ائتلاف واسع لمنظمات حقوق انسان يتقدّم بالتماس يطالب فيه بإلغاء لجان القبول في البلدات المجتمعية

-

ائتلاف واسع لمنظمات حقوق انسان يتقدّم بالتماس يطالب فيه بإلغاء لجان القبول في البلدات المجتمعية
قدمت مجموعة من منظمات حقوق الإنسان، اليوم، التماسا للمحكمة العليا تطالب فيه إلغاء لجان القبول الإقليمية التي تقوم بانتقاء المرشّحين للإقامة في البلدات المجتمعية في إسرائيل دون غيرهم. ويستند الطلب إلى أن نشاط هذه اللجان، يتعارض مع حق المواطن باختيار مكان إقامته في أيّة بلدة تقام في البلاد ، وبخاصّة عند الحديث عن بلدات لم تنشأ لصالح فئات سكّانية ذات ميزات ثقافية خاصة مثل المتدينين وغيرهم

وقد قدم الالتماس كل من عائلة زبيدات، وصوت بديل في الجليل، والقوس الديمقراطي الشرقي، وبمكوم-مخطّطون من أجل حقوق التخطيط، والبيت المفتوح، والمركز العربي للتخطيط البديل، ومركز عدالة.

قُدّم هذا الالتماس بواسطة المحامية سهاد بشارة من عدالة ، ضدّ دائرة أراضي إسرائيل، ولجنة القبول الإقليمية في بلدات المجلس الإقليمي "مسغاف"، و"ركيفت" -القرية المجتمعية-المنظّمة التعاونية للاستيطان محدودة الضمان- حيث طلبت عائلة زبيدات الإقامة فيها. يذكر إلى أن مخططة المدن والمناطق، هناء حمدان عملت على جمع وتحضير المواد التي تخص التمييز في التخطيط وتوزيع الاراضي ضد العرب في اسرائيل وحول البلدات المجتمعية في الدولة.

يعتبر الزوجان فاتنة وأحمد زبيدات مواطنان، تخرّجا بدرجة امتياز من دائرة الفن المعماري في أكاديمية الفنون والتصميم "بتسلئيل" في القدس، ودرسوا في إيطاليا في إطار برنامج تبادل الطلبة الجامعيّين الحاصلين على درجة الامتياز، ومن المفترض أن تبدأ فاتنة في السنة الدراسية القريبة القادمة بالدراسة للقب الثاني في موضوع الفن المعماري وبناء المدن في المعهد التكنولوجي التخنيون في حيفا، بعد أن حصلت على منحة من صندوق "عزرائيلي" رفيعة الشأن.
وبعد زواجهما في صيف 2006، تقدّم الزوجان بطلب لبلدة "ركيفت" التابعة للمجلس الإقليمي "مسغاف". وحسب الأنظمة المستمدّة من قرار المجلس الإداري لدائرة أراضي إسرائيل رقم 1015، طُلب من الزوجين اجتياز مرحلة القبول حيث كان عليهما الخضوع لمعيار "الملاءمة الاجتماعية"، والذي يعتبر أحد معايير القبول للبلدات المجتمعية. تشكّلت لجنة القبول الإقليمية التابعة للمجلس الإقليمي "مسغاف" من نائب رئيس المجلس الإقليمي "مسغاف" وممثّلة عن الوكالة اليهودية وممثّلة عن لجنة الاستيعاب التابعة لبلدة "ركيفت". في اللقاء مع أعضاء هذه اللجنة قام الأخيرين بنقل خبر للزوجين مفاده أنّ طلبهما قد رُفض بسبب عدم ملاءمتهما الاجتماعية وفق توصيات مهنية.

أشارت المحامية بشارة في نص الالتماس، أنّ معيار "الملاءمة الاجتماعية" لم يقم على أحكام معيّنة في التشريع الإسرائيلي، ويتسم بالضبابية وعدم الوضوح وبالعمومية، ممّا يمنح فئة صغيرة من الناس مساحة واسعة جدًّا للاجتهاد واتخاذ قرارات بشأن مصير ومستقبل المتقدّمين بطلبات للسكن. إضافة إلى ذلك، يستثني هذا المعيار عائلات عربية، ويهودية ذوي أصول أثيوبية وشرقية، وعائلات أحادية الوالدين، وأفراد عزّاب، وغيرهم من السكن في هذه البلدات المجتمعية.

أضاف الملتمسون على إدعاءاتهم هذه أنّ: "موضوعنا هو تقسيم الأراضي العامّة في البلدات التي لا تتمتّع بطابع خاصّ، وعليه فإنها تخضع للأحكام الإدارية التي تلزم تقسيم هذه الأراضي بالتساوي واستنادًا إلى مبادئ العدل المصحّح التي تقول إن من حقّ كلّ مواطن الإقامة ضمن أي بلدة أو قرية أو مدينة كهذه في دولة إسرائيل". يتعيّن أن يقوم قرار استثناء مواطن أو مقيم ما مرشّح للسكن فقط على علل وإدعاءات جوهرية تقع في صلب موضوع الدعوة ولا تستند إلى مميّزاته الشخصية، أو مكانته الاجتماعية، أو حالته الشخصية، أو آرائه السياسية، أو ميوله الجنسية، أو لون بشرته، أو أصوله الطائفية، أو الإثنية، أو القومية. وعليه، فإنّ معيار "الملاءمة الاجتماعية" ليس علّة أو إدعاءً جوهريًّا، ويمس بحقّ المواطن أو المقيم في اختيار مكان إقامته ضمن حدود الدولة من دون مواجهة عراقيل تعسّفية. أضاف الملتمسون أيضاً بأنّ "أشخاصًا ذوو إعاقة ما، أو محدودي التفكير، أو فقراء، أو أكاديميّين، أو عاطلين عن العمل، أو أغنياء، أو منتهكي القانون، أو القضاة، أو النساء، أو الرجال، أو المتديّنين، أو العلمانيّين، أو ذوي الآراء السياسية اليمينية أو اليسارية، أو المتطرّفين أو المعتدلين، أو اليهود الشرقيّين أو الغربيّين أو المواطنين العرب وغيرهم، جميعهم يتمتّعون بالحق في الإقامة ضمن أية مدينة، أو بلد، أو قرية، أو بلدة لا تتمتّع بطابع خاصّ في دولة إسرائيل". ويضيف الملتمسون بأنّ رفض طلب مرشّح ما للسكن في مكان ما لا يتمتّع بطابع خاصّ اعتمادًا على مثل هذه المميّزات الشخصية يعتبر مسًّا بكرامة الفرد وبحقّه التمتّع بالمساواة والحرية.

وتجدر الإشارة إلى أنه قبل التوجّه للمحكمة العليا، تقدّم الزوجان زبيدات باعتراض لدائرة أراضي إسرائيل، ضدّ قرار لجنة القبول الإقليمية التابعة لـ"مسغاف" برفض طلبهم، وما كان من السيّد يعقوب إفراتي –مدير دائرة أراضي إسرائيل- إلاّ أن رفض اعتراضهم هذا وصدّق على قرار لجنة القبول الإقليمية المذكورة في شهر كانون الثاني من هذا العام.

يُلزم هذا القرار نحو 697 بلدة، ما نسبته 68.5% من مجمل البلدات في دولة إسرائيل، ونحو 85% من مجمل البلدات القروية فيها. إلى جانب ذلك، تبلغ نسبة سكّان الدولة الذين يقيمون في هذه البلدات نحو 5.2% فقط من مجمل عدد المواطنين في الدولة (أي نحو 371.7 ألف نسمة). تخضع هذه البلدات إلى سلطة 52 مجلسًا إقليميًّا، وتنتشر هذه المجالس الإقليمية في كافّة أنحاء الدولة وتسيطر على نحو 81% من المساحة الكليّة للدولة.

جدول: بلدات مجتمعية وزراعية المُلزَمة بالقرار رقم 1015، بحسب اللواء وعدد السكّان





















































 


بلدات زراعية


بلدات مجتمعية


مجمل البلدات المُلزَمة بالقرار رقم 1015


عدد السكّان (بالآلاف)


العدد الإجمالي


648


49


697


371.7


لواء القدس


49


1


50


25.1


لواء الشمال


221


38


259


128.1


لواء حيفا


45


1


46


25.6


لواء المركز


156


3


159


112.5


لواء تل أبيب


2


--


2


0.8


لواء الجنوب


175


6


181


79.5


 

التعليقات