كان يضعها الانتداب البريطاني، ومحاولاته في إعاقة تطور ونمو المدينة الفلسطينية. 

كما أستذكر زحالقة قرار الانتداب البريطاني بمنع إقامة الجامعة العربية في القدس، والتي أراد تأسيسيها في العام 1926، الحاج أمين الحسيني، رئيس الهيئة العربية العليا. وقد إدعت في حينه الحكومة البريطانية أن لا حاجة لإقامة جامعة عربية إذ أن الجامعة العبرية تكفي. وقد وصف النائب زحالقة هذا القرار بأنه غاية في الخطورة، وقد يكون من أخطر فرارات الانتداب البريطاني مثل مساعدة الحركة الصهيونية على التسلح.  وأكد زحالقة أن الحركة الصهيونية أرادت بالأساس تدمير المدن العربية الفلسطينية، وذلك لأنها أدركت أن مركز الحضارة ومصدر الثقافة الفلسطينية هو المدينة الفلسطينية. وبناءً عليه، فقد دأبت العصابات الصهيونية في أحداث النكبة إلى تدمير القرى المجاورة للمدن الفلسطينية وذلك لقطع مسيرة التطور ونشر الذعر في المدينة. وأضاف زحالقة قائلاً: "هذا ما قامت به العصابات الصهيونية حين دمرت المنشية المجاورة ليافا، وقرية بلد الشيخ المجاورة لمدينة حيفا، وقرية دير ياسين المجاورة للقدس". 

في كلمته حول تأثير النكبة على فلسطينيي الداخل وأوضاعهم أكد زحالقة أن "عرب الداخل انقطعوا تماماً عن باقي الفلسطينيين، ولم يبق اي مركز مديني، وتحولت النخب السياسية والاقتصادية والثقافية الى لاجئين. وقد أصبحت العلاقة الوحيدة مع المدينة اليهودية، حتى أننا لا نبالغ حين نقول أن بعد النكبة نتج جيلاً جديداً ترسخت لديه في اللاوعي الفكرة بأن المدن لليهود والقرى للعرب. حتى أصبحنا نوفر للمدينة اليهودية الأيادي العاملة مقابل خدمات المدينة". مضيفاً: "لقد أرادتنا الصهيونية أن نعيش كالأيتام على مائدة اللئام". 

وشدد الدكتور زحالقة على أنه في مقابل ذلك فقد كانت عدة عوامل جعلتنا نصمد أمام تحديات الصهيونية، أهمها وسائل الاتصال الحديثة من راديو وتلفزيون التي وفرت إمكانية التواصل مع المدينة العربية، وبالأخص القاهرة في زمن الراحل جمال عبد الناصر. وهكذا فقد أصبحت المدينة العربية ملجأً وبديلاً للفراغ الثقافي والسياسي والحضاري الذي نتج عن النكبة، وهو ما جعلنا نتواصل من جديد مع أمتنا العربية".

يُذكر أن مهرجان مرج بن عامر للثقافة والفنون، والذي يمتد منذ الـ25 ولغاية 29 من ايلول، يُعقد في جامعة القدس المفتوحة، ويشمل العديد من الندوات والمحاضرات والفعاليات الثقافية والفنية والسياسية. وقد شارك اليوم في هذه الندوة أيضاً كل من د.حافظ البرغوثي (محرر صحيفة الحياة)، ود.عمر عتيق (محاضر في جامعة القدس)، ود.صبحي عبيد (محاضر في جامعة القدس). وفي ختام المهرجان قام ممثل محافظ جنين بتكريم الضيوف المحاضرين. 

التعليقات