الترغيب والترهيب؛ خطة إسرائيلية لتشجيع التنازل عن الأراضي في النقب والانتقال إلى العيش في تجمعات سكنية..

الأراضي التي منحتها السلطات في التجمعات السكنية لمن تم إخلاؤهم من أرضهم هي محل خلاف بين السلطة والسكان وخلق وضع منحت فيها أراض مملوكة لأشخاص آخرين

الترغيب والترهيب؛ خطة إسرائيلية لتشجيع التنازل عن الأراضي في النقب والانتقال إلى العيش في تجمعات سكنية..
يعمل وزير الإسكان الإسرائيلي، مئير شطريت، على بلورة خطة لالتهام ما تبقى من أراض عربية في النقب من أصحابها العرب، تطلق عليها "خطة لحل المشاكل العالقة على الأرض بين الدولة والبدو".

الخطة تعمل بطريقتين الترغيب والترهيب، العصا والجزرة، هي تشجع السكان العرب للتنازل عن أرضهم والانتقال إلى السكن في تجمعات سكنية، عن طريق زيادة حجم التعويضات التي تدفع لهم، مهددة بأن من لا يوافق على الانتقال إلى السكن بتجمعات سكنية والتنازل عن أرضه سيتم اقتلاعه بالقوة.

الأراضي التي منحتها السلطات في التجمعات السكنية لمن تم إخلاءهم من أرضهم في مكان آخر هي أيضا محل خلاف بين السلطة والسكان وخلق وضع منحت فيها السلطات أراض مملوكة لأشخاص آخرين وفوجئوا بأن الأرض المقامة عليها منازلهم تعود لعربي آخر ويطالب بها، الأمر الذي جمد تطوير البنية التحتية في تلك التجمعات، فتحولت الأزمة، من أزمة مع السلطات إلى أزمة بين السكان وأصحاب الأرض وفي بعض الحالات وجهت الاتهامات لأصحاب الأراضي أنهم يعيقون تطوير القرية. كثير من القضايا حلت في المحاكم؛ وعادة لغير صالح العرب، وما زال هناك الكثير من القضايا العالقة.

هناك أزمة مثلا في الكسيفة التي تعتبر "تجمعا ثابتا" حيث نقل إليها في سنوات السبعين والثماني سكان جدد تم إخلاءهم من منطقة تقع شرقي بئر السبع، ومنحوا قطع أرض، تبين أنها تعود لعرب من نفس المنطقة ويطالبون بها بكل الوسائل. فمن الـ 14 ألف دنم المقامة عليها كسيفة، حوالي 12 ألف دنم منها هي محل خلاف بين أصحاب الأراضي الأصليين والسكان الجدد الذين انتقلوا إليها بموجب اتفاق مع السلطات، ويسكن فيها ألفي شخص. بينما يسكن 6500 شخص على المساحة الصغيرة التي ليس عليه خلاف.

يذكر أن الخلاف القائم بين السلطات وبين سكان النقب العرب يدور حول حوالي 800 ألف دنم تقريبا تستخدم للزراعة والسكن وهي ما تبقى من الأراضي العربية في النقب وتشكل نسبة ما بين 6%-7% من أراضي النقب والباقي استولت عليه الدولة على عدة مراحل منذ عام 1948.

خطة وزارة الإسكان ستقدم إلى الحكومة لمناقشتها قريبا. ويقول شطريت أن تعامل الدولة مع القرى العربية غير المعترف بها في النقب فشلت. وتعتمد الخطة الجديدة على زيادة مغرية على التعويضات التي ستمنح للسكان مقابل تنازلهم عن أرضهم والانتقال للسكن في التجمعات السكنية. ومن لا يوافق على قبول التعويض- سيضطر إلى الخروج بالقوة.

يرفض شطريت مقترحات قدمت له بتفعيل الوساطة وحل المشاكل مع السكان العرب في النقب عن طريق الحوار والتراضي... وذاهب في خطته التي قد تفجر الوضع في النقب وخاصة في القرى غير المعترف بها التي تعاني الحصار والتضيقق وهدم المنازل وصعوبة العيش.


التعليقات