مؤتمر التجمع الخامس في شفاعمرو عرس تحدّ وصمود

افتتح مؤتمر التجمع الخامس في شفاعمرو في الساعة العاشرة صباح اليوم، وسادت نقاشات المؤتمر أجواء من التفاؤل والتحدي والصمود في وجه الهجمة السلطوية على التجمع وعلى زعيمه د. عزمي بشارة.

 مؤتمر التجمع الخامس في شفاعمرو عرس تحدّ وصمود

افتتح 400 مندوب مؤتمر التجمع الخامس وذلك في قاعة سميراميس في شفاعمرو في الساعة العاشرة من صباح اليوم، حيث سادت نقاشات المؤتمر ومداخلات المندوبين أجواء من التفاؤل والتحدي والصمود في وجه الهجمة السلطوية على التجمع وعلى زعيمه د. عزمي بشارة.

فقد أجمع المتحدثون على أن صلابة وثبات التجمع هو الوصفة لحماية وصون منجزات الأقلية العربية في إسرائيل، التي كان التجمع وما زال في طليعة القوى الوطنية الفلسطينية التي ناضلت لتحصيلها.

كما اتفق المتحدثون على أن الحوار الفلسطيني-الفلسطيني، بين فتح وحماس تحديدا، هو الطريق الوحيد لتجاوز الأزمة الراهنة في احتراب الأخوة.

ورغم غياب زعيم الحزب، د. عزمي بشارة، عن مداولات المؤتمر للمرة الأولى منذ تأسيس التجمع، إلا أنه كان حاضرا في كل نقاش ولدى كل تجمعيّ.

ينعقد هذا المؤتمر في موعده المحدد سلفا رغم المعركة التي خضناها في مواجهة الهجمة على د. عزمي بشارة وعلى التجمع.

هذا المؤتمر الاول الذي ينعقد في غياب د. عزمي بشارة، وقد جاء ليؤكد أن التجمع ماضٍ في طريقه بقوة أكبر وعزيمة أشد، متمسكا بالمبادئ والمواقف والمشاريع السياسية التي تميز بها التجمع والتي كان للدكتور عزمي بشارة الدور المركزي في صياغتها وبلورتها.

لقد أكدنا أن التجمع لن يحيد قيد أنملة عن مواقفه المبدئية مهما اشتدت هجمة السلطة.

إن الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر هي صعبة جدا خاصة على المستوى الفلسطيني، وقد دعا المتحدثون في المؤتمر إلى إعادة التلاحم الفلسطيني ووقف الصدامات الداخلية، وتفويت الفرصة على إسرائيل وامريكا لاستغلال ما حدث لتمرير مشاريعهما لتصفية القضية الفلسطينية.


من الواضح أن المؤتمر، وبعد الهجمة على د. عزمي بشارة وعلى التجمع وعلى الحركة الوطنية، يلقى اهتماما خاصا، وذلك من خلال تكثيف العمل الحزبي وزيادة تأثير الحزب بين الجماهير العربية.

تخلل جلسات اليوم نقاش غني حول الآلية والأدوات التي يجب أن يعتمدها الحزب واعضاؤه من اجل استمرار بناء الحركة الوطنية في هذه البلاد.

واضح جدا أن أعضاء الحزب ومندوبيه يدركون ثقل المهام الملقاة على عاتقهم، خاصة في ظروف صعبة تمر على أبناء شعبنا الفلسطيني ككل، وفلسطينيي الداخل.

أما عن أثر غياب قائد الحزب د. عزمي بشارة على مداولات المؤتمر، يقول الأنيس، إن بشاره وفكره ما زالا وسيبقيان منارة للتجمع والحركة الوطنية، وإن والتواصل مع عزمي بشارة هو تواصل مستمر، فبشارة هو رئيس التجمع والحركة الوطنية في هذه البلاد.

قال النائب واصل طه أنه قد تم في الجلسة الأولى والثانية للمؤتمر طرح الأوراق، ومناقشة المؤتمرين لمجمل القضايا والمسائل، حيث كانت هنالك مداخلات قيّمة وجديّة ونقاشات أثرت المواضيع التي طرحت. الأمر الذي أظهر مدى اهتمام المؤتمرين وجديتهم بتناولهم كافية القضايا.

وقد تم تسجيل كافة الملاحظات، وسيقوم الحزب ومؤسساته القيادية بالتعامل بجدية مع كل المقترحات والمعطيات والمداخلات التي تم طرحها في المؤتمر لاهميتها ولاهمية ما طرحه الاعضاء.

تم إنهاء الجلستين اللتين عقدتا في اليوم الاول باظهار مدى اهتمام الاعضاء في هذا المؤتمر المصيري، وأنه مؤتمر هام جدا، بل يعتبر أهم المؤتمرات التي يعقدها الحزب بسبب الظروف التي يعقد بها في ظل غياب الدكتور عزمي بشارة الذي كان واضحا في المؤتمر، ولكن كان حضوره واضحا، إذ علق جميع المؤتمرين على الهجمة عليه واقترحوا اقتراحات للتصدي لها.

نعتقد ان اليوم الاول من المؤتمر يعتبر ناجحا بنقاشاته ومداخلاته وملاحظات الاعضاء التي طرحت فيه.

بدأت المداولات في المؤتمر صباح اليوم كما كان مخططا لها، بهمة كبيرة وبحماس، وبروح من التحدي. وقد ساد المؤتمر نقاش مسؤول وعام حول القضايا التي طرحت.

كان أول البيانات التي ألقيت يتعلق بالحملة التحريضية والمؤامرة الشاباكية ضد د. عزمي بشارة، وبتداعيات هذه المؤامرة على عرب الداخل وعلى التجمع الوطني الديمقراطي.

وقد أجمع المتناقشون على ضرورة التصدي لهذه الحملة واستنفار كل الطاقات والجهود داخل حزب التجمع ليواصل دوره المعهود ضد المخططات الصهيونية، ومن أجل بناء مجتمعنا العربي الفلسطيني على أسس عصرية حديثة وعلى أساس الحفاظ على هويته القومية.

كان من الواضح ان هناك إسرافا لدى المندوبين من خلال مناقشاتهم ومقترحاتهم، فقد طرحوا الكثير من الاقتراحات التي تساهم في بلورة الحزب، وتوسيع صفوفه، وتعزيز مواقفه، وعدم التراجع عن الموقف الوطني، وعن برنامجه القومي والديمقراطي الشامل.

وطبعا تعرض المؤتمر ايضا إلى قضية التخطيط والواقع الاقتصادي الاجتماعي الراهن لعرب الداخل، الذي يتميز بالتشوه والتبعية للاقتصاد الإسرائيلي، نتيجة عملية الهدم المنهجية على الاقتصاد العربي التي اعتمدتها الدولة العبرية ضد العرب في الداخل. ولذلك طرحت تصورات للنهوض بهذا المجتمع بالتأسيس على فكرة الاعتماد على الذات والتخطيط الاقتصادي.

وكان المؤتمر قد افتتح أيضا بالتعرض للوضع الفلسطيني الراهن والمحنة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، وآثارها المتوقعة على عموم الشعب الفلسطيني بمن فيهم عرب الداخل.

وحول سؤال: هل هنالك فرق بين مؤتمر يحضره د. عزمي بشارة وبين مؤتمر يغيب عنه؟
أجاب عبد الفتاح: إن حضور د. عزمي بشارة لا يعوض، ولا يستطيع أحد ان يسد محله، فهو ليس شخصا عاديا ولا قائدا عاديا، اذ انه دائما ساهم واضاف بصورة نوعية الى النقاشات، ونحن طبعا افتقدنا ذلك بدون شك.

لكن ما يعزينا هو أن دوره مستمر على المستوى القومي العربي وأيضا حتى على مستوى عرب الداخل.

وما يعوض عن ذلك حاليا، ولو بشكل جزئي، هذا الاصرار عند كوادر الحزب واعضائه وانصاره بمواصلة الدرب مستفيدين مما قدمه بشارة من مساهمات أصبحت راسخة في الوعي والوجدان العربي في الداخل وفي صفوف التجمع وفي مؤسساته.

التعليقات