إعلام تطالب الصحف العبرية بالكف عن تبني توجه قومي تحريضي كسياسة للتغطية الإعلامية للعرب

-

إعلام تطالب الصحف العبرية بالكف عن تبني توجه قومي تحريضي  كسياسة للتغطية الإعلامية للعرب
أرسل مركز إعلام، الخميس الماضي، شكوى إلى مجلس الصحافة، مطالباً فيها بالتحقيق الفوري في قراري صحيفتي يديعوت ومعاريف التشديد على "الدافع القومي" في التهم التي وجهت لأربعة من الشباب العرب من قرية بير المكسور والتي تتعلق بتورطهم في عملية إغتصاب فتيات يهوديات. وجاء التوجه في أعقاب نشر "يديعوت أحرونوت خبرا موسعا عنونته بالعنوان التالي " إغتصاب من منطلق قومي"، وصحيفة معاريف قامت باختيار عنوان مماثل " التهمة : إغتصاب متسلل من منطلق قومي".

وشددت الرسالة على أن التهم الموجهة للمتهمين هي على قدر كاف من الخطورة، بحيث لا تحتاج لسياق قومي بهدف جعلها أكثر بشاعة أو إجراما. وأضافت الرسالة أن الصحيفتين إستغلتا جملة قالها أحد المتهمين مفادها " أن الإغتصاب جاء كإنتقام لإعمال إسرائيل في غزة"، مشيرةً بذلك إلى أن الإعلام الإسرائيلي على اطلاع بحجم وشكل الضغوطات التي يتعرض لها المتهمون العرب في قضايا أمنية. بالتالي يقع على كاهل الصحافة التعامل بحذر مع تلك الاعترافات والكشف عن طرق التحقيق غير القانونية والتي تؤدي بنتائج يكشف -نادرا- فيما بعد أنها غير صحيحة، وقضية إتهام سليمان أبو عبيد، هي مثال على ذلك.

هذا وشدد المركز على أن البعد "القومي" المؤكد في الموضوع هو تغطية الصحيفتين، وليس دافع الاغتصاب، الذي يصعب على أي عاقل التعامل معه وفهم كجزء من صراع قومي. الاغتصاب هو جريمة يرتكبها رجل تجاه إمرأة، ولا يمكن فهم ذلك إلا ضمن هذا السياق.

وأضافت الرسالة بأن الصحف ارتكبتا أربع تجاوزات خطيرة ضمن التغطية المذكوره:
أولا: خففت التغطية من خطورة وبشاعة عملية الاغتصاب نفسها، فيما لو حدثت فعلا، كونها ركزت الأنظار على البعد القومي في الموضوع.
ثانيا: تعاملت التغطية بشكل غير مهني مع شكوك وإفادات تعتبر إشكالية في حالات اعتقال عرب من قبل الشرطة الإسرائيلية.
ثالثا: ساهمت التغطية في تحسين صورة الشرطة أمام الرأي العام الإسرائيلي عن طريق خلق "العدو الأكبر" ، العربي.

رابعا: لم تضيع التغطية أي فرصة للتحريض ضد العرب، وللتغطية على أساس قومي.

وفي هذا السياق اعتبرت مركزة مشروع الإعلام العبري في إعلام ، خلود مصالحة، أنه: "من المستهجن أن تحتاج الصحيفتان لإدخال السياق القومي في موضوع يعتبر جريمة بحد ذاته، نخشى أن الصحيفتين استنتجتا أن الرأي العام الإسرائيلي لن ينظر لتهم الاغتصاب بالخطورة الكافية، وأنه يحتاج لإدخال عربي في الصورة بغية التعامل بخطورة مع الموضوع، من الخطير أن يتعامل الرأي العام الإسرائيلي وكأن الجرائم ليست بقدر كاف من الخطورة إلا إذا كان الفاعل عربيا وارتكب الجريمة لكونه عربي، وعلينا ألا ننسى أننا أمام شكوك فقط، والحديث ليس عن فاعلين مؤكدين"

وقارن المركز بين تعامل الإعلام الحالي وبين تعامله مع حالة قتل الطفلة تائير راده، حيث فسر القاتل زادوف أن محاولة القتل كانت ردا على نعته "بالروسي القذر " من قبل المرحومة راده، حيث انتقد الإعلام عندها عمل الشرطة بشكل معمق بل وحاول تبرئة المتهم زادوف بالقتل.

وطالب المركز مجلس الصحافة بمطالبة الصحيفتين المذكورتين بالتوقف الفوري عن تبني توجه قومي تحريضي كسياسة للتغطية الإعلامية للصحيفتين في كل ما يتعلق بالمواطنين العرب، كما وطالب المركز مجلس الصحافة مطالبة الصحف ووسائل الإعلام العبرية تطوير استكمالات خاصة في أخلاقيات المهنة لطاقم صحفييها العامل في قضايا العرب، وتعميق معرفتهم بتاريخ وواقع المواطنين الفلسطينيين.

التعليقات