التجمع يرشح المحامي وليد خميس لرئاسة بلدية حيفا..

ويؤكد أن الترشيح يأتي ردًا على"كل من يعتبر أصوات العرب في جيبه"، ويطرح شعار "حيفا مدينة كل مواطنيها"، كما يؤكد أن الهدف هو فرض جولة ثانية يكون فيها للصوت العربي وزن نوعي..

التجمع يرشح المحامي وليد خميس لرئاسة بلدية حيفا..
أعلن عضو بلدية حيفا، المحامي وليد خميس، رسميًا، ترشيح نفسه لرئاسة البلدية لينضم لأربعة مرشحين آخرين على هذا المنصب، مؤكد على أن الترشيح يأتي ردًا على"كل من يعتبر العرب في جيبه" وتأكيدا على أن العرب "ليسوا في جيب أحد"، ويطرح شعار "حيفا مدينة كل مواطنيها وشراكة حقيقية لادارة شؤونها"، كما يؤكد أن الهدف هو فرض جولة ثانية يكون فيها للصوت العربي وزن نوعي. كما يؤكد أن هذا الترشيح لن يكون عائقًا أمام قائمة عربية موحدة.

وجاء أن سكرتارية حزب التجمع الوطني الديمقراطي في حيفا، والمكتب السياسي للتجمع وفي جلسة خاصة تناولت انتخابات السلطات المحلية، قد أقرا ترشيح المحامي وليد خميس، عضو بلدية حيفا وعضو المكتب السياسي للتجمع، لرئاسة بلدية حيفا.

ويذكر أنَّ هذه المرة الأولى التي يرشح عربي نفسه لرئاسة البلدية منذ عام النكبة 1948،، إلا أنَّ الفكرة كانت متداولة في السابق في العديد من الأوساط العربية والحزبية في الدورة السابقة ايضا.

وقال خميس عن دافع ترشيح نفسه: "خلال كل الدورات المتعاقبة لبلدية حيفا، صوتت الغالبية العظمى من عرب حيفا لمرشح حزب العمل، أو أي مرشح آخر تنافس ضد مرشح اليمين، وتم اعتبارهم كاحتياط أصوات، وكان وزنهم النوعي الانتخابي غير محسوس، على الرغم من أن الأصوات العربية حسمت غالبية انتخابات الرئاسة، بما فيها المعركة الأخيرة بين يونا ياهاف ومرشح الليكود شموئيل أراد".

وتابع: "اعتقد أنه آن الأوان أن يتوقف التعامل مع العرب كاحتياط أصوات، وأن يكون للعرب في حيفا، وكل تقدمي يهودي، مرشح بديل يمثل طموحاتهم وتوجهاتهم، فضلا عن استمرار المقارنة بين المرشح السيء والاسوأ. هذا الأمر يعطي الصوت العربي وزنًا نوعيا ولا يكون مهمشا بل لاعبًا مركزيًا على الساحة السياسية البلدية، وبدون التفاوض معه والاتفاق معه سوف يكون من شبه المستحيل حسم المعركة من الجولة الأولى."

وفي رده على سؤال أنَّ القضية تبدو واضحة، ومن المستحيل أن يفوز عربي برئاسة البلدية، قال المحامي خميس إن "الترشيح يحمل مقولة واحدة، ترشيحنا هو رد قاطع ورسالة لكل العنصريين الذين يشككون بشرعية العرب في المدينة، والذين يطالبون بفرض ضريبه الولاء السياسي على العرب كشرط لأي شراكة في صنع القرار، ونحن نقول لهم: لم تريدوا وجودنا في البلدية وحرضتهم علينا بعد ان تمسكنا بثوابتنا الوطنية، والآن عليكم الاعتياد على الفكرة اننا لم نعد نكتفي بهذا، إنما نعلن ترشيحنا للرئاسة، وأننا كعرب لسنا في جيب أحد بعد اليوم."

وأضاف: "ثانيا نريد ان نعطي جوهرا عمليا لشعارنا، حيفا مدينة كل مواطنيها، وهذا يعني شراكة حقيقية بين العرب واليهود في إدارة شؤون البلدية بمساواه وندية كاملة وبدون ولاءات سياسية، بمعنى أننا كوطنيين عرب لنا روايتنا التاريخية المختلفة، ولنا ذاكرتنا التاريخية المختلفة، ولنا إعلامنا وثقافتنا المختلفة، وعلى إدارة البلدية ان تعكس روايتنا وثقافتنا بدون تشويه وكما نراها نحن. بمعنى أن أي مساواة لا تكون مطلقة، ولا تشمل الحقوق القومية، لم يعد لها مكان، فجيل اليوم لن يقبل بأقل من ذلك."

وماذا عن النتيجة؟

وفي رده على سؤال بأي نسبة قد يحظى في الانتخابات، قال: "في الأوضاع العادية تصل نسبة الأصوات العرب في حيفا الى 12% من مجموع الأصوات. ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة بسبب هذا الترشيح. كما تجدر الإشارة إلى أن التجمع والجبهة يحصلان على قرابة 85% من الأصوات. كما أن هناك بعض التقدميين اليهود قد يدعمون الترشيح. ولذلك فإن الهدف في هذه الحالة هو الاقتراب إلى نسبة 10% من الاصوات. وفي كل الحالات فإن تجاوز 7% من الأصوات يزيد من احتمالات فرض جولة انتخابات ثانية، خاصة وأن هناك حتى الآن 4 مرشحين غيري، وهم يعقوب بوروفسكي وهو مرشح مستقل، ورئيس البلدية يونا ياهاف، وشموئيل جلبهارت مرشح الخضر، ويوليا شطرايم مرشحة الروس. ويبدو ان هنالك توجهًا جديًا في الليكود لترشيح عضو الكنيست موشيه كحلون، وفي هذه الحالة فإن الصوت العربي سوف يحسم المعركة بالتأكيد وفرض جولة ثانية."

*استقلت بعد ما تعرضت للتحريض؟ أين ترى مكان الشراكة اليوم؟

- أولا أود أن أشير إلى أنني قد تقلدت منصب نائب رئيس البلدية بعد التوقيع على وثيقة الشراكة والمساواه التي طرحت غالبية القضايا المفصلية والخدماتية التي يعاني العرب منها في المدينة. وبدأت إدارة البلدية بتنفيذ بنود هذه الوثيقة. ومن جهتنا أكدنا كل الوقت أننا لن ندفع اي ثمن سياسي مقابل هذه الشراكة، بمعنى أننا لن نغير مواقفنا أو نجعها مرنة بسبب المنصب، وإنما بالعكس، فقد قلناها أكثر من مرة إن وجودنا في إدارة البلدية هو حل وسط من ناحيتنا. ولكن القضية تأججت خلال العدوان الأخير على لبنان، والذي عبرنا فيه عن موقفنا بكل شجاعة وبدون تردد وبدون مهادنة، فأنا أمثل حزبًا قوميًا عربيًا يعتبر نفسه جزءًا من الأمة العربية كلها، ولسنا حزب مقايضات ومداهنات. ويبدو أنه بسبب الشعور بالهزيمة الاسرائيلية فقد بدأ التحريض الأرعن علينا بشكل غير مسبوق، الا اننا تصدينا لهم. وبعد مرور عام على الحرب قام رئيس البلدية يونا ياهاف بالاعتذار عبر الصحف عن تصريحاته التحريضية ضدي. أنا اؤمن انه فعلا من الممكن خلق شراكة حقيقية، وأن الأمر يتعلق أيضا بتصرف العرب وتمسكهم بهويتهم والثوابت الوطنية من جهة والعقلانية والحنكة السياسية من جهة أخرى. وفي كل الأ؛ول فإن الطريق لا تزال طويلة وهذه مرحلة جديدة في هذا المسار.

* هنالك أحاديث عن تشكيل قائمة تحالفية واحدة للعرب في حيفا، أين وصلت الأمور وهل ترشيحك يندرج ضمن هذه القائمة؟

- هنالك توجهات إيجابية فعلا. وفي الفترة الأخيرة تم التعبير عن نوايا جيدة لخوض الانتخابات ضمن قائمة واحدة في مركزها الجبهة والتجمع. لم تعقد حتى الآن أي جلسة مفاوضات رسمية. وأنا على قناعة بأن مصلحة عرب حيفا أن تكون قائمة عربية واحدة يكون تمثيلها أكبر وتأثيرها أوسع، وسوف توضع كل الطاقات في العمل بدل المقارعات غير الجدية والمضرة، ولا تعطي الإمكانية لرئيس البلدية وإدارة البلدية استغلال هذه الخلافات من أجل إضعاف التأثير العربي. آمل أن ينتج عن المفاوضات قائمة عربية واسعة تمثل موازين القوى اليوم. وبالنسبة لترشيحي، فاستطيع أن اؤكد أنه لن يكون عائقا أمام وحدة عربية، فإمكانيات وسبل الترشح في حالة تشكيل قائمة واحدة ما زالت مفتوحة.

التعليقات