اختتام مؤتمر "عدالة" الخامس لطلاب الحقوق

تحت عنوان " القانون والحق في الاحتجاج" وبمشاركة عشرات طلاب الحقوق من مختلف الجامعات والكليات الإسرائيلية، أقام مركز "عدالة" نهاية الأسبوع الماضي مؤتمره الخامس لطلاب الحقوق العرب في قرية "واحة السلام".

اختتام مؤتمر

تحت عنوان " القانون والحق في الاحتجاج" وبمشاركة عشرات طلاب الحقوق من مختلف الجامعات والكليات الإسرائيلية، أقام مركز "عدالة" نهاية الأسبوع الماضي مؤتمره الخامس لطلاب الحقوق العرب في قرية "واحة السلام".

وقد افتتح المؤتمر بجولة ميدانية في مدينة القدس، زار خلالها الطلاب حي الشيخ جراح وحي سلوان اللذان يشهدان محاولات مستمرة من قبل المستوطنين وجمعياتهم لتهويدهما ومحاصرة الوجود العربي فيهما. وقد استمع الطلاب الى شرح من قبل المرشديّن خليل تفكجي ومحمود جدة، من الائتلاف الأهلي في القدس، حول تاريخ الأحياء والأساليب التي يستخدمها المستوطنون في محاولاتهم للاستيلاء على المزيد من البيوت والأراضي في هذه الأحياء. كما قام الطلاب بزيارة تضامنية إلى خيمة إعتصام نواب المجلس التشريعي الفلسطيني في مقر الصليب الأحمر، الذين تم سحب اقامتهم وهم مهددون بالطرد من المدينة بأي لحظة.

وتطرقت الندوة الأولى في المؤتمر إلى المرافعة القانونية وحراك المجتمع المدني في قضايا حقوق الإنسان. وقد تميزت الندوة بالتنوع الفكري للطرح الذي أدلى به المحاضرون، فمنهم من جاء من الأكاديميا ومنهم من جاء من المجتمع المدني، ما خلق جدال ونقاش غني بينهم وبين الطلاب على أهمية العمل الحقوقي في مجال حقوق الانسان، وما لذلك من مخاطر وفوائد على ضوء الوضع السياسي والقانوني السائد.

وفي الندوة التي ناقشت هبة القدس والأقصى في العام 2000 ، تم التطرق إلى الهبة في السياق التاريخي العام للجماهير العربية في إسرائيل منذ النكبة وحتى اليوم. وتضمنت الندوة قراءة نقدية في قرار المستشار القضائي للحكومة بإغلاق ملفات التحقيق ضد رجال الشرطة المتهمين بقتل الشهداء. كما تناولت الندوة أهمية ودور هبة القدس والأقصى في بناء الذاكرة الجماعية للفلسطينيين في البلاد.

كما تطرقت ندوات المؤتمر إلى قمع الحراك الشعبي ومظاهر الاحتجاج السياسي لدى الجماهير العربية بشكل عام وتقييد النشاط السياسي وحرية التعبير عن الرأي لدى الطلاب العرب في الجامعات والكليات الإسرائيلية بشكل خاص.

وخصص المؤتمر فقرة خاصة تطرقت الى أهمية التوثيق البصري عبر الفيديو والصور لانتهاكات حقوق الإنسان قدمها طاقم من مختص من "التلفزيون الإجتماعي" الذي يختص بهذا النوع من التوثيق. وقد شاهد الطلاب خلال هذه الفقرة مقاطع فيديو تم التقاطها خلال اعتداء الشرطة على أهالي قرية العراقيب عن هدمها ولانتهاكات حقوق الإنسان في الضفة الغربية علي يد قوات الجيش والمستوطنين. واستمعوا الى مداخلة حول دور هذا النوع من  الإعلام البديل وضرورته في تحقيق التغيير الإجتماعي.

وقد تضمن المؤتمر أيضاً ورشات عمل اعتمدت توزيع الطلاب الى مجموعات نقاش صغيرة، تناولوا من خلالها موضوع الحق في الاحتجاج والحراك السياسي في مراكز وأحداث مختلفة، مثلا المدن المختلطة؛ حركات الاحتجاج العالمي، الحتجاج في المناطق المحتلة منذ 1967 والاحتجاج في القرى غير المعترف بها في النقب. وقد أشرف على الورشات ويسرها محاضرون ومحامون ونشطاء في هذه المجالات.

وذكرت مركزة المؤتمر المحامية حنين نعامنة من "عدالة" أن الفكرة الأساسية من وراء مؤتمر الطلاب هي اطلاع طلاب القانون العرب على خطاب قانوني مختلف عن الذي يتلقونه في جامعاتهم وكلياتهم. هذا الخطاب يضع حقوق الفلسطينيين، سواء في الداخل أو في المناطق المحتلة منذ العام 1967، وحقوق الانسان عامة في المركز ويشدد على العلاقة القائمة والعميقة بين القانون والسياسة والتاريخ. كما أن هذا الخطاب النقدي والمغاير بطبيعة الحال، يساهم في بلورة آراء الطلاب ويعزز بناء توجه نقدي لديهم اتجاه ما يتلقونه في هذه الجامعات، ويعمل على رفع وعيهم الحقوقي والسياسي على السواء، اتجاه القضايا المركزية التي تواجه أبناء شعبهم.  

وفي حديث مع الطالبة ريم أسدي قالت أنه " تكمن اهمية المخيم في تعريف طلابنا على طرق واليات قانونيه للدفاع عن حقوقنا من وجهة نظر المظلوم وليس الظالم . من وجهة نظر الاقليه وليس الاكثريه. الموضوع العام للمؤتمر، "القانون والحق في الإحتجاج" كان مثيرًا من الناحية القانونية وبشكل عام. بالنسبة للندوات في المخيم فقد كانت جميعها مفيدة وخصوصًا الندوة التي تطرقت الى قمع الحراك الشعبي ومظاهر الاحتجاج السياسي. هذه الندوة كانت مركزة، مفيدة وتقع في صلب موضوع المؤتمر الذي جئنا من أجله. بالرغم من أنني في السنة الأخيرة لتعليمي، إلا أنني استفد كثير من المحاضرات وانكشفت الى وجهات نظر مغايرة عن التي اعتدت عليها في الجامعة".

وإعتبر الطالب وسيم عباس المحاضرات خلال المؤتمر كانت "مفيدة ومتنوعة وفتحت لنا افاق جديدة يستطيع كل مشارك التوسع بها بحسب رغباته واهتماماته. الجو الاجتماعي الذي ساد المخيم كان جميلاً جدًا حيث تعرفنا الى طلاب قانون عرب من جامعات مختلفة وهذا بحد ذاته أمر مهم ومفيد. كما أننا تعرفنا الى طاقم عدالة عن قرب أكثر ومن خلال المحادثات معهم خلال المحاضرات وما بينها استفدنا كثيرا وتعمقنا في مواضيع التي لا يوجد اطار اخر يمنحنا الفرصة للتعمق بها. وجهة النظر  العربية الوطنية التي قدمت من خلالها المحاضرات مختلفة جدا عما تعودنا عليه في الجامعة.

وقال الطالب جواد أبو الهيجاء: "هذه المرة الثالثة التي أشارك بها في مؤتمر عدالة لطلاب القانون العرب، وفي كل مؤتمر أنكشف لمواضيع جديدة واستمع لوجهات نظر مختلفة عن وجهات النظر التي أعهدها في الجامعة بشكل عام. من خلال الجولة الميدانية في مدينة القدس اطلعنا عن كثب على مخلفات الإحتلال واستمراره في فرض وقائع في الميدان واستمرار السياسة التوسعية، الاستيطانية والكولنيالية لحكومات اسؤائيل المتعاقبة. حيث نشهد تأثير اسقاطات الاحتلال وسياسة الحكومة الممنهجة في تهويد الحيز السكاني والمناطقي وتغيير الواقع، المساحة ووجه المنطقة. ومن جهة أخرى نشهد بوضوح تغيير التركيب السكاني والاجتماعي من خلال الجدار الفاصل ومن خلال التممييز المجحف في الاستثمار بأحياء القدس المختلفة، في شتى مجالات الحياة بدءا من المسكن وحتى مؤسسات التربية، التعليم والثقافة، الصحة وفرص العمل".

التعليقات