استكمال العمل في بناء جدار الفصل العنصري في مدينة اللد..

فيما وصف بأنها عملية ابتزاز واضحة، أدت إلى سحب الالتماس ضد استكمال البناء مقابل إنقاذ بيوت غير مرخصة من الهدم..

استكمال العمل في بناء جدار الفصل العنصري في مدينة اللد..
تحت عنوان "أراضي مقابل السلام بطريقة اللد"، كتبت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح أمس، الجمعة، أنه بعد حرب استمرت عشر سنوات ينفصل "نير تسفي" عن الجيران العرب. وبينما أشارت إلى أن العرب سكان حي "شنير" يحاربون حتى اللحظة الأخير ضد جدار الفصل الذي يفصل بينهم وبين الموشاف الفخم "نير تسفي"، فإن بلدية اللد تتعهد للسكان العرب بالمصادقة على تراخيص البناء مقابل سحب الالتماس ضد الجدار. وبالنتيجة سيتم استكمال جدار الفصل في مركز ما أسمته الصحيفة "غوش دان" (مركز البلاد).

وفي تفاصيل النبأ كتبت الصحيفة أنه بعد 7 سنوات من الحرب التي خاضها المستوطنون لإقامة جدار الفصل، بزعم مكافحة الجريمة والعنف القادمين من الحي العربي "شنير" في اللد، فإنهم يستطيعون الاحتفال الآن بعد أن قام العرب بسحب الالتماس مقابل إنقاذ منازلهم من خطر الهدم بذريعة البناء بدون ترخيص.

يذكر أن مستوطني "نير تسفي" وبدعم مما يسمى المجلس الإقليمي "عيميك لود" خصصوا 20 دونما من الأراضي الزراعية لإقامة جدار الفصل، الأمر الذي أثار غضب العرب على اعتبار أن الهدف من الجدار هو عزلهم في جيتو.

وأضافت الصحيفة أن المعركة القضائية بين الطرفين كانت على وشك الانتهاء، قبل سنة، عندما أثيرت فجأة قضية مبنى غير مرخصة في الحي العربي، (علم موقع عــ48ـرب أنه يتألف من 6 طبقات، وأصدرت بلدية اللد أمر هدم ضده). وتم بالنتيجة سحب الالتماس، الأمر الذي أتاح عودة الجرافات إلى العمل في المكان لاستكمال بناء جدار الفصل.

وتشير الصحيفة إلى أن أعمال البناء تتواصل، وأن المشهد مشابه إلى حد كبير جدار الفصل الذي أقيم في الضفة الغربية. ويرتفع جدار الفصل في اللد إلى ارتفاع لا يقل عن 4 أمتار، بعرض 20 سنتمترا. وقد تم إنجاز نصف الجدار.

ونقلت الصحيفة عن سكرتير موشاف "نير تسفي" قوله إنه بفضل التفاهمات المتبادلة التي تم التوصل إليها يستطيع سكان شنير الحصول على أراض من الموشاف وتراخيص بناء مقابل استكمال بناء الجدار.

كما نقلت عن رئيس المجلس الإقليمي "عيميك لود"، منشي موشي، قوله إنه "لا يوجد لدينا مشكلة مع الجيران، ولكن حتى يكون الجوار حسنا يجب أن يكون هناك فصل، وأن يعيش كل طرف في مكانه".

أما بلدية اللد فقد رحبت من جهتها بسحب الالتماس.

وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن عدد من السكان العرب أنهم يشعرون بخيبة الأمل بسبب ما حصل، وأن هذا الجدار الذي تجري إقامته يأتي على خلفية قومية، وتفوح منه رائحة العنصرية.

وأكد عدد من السكان العرب لـ عــ48ـرب أن ما حصل هو عملية ابتزاز واضحة، من أجل الحصول على تراخيص للبناء، وتجنب الهدم.

تجدر الإشارة إلى أن حي شنير، والذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى بيارة شنير وهي عائلة عربية كانت تعيش في مدينة يافا، يعيش فيه ما يقارب 4 آلاف عربي، في بيوت غير مرخصة، وبالنتيجة فإن خطر الهدم يظل ماثلا بوجهها. وذلك لكون بلدية اللد ترفض إعطاء تراخيص بناء للعرب منذ عام النكبة، وبالنتيجة يضطر العرب فيها إلى البناء بدون ترخيص.

وفي السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في مدينة اللد ما يقارب 27 ألف عربي، مقابل 50 ألف يهودي استوطنوا في المدينة بعد عام النكبة. علما أن مدينة اللد كان يعيش فيها عام النكبة قرابة 20 ألف عربي، تم تهجير معظمهم (بالإضافة إلى تهجير أهالي37 قرية أخرى في محيط اللد، و 38 قرية في محيط الرملة) في أعقاب المجازر التي ارتكبتها المنظمات الصهيونية، وذلك في أعقاب صدور أمر بطرد العرب منها، وفقما يعترف بذلك يتسحاك رابين في كتابه "بنكاس شيروت – بطاقة خدمة"، حيث نفذت مجزرة دهمش وتم إلقاء القنابل على الأهالي في بيوتهم وإطلاق النار على المجموعات، ما أدى إلى سقوط ما يقارب 400 شهيدا، تم لاحقا حرق جثث بعضهم، وإجبار عدد من الشبان العرب على حفر خندق لدفن الباقين في مقبرة جماعية.

أما موشاف "نير تسفي" فقد أقيم على أراضي العرب إلى جانب حي شنير، وهي المنطقة التي كانت تسمى في السابق بـ"وادي الخيار". ومن المفارقة أن يتبجح المستوطنون بمنح العرب في حي شنير بضعة دونمات.

التعليقات