«المرأة والعمل السياسي» في كوكب أبو الهيجا

-

«المرأة والعمل السياسي» في كوكب أبو الهيجا
عقد التجمع في كوكب ابو الهيجاء مساء أمس السبت في مقر الفرع حلقة تثقيفية بعنوان المرأة والعمل السياسي، استضاف فيها النائبة التجمعية حنين زعبي. حضر اللقاء أعضاء اتحاد المرأة التقدمي إلى جانب عدد من المهتمين، وفي كلمته الافتتاحية أكد سكرتير الفرع قاسم احمد على الدور الرائد للتجمع الوطني كأول حزب وطني قومي يرفع بمكانة المرأة إلى مقدمة الصفوف، والى أي مدى ساهمت المرأة نفسها في الحزب لتحقيق هذا الانجاز غير المسبوق.

حنين زعبي استعرضت من جانبها مسيرة الحزب وتميزه بصفته حزب قومي ديمقراطي، لا يفهم النضال القومي دون بعده الديمقراطي، ويرى في قضية مكانة المرأة وحقوقها التعبير الأهم عن بعده الديمقراطي فيما يتعلق بقضايا المجتمع الداخلية. وأكدت أن وجود المرأة التجمعية في الكنيست عليه أن يترجم ميدانيا إلى زيادة تمثيل النساء في الفروع وفي النشاط السياسي المحلي والعام، وأننا أنهيا مرحلة "الرسالة الاجتماعية"، وعلينا الانتقال إلى مرحلة الترجمة الميدانية لتوسيع نشاط المرأة داخل التجمع وخارجه، وهو المردود الحزبي الحقيقي لوجود نساء في قائمة التجمع. وفي هذا السياق دعت النائبة زعبي فروع الحزب لأخذ دورها و تحمل مسؤولياتها في التأطير والتثقيف وأهمية إبداع وسائل تحفيز لتنشيط النساء وتأطيرهم في منظمات الحزب، قائلة أن هذه المهمة ستكون ضمن تحديات فروع الحزب للسنة القادمة .

إلى جانب عمل الحزب وفروعه التثقيفية فيما يتعلق بحقوق المرأة، وإلى جانب أهمية أن تنشط المرأة التجمعية في قضايا بلدها المحلية وفي النشاطات السياسية القطرية، أشارت زعبي إلى أهمية العمل البرلماني في طرح قضايا المرأة العيني، مثل عمل المرأة، برامج القروض الداعمة للمصالح الصغيرة، الحضانات، متابعة قانون التمثيل الملائم للعرب في الوظائف الحكومية، الخدمات الصحية للأم والطفل، متابعة تقاعس الشرطة فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة وغيرها.
وأشار إلى أن تميز التجمع في مشروعه السياسي المناهض للصهيونية، هو الوجه الأخر لتميزه في تعامله مع القضايا العينية، ومع همومنا الحياتية اليومية.

وميزت النائبة زعبي بين قضايا التمييز التي يلعب فيها الموروث الاجتماعي دورا أساسيا، مثل قضايا الأحوال الشخصية وقضايا القيادة السياسية، وما بين القضايا التي يلعب فيها التمييز القومي دورا أساسيا مثل الحق في العمل، والمسكن والأرض.
وتوسع النقاش في موضوع العنف ضد المرأة، وهو انتهاك يقع في مجال الحيز الخاص، لكن مسؤولية الردع والعقاب والتنديد والتثقيف تقع على كاهل الحيز العام.وقالت النائبة زعبي أنه بالرغم من أن الموروث الاجتماعي يلعب دورا رئيسيا فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة إلا أن المؤسسة المسؤولة عن العقاب والردع، ألا وهي الشرطة، تتقاعس بشكل كبير، الأمر الذي يجعل قضية العنف ضد المرأة العربية قضية يلعب فيها التمييز القومي أيضا دورا لا يستهان به.

وفي نهاية محاضرتها تطرقت النائبة زعبي إلى أسطورة الغرب المحب للمرأة، قائلة أن التراث اليوناني مثلا عرف بكراهيته الشديدة للمرأة، وقد اعتبرها روسو، الذي يعتبر إحدى المرجعيات الفلسفية للثورة الفرنسية ناقصة وعاجزة تماماً عن التفكير المجرد، ودعا إلى أن مكانها البيت. وقالت أنه فقط في القرن ال 19 بدأ الغرب بإنصاف المرأة، ويذكر في هذا الصدد الفيلسوف "جون ستيوارت مل" الذي دعا إلى مساواة الرجل والمرأة. لكن هذا لا يعني أن المقارنة ما بين القرن ال19 أوروبيا وال21 عربيا هي في صالح العرب.

وذكرت أن مقارنة العالم العربي ليس فقط مع أوروبا هي مقارنة خاسرة، بل هي أيضا مع الدول الإسلامية مقارنة خاسرة، إذ سبقت المرأة هناك زميلتها العربية في تولي مناصب سياسية قيادية مثل رئاسة الوزارة (باكستان وبنغلاديش).



التعليقات