اتحاد المرأة التقدمي عن أحداث شفاعمرو: التمسك بهويتنا القومية هو الضمان الوحيد للحفاظ عن وحدة شعبنا

"ما حدث يشير إلى أزمة في هويتنا وشعورنا بالانتماء لشعبنا وبلدنا، كما أن ثقافتنا السائدة المأزومة تجعل الكثير منا يرى العنف جزءا من حل مشاكله، ويرى الولاء في مستوى العائلة والطائفة".

اتحاد المرأة التقدمي عن أحداث شفاعمرو:  التمسك بهويتنا القومية هو الضمان الوحيد للحفاظ عن وحدة شعبنا
على خلفية أحداث شفاعمرو المؤلمة، وأحداث أخرى مماثلة في مجتمعنا الفلسطيني في الداخل، أكد اتحاد المرأة التقدمي أن التمسك بهويتنا الوطنية والقومية هو الضمان الوحيد للحفاظ على وحدة شعبنا. وتحدث بيان صادر عن اتحاد المرأة التقدمي بجرأة عن دوافع تلك الأحداث التي أخذت المنحى الطائفي، وقال إنها مؤشر على أزمة في هويتنا وشعورنا بالانتماء لشعبنا وبلدنا وإلى ثقافتنا السائدة المأزومة. ودعا البيان القيادات السياسية والدينية أن تأخذ دورها، وأن تتحمل مسؤوليتها في اللجم الفوري لمجموعات الشباب العابث بمستقبله هو وبمستقبل بلده وشعبه. وعدم التسامح مع أي من الآفات التي تنتج هذه الأحداث الخطيرة: العنف، الطائفية، تشويه الهوية وحمل السلاح والتجنيد.

وقال البيان: "يمر شعبنا بأحداث خطيرة، تعصف به، لكنها أحداث من صنع يديه، وحتى ولو أثارتها مجموعة من الشباب المستهتر. إلا أنها تبقى مسؤوليتنا جميعا، القيادات الوطنية والدينية والأهلية، وكل حريص وشجاع في هذا الشعب".

وتابع: لسنا بصدد حدث عابر، ما حدث هو نتيجة لواقع مركب، به السلطة تحاول من جهة تفتيتنا وسلخ فئات منا عن شعبها، وبه نحن من جهة أخرى نختار واقعا مقسوما في حاراته ومدارسه ونواديه وقوائمه الإنتخابية المحلية. واقع نرى وقعه الآن، وندفع ثمنه أمننا الوطني وجودة حياتنا.

وشدد انه علينا التحلي بالشجاعة والمسئولية لنقول أن ما حدث يشير إلى أزمة في هويتنا وشعورنا بالانتماء لشعبنا وبلدنا، كما أن ثقافتنا السائدة المأزومة تجعل الكثير منا يرى العنف جزءا من حل مشاكله، ويرى الولاء في مستوى العائلة والطائفة.

وأشار إلى أن ما جرى في شفاعمر ليس إلا مؤشرا على وضعنا، وليس إلا حلقة في سلسلة طويلة مرت بأشكال مختلفة في الناصرة والمغار وطرعان، وهي لا تشعرنا إلا بالخجل والعار من أنفسنا. إن حصر ما حدث بشفاعمرو هو ظلم لشفاعمرو ، وهو محاولة لإعفائنا من مسؤوليتنا الجماعية، لأن الطائفيين والمجرمين والسفهاء والجهلة متواجدون في كل بلداتنا وهم يهددون أمننا الشخصي والجماعي، ويهددون هيبتنا الوطنية، ويمسون بأواصر الوحدة والرابط الوطني والقومي، وبوحدة نضالنا ومصيره.

وأكد أن الوقوف في وجه هذه الأزمة، يحتاج لقيادة سياسية مسئولة ومهيبة، ولا ينفع أن نقول "قلة طائشة"، فالعنف والطائفية، لا يحتاجان لإجماع كبير لكي يغيِّرا مسار مجتمع ، ولكن اعادة اللحمة تحتاج الى أجماع كل فئات وقيادات المجتمع. نحن نتوقع من القيادات الدينية أيضا أن تأخذ دورها، وأن تتحمل مسؤوليتها في اللجم الفوري لمجموعات الشباب العابث بمستقبله هو وبمستقبل بلده وشعبه. وعلى جميع القيادات عدم التسامح مع أي من الآفات التي تنتج هذه الأحداث الخطيرة: العنف، الطائفية، تشويه الهوية وحمل السلاح والتجنيد.

وقال البيان: آفات لا تعفى منها أي طائفة، ولا دواء لها سوى التمسك بهويتنا القومية، الوحيدة الكفيلة بالحفاظ عن وحدة شعبنا، ومواجهة سياسات التفتيت وفرض التجنيد على جزء من شعبنا.

وأضاف: لا يمكن للممارسات العنيفة والطائفية أن تمارس بثقة وبحماسة، وأن يخرج الرد بخجل وبعد ألف حساب. الشعب الواثق من وحدته، والقيادات الواثقة من هيبتها، هي الوحيدة التي بوسعها أن توقف مثل هذا التدهور. والقيادة الحقيقية هي القيادة التي تقول أن شفاعمرو مسؤوليتنا جميعا، القيادة الوطنية هي تلك التي تتعامل مع كل الطوائف وكأنها تحت مسؤوليتها المباشرة، وهي تلك التي تشعر أنها مسئولة عن حماية كل الطوائف.

واختتم بالقول: نحن لسنا مجموعة طوائف . . . نحن شعب واحد، ووفق هذا الأساس علينا أن نتصرف.




التعليقات