التّمييز والتّفرقة العنصريّة في منظمة المعلّمين فوق الابتدائيّين../ المربي يوسف سعيد

-

التّمييز والتّفرقة العنصريّة في منظمة المعلّمين فوق الابتدائيّين../ المربي يوسف سعيد
إنّ موجة العنصريّة وسياسة التّمييز الّتي تجتاح المجتمع اليهوديّ الإسرائيليّ ضدّ المواطنين العرب الأصليّين في هذه البلاد آخذة في الازدياد والانتشار، وما يحدث في الكنيست من موجة سنّ قوانين بالجملة ضدّ المواطنين العرب تعبّر عن العنصريّة والتّمييز في دولة تعتبر نفسها واحة الدّيمقراطيّة الحقيقيّة في الشرق الأوسط لا بل في الدّول الأوروبيّة.

هذه الموجة وهذه الحملة الفاشيّة طالت وتطول أيضًا منظّمة المعلّمين فوق الابتدائيّين والّتي تعتبر نفسها غير سياسيّة وغير حزبيّة كما هو الحال في نقابة المعلّمين الابتدائيّين، والّتي ألغيت عضويّتي منها قبل أكثر من 20 عامًا بسبب التمييز والعنصريّة والحزبيّة فيها، وانضممت إلى منظّمة المعلّمين فوق الابتدائيّين أملا في أن تكون أفضل، ولكنّ الحقيقة هي أن التّمييز والتّفرقة العنصريّة هي سياسة هذه المنظّمة تجاه المعلّمين العرب والّذين يشكّلون حوالي ثلث أعضائها.

وإليكم الممارسات الّتي تنتهجها المنظّمة والّتي لمستها خلال عضويّتي فيها وأنا عضو في مؤتمرها العامّ وعضو في المجلس العام للجمعيّة التّربويّة التّابعة للمنظّمة:

1. تقف المنظّمة حياديّة أو بالانحياز الضّمني لما تمارسه حكومة إسرائيل ضدّ المعلّمين والطّلاب الفلسطينيّين في الضّفة والقطاع من حصار وتجويع وإغلاق للمدارس والجامعات وقتل الطّلاب وهم في طريقهم إلى مدارسهم، ومنع المعلّمين من الوصول إلى عملهم، فلا نجد أيّ نشاط أو حتّى تصريحًا ضدّ سياسة الحكومة أو تعاطفًا مع هؤلاء المساكين، وفي الوقت ذاته ترسل وفودًا على نفقة المنظّمة للالتقاء بمنظّمات معلّمين في الدّول الأوروبيّة وإرسال بعثات من الطّلاب إلى معسكر أوشفيتس في بولندا.
(أليس في هذا تمييز وعنصريّة ؟؟؟)

2. لقد صرّحت وزيرة المعارف السّابقة ليمور ليفنات أنّها تطلب من المعلّمين العرب أن يحصلوا على صكّ ولاء وشهادة حسن سلوك حتّى يستطيعوا العمل في المدارس. ونجد أنّ منظّمة المعلّمين لم تتّخذ أيّ خطوة ولا حتّى استنكارًا لهذا التّصريح والطّلب، ممّا يدلّ على تجاهل لجمهور المعلّمين العرب ويشكّل موافقة ضمنيّة لطلب الوزيرة.
(أليس في هذا الموقف تمييز وعنصريّة؟؟؟)

3. تصدر منظّمة المعلّمين مجلّة شهريّة باسم "كيشر عاين" تحتوي على مقالات في التّربيّة والتّعليم وتجارب المعلّمين في الحقل، فنرى أنّ جميع ما يكتب هو فقط باللّغة العبريّة ولا نجد مقالا واحدًا باللّغة العربيّة، على الرّغم من وجود معلّمين عرب يستطيعون أن يثروا المجلّة بمقالاتهم وتجاربهم إلا أنّ رئاسة التّحرير وإدارة المنظّمة يرفضون نشر أيّ مقال باللّغة العربيّة بحجّة عدم وجود طباعة باللّغة العربيّة والمعلّمون اليهود لا يعرفون العربيّة.
(أليس هذا من باب التّمييز والعنصريّة؟؟؟؟)

4. تصدر المنظّمة في بداية كلّ عام دراسيّ دفتر يوميّات المعلّم فلا نجد فيه أيّ كلمة باللّغة العربيّة وحتّى في الصّفحات الأولى منه والّتي يقوم وزير المعارف ورئيس المنظّمة بتوجيه كلمات إلى المعلّمين فلا نجد في هذه الكلمات أيّ ذكر لجمهور المعلّمين العرب فهي موجّه للمعلّمين اليهود، إضافة إلى أنّه لا يوجد ذكر للعطل المدرسيّة في المدارس العربيّة وبالمقابل هناك لائحة بالأعياد والعطل في المدارس اليهوديّة.
(أليس في هذا التّجاهل للمعلّمين العرب تمييز وعنصريّة؟؟؟؟)

5. قامت المنظّمة قبل عدّة سنوات باقتراح مشروع للنهوض بالتّعليم في إسرائيل والمسمّى " عوز لتموراه" وقد كلّف ميزانيّة المنظّمة مئات آلاف الشواقل من تخطيط ودراسة وقدّمته لوزارة المعارف لتتبنّاه، وقد اتّفق على تطبيقه وتجريبه في أكثر من عشرين مدرسة ومنها مدارس في المستوطنات اليهوديّة في الضفة الغربية. وهنا يجب التّنويه إلى أنّ المشروع جيّد وخاصّة في رفع مكانة المعلّم اجتماعيّا وتعليميّا وماديّا إلا أنّه لم يتطرّق إلى النهوض بالتّعليم العربيّ الّذي يعاني أكثر بكثير ممّا يعانيه التّعليم في الوسط اليهوديّ، إضافة إلى أنّ المنظّمة لم تطرح تطبيقه في أيّ من المدارس العربيّة على الرّغم من أنّني طالبت خطّيّا في المؤتمر من إدارة المنظّمة أن يطبّق في إحدى المدارس العربيّة واقترحت أن تكون مدرستنا نحف من بين هذه المدارس. ولكن للأسف لم يجد طلبي واقتراحي آذانًا صاغية.
(أليس في هذا التّجاهل تمييز وعنصريّة؟؟؟؟)

6. قامت المنظّمة قبل عدّة سنوات بتقسيم منطقة الشّمال، والّتي كان مركزها في كرميئيل وتضمّ هذه المطقة معظم البلدات العربيّة، إلى قسمين/ منطقتين، وكان هدف هذا التّقسيم هو تقليل نسبة المعلّمين العرب في منطقة الشمال عندما أصبحوا أغلبيّة وأكثريّة – أكثر من نصف الأعضاء- وشكّلوا قوّة في اتّخاذ القرارات بخصوص انتخاب المرشّحين لمؤسّسات المنظّمة وهذا ما أزعج إدارة المنظّمة فقامت بالتّقسيم حتّى لا يشكّل المعلّمون العرب قوّة ويبقوا أقليّة في المناطق.
(أليس في هذا العمل تمييز وعنصريّة؟؟؟؟؟؟)

7. بعد ترقية سكرتير منطقة الشّمال إلى عضو إدارة المنظّمة، أعلن عن مناقصة لإشغال وظيفة سكرتير وتقدّم للوظيفة زملاء من المعلّمين العرب ومن بينهم أنا. وماذا كانت النتيجة؟ إنّ إدارة المنظّمة اختارت معلّمة يهوديّة على الرّغم من أنّ الزّملاء العرب يفوقونها قدرة وكفاءة وتأهيلا. وعندما استفسرت عن سبب رفضي للوظيفة، ادّعوا أنّ المعلّمة تجيب على مواصفات الوظيفة.
(أليس في هذا الموقف تمييز وعنصريّة؟؟؟؟)

8. في المناقصات الّتي تعلنها وزارة المعارف لتعيين المديرين في المدارس العربيّة، يكون ممثّل لمنظّمة المعلّمين أحد أعضاء لجنة المناقصات. فماذا يكون موقف هذا الممثّل من المتقدّمين للمناقصة؟ وبناء على أيّ اعتبارات يصوّت؟ والإجابة على هذه الأسئلة وعلى لسان سكرتير المنطقة أنّه يصوّت حسب رأي الأغلبية في اللّجنة. وهذا يعني أنّه ليس له موقف محدّد وانّما يوافق على اختيار أغلبيّة اللّجنة الّتي تأخذ توصياتها من جهاز الأمن "الشاباك"، وهو الّذي يقرّر في هذه المناقصات، وهذا ما نشرته صحيفة هآرتس أنّ الشاباك هو الّذي يعيّن المفتشين والمديرين وحتّى المعلّمين أيضًا.
(أليس في هذا الموقف تمييز وعنصريّة؟؟؟؟)

من خلال هذا العرض الموجز للتمييز والتّفرقة العنصريّة في منظّمة المعلّمين أقول أليس من حقّنا وواجبنا نحن المعلّمين العرب أن نستنكر ونحتجّ ونرفض هذا الأسلوب وهذه السّياسة وهذا النّهج؟ أليس من واجبنا بعد هذا أن نفكّر في إطار يوحّدنا ويحمينا من هذه الممارسات؟

أهيب بكم أيّها الزملاء المعلّمون والمعلّمات العرب في كلّ مراحل التّعليم أن تنضمّوا وتتوحّدوا في إطار خاصّ يُعنى بنا كعرب فقط، خاصّة ونحن نطالب باستقلال ثقافيّ وبإدارة ذاتيّة لشؤوننا الثقافيّة والتّعليميّة، والمثل يقول: "ما حكّ جلدك مثل ظفرك، فتولّ أنت جميع أمرك". فهيّا نشكّل منظّمة أو نقابة للمعلّمين العرب.
أنتظر آراءكم واقتراحاتكم.

التعليقات