الجماهير العربية تحضن التجمع.. والرايات البرتقالية شامخة بعد إنقلابات تاريخية حققتها في العديد من المناطق

مازن غنايم رئيسا في سخنين ..والتجمع يقلب المعادلات

شهدت سخنين حملة انتخابية مثيرة للغاية، بعد أن أشغلت الجبهة الديمقراطية كرسي الرئاسة في الأعوام العشرة الأخيرة، إلى أن هبت رياح التغيير من مختلف الأحياء، ومنح الأهالي ثقتهم للرئيس المنتخب مازن غنايم، الذي حظي بدعم كبير من التجمع الوطني الديمقراطي وحركة أبناء البلد ومستقلين، وأطاح بمرشح الجبهة المحامي محمد بشير، بعد أن فقد أهالي المدينة ثقتهم بقدرة بشير على قيادة المدينة، ربما بسبب ما آلت إليه الأوضاع في سخنين وغرق المجلس في ديون باهظة، أغضبت المواطنين ودفعتهم للمطالبة بالتغيير.
شخص مازن غنايم، عضو التجمع الوطني الديمقراطي، استطاع أن يقطف ثمار الحب الذي قدمه للمدينة والتضحيات الكبيرة ، ومده بالقوة الكبيرة من قبل التجمع وحركة أبناء البلد وقوائم عضوية أخرى جعل كل محاولات الجبهة لعرقلته في الطريق إلى البلدية تفشل. أضف إلى ذلك أن التجمع وأبناء البلد حصلا على مقعدين في هذه الانتخابات، علما أنه لم يكن ممثلا في الانتخابات الماضية.
التجمع في سخنين أدار حملة انتخابية جدية، وعرض نفسه أمام الناخب بثقة كبيرة واعتزاز برصيده الكبير، وبقدرته على إحداث التغيير في العمل البلدي سوية مع حركة أبناء البلد، هذا التحالف يمكن أن نقول أنه قلب كل المعايير ، وغير ملامح الخارطة السياسية في المدينة.
مازن غنايم وفور توارد النتائج على مقره الانتخابي، قال أمام المئات من أهالي سخنين: " أنا رئيس لجميع أهالي المدينة، أهل سخنين قالوا كلمتهم الأخيرة، نثق بمن يعمل من اجلنا، وأنا أحني قامتي أمام أهالي سخنين الحبيبة التي منحتني هذه الثقة الكبيرة، وسأكون خادماً لمصلحة المدينة وأهلها... سخنين ستبقى قلعة وطنية صامدة إلى الأبد".
ويمكن أن نعتبر أن كلمة مازن غنايم قبل نحو خمس ساعات من إغلاق الصناديق، في لقاء صحفي مع موقع عرب 48 هي العنوان: "سخنين تعرف أن تفرق بين من سهر لأجلها ومن أدار ظهره لها".
مازن غنايم سجل نتيجة طيبة بفارق كبير وصل نحو 3 آلاف صوت، وقدم آداء رائعا في حملته الانتخابية، واستطاع أن يربط بين جميع الخطوط، ليدخل عالم السياسة من باب واسع، وتبقى الأيام القادمة هي الملعب الحديث الذي عليه أن يحقق انجازات كبيرة فيه وينهض بسخنين من جميع النواحي، سوية مع التحالف الوطني وباقي الجهات التي منحته الثقة والدعم الكبيرين.

ولاية جديدة لعوني توما وأولى للتجمع في كفر ياسيف

كفر ياسيف شهدت حملة انتخابية قوية، كان التجمع قد لعب دورا هاما ومفصليا يمكن ان نقول في فوز الرئيس الجديد، عوني توما، بولاية جديدة. حيث حصل التجمع على مقعد واحد ليدخل بذلك إلى المجلس البلدي لأول مرة، وسط تحد كبير، وتعليق آمال كبيرة عليه.
التجمع في كفر ياسيف أعلن منذ اللحظة الأولى لفوزه في الانتخابات انه سيعمل بطريقة غير معهودة من اجل النهوض بالقرية، حيث سيعمل من خلال مرشحه أكرم فرح على إعادة بناء جهاز التعليم في القرية، وتخصيص ميزانيات سنوية لمناهج التربية اللامنهجية والبديلة.

عيلبون برتقالية... وجريس مطر يستبدل سمير أبو زيد في الرئاسة

في ظل المنافسة غير المسبوقة بحدتها، والحملة الانتخابية الحماسية التي لم تعهدها عيلبون سابقا، خاض التجمع حملته الانتخابية لعضوية المجلس، وفاز بمقعدين ( جريس زريق وسامي سمعان) مضاعفا بذلك قوته حيث يعتبر هذا الإنجاز ثمرة عمل دؤوب لم يقطع يوما، أحدث ثورة في العمل السياسي والوطني في القرية، تجلى في مختلف مناحي الحياة أيضا، التجمع كان الأول في توفير إطار للشباب الوطني لينشط ويؤثر، وكان أول من وقف في وجه السياسات العنصرية وعمل على إحياء المناسبات الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية لأهالي القرية.
سمير أبو زيد، يترك كرسي الرئاسة لمنافسه الوحيد جريس مطر، الذي حظي بدعم كبير من قبل التجمع، طوال المعركة الانتخابية، وحققوا سوية فوزا كبيرا على الرئيس الحالي المهندس سمير أبو زيد من الجبهة الديمقراطية للسلام.
عيلبون احتضنت التجمع، وجددت ثقتها به، مقابل تراجع التصويت للجبهة التي خسرت مقعدها الثالث، في ظل المنافسة الشديدة بين قوائم الرئاسة والعضوية، ليصبح التجمع عنوان الأهالي وراية المستقبل البرتقالية، من أجل النهوض بعيلبون الباسلة الصامدة.

الإطاحة بعرسان ياسين في شفاعمرو وأمين عنبتاوي مرشح التحالف الوطني في طريقه للبلدية

بات من المؤكد أن الرابح الكبير في انتخابات بلدية شفاعمرو، ليس المرشحون، بل هي شفاعمرو بحاراتها وبألوانها المتعددة، بشيبها وشبابها، شفاعمرو التي تأبى إلا أن تبقى كالقلعة صامدة تتصدى لمن يحاول النيل منها ومن سمعتها. شفاعمرو قالتها بالبنط العريض: ولى عهد عرسان، وحان الوقت للتغيير المشرف ليلمع اسم شفاعمرو عالياً.

التجمع الذي لعب دورا محوريا في الإطاحة بعرسان ياسين، بفضل مساعيه الحثيثة سوية مع أبناء البلد، للتصدي لسياسة عرسان ياسين ومحاولة اسر لته للحجر والبشر في المدينة.
مرشح التحالف الوطني الديمقراطي، أمين عنبتاوي، حصد أكبر عدد من أصوات الناخبين يليه المرشح ناهض خازم، ليلتقيا في الجولة الثانية بعد أسبوعين.
ويمضي المرشح الأقوى أمين عنبتاوي، مرشح التغيير في شفاعمرو، الذي أنار طريق التغيير، بخطى ثابتة نحو فوز مدو في الجولة الثانية والوصول إلى رئاسة البلدية، حيث يحظى عنبتاوي بمحبة كبيرة ودعم من مختلف العائلات والأحياء في المدينة، بعد أن كان الأول الذي شمر عن ساعده وقال " التغيير آت لا محالة".

كابول: نبيل طه يحصد أكبر عدد من الأصوات وينطلق بهمة نحو نصر أكيد في الجولة الثانية

حصد مرشح التحالف والتجمع الوطني لرئاسة مجلس كابول المحلي، نبيل طه، أكبر عدد من الأصوات، من بين المرشحين الثمانية، ليذهب بذلك بقوة كبيرة وعزم على تحقيق نصر مدو في الجولة الثانية التي يلتقي بها مع الرئيس الحالي حسن بقاعي.
وحصل التجمع على مقعد واحد في المجلس المحلي، بعد أن خسر المقعد الثاني بفارق صوت واحد فقط،.
وقد خاض التجمع معركة حضارية نزيهة، واستطاع بواسطة رصيده السياسي والجماهيري الكبيرين أن يحقق اكبر نجاح له في تاريخ كابول، وفرض جولة انتخابات ثانية، حيث تشير كافة المعطيات إلى إمكانية تفوقه فيها بشكل كبير، بفضل الحب الكبير والتقدير الذي يحظى به في أوساط المواطنين.
مرشح التحالف والتجمع، نبيل طه، قال: التجمع يرى أن كابول تنتظر بفارغ الصبر الجولة الثانية، من أجل إحداث التغيير المرتقب، إذ يحظى بدعم من مختلف العائلات والأحياء في القرية. ووعد طه على العمل بجد من اجل النهوض بقريته كابول الحبيبة، وفقا لما جاء في برنامجه الانتخابي الذي سبق وان وزع على الأهالي.

في الناصرة يمثل تجمع تحالف الإصلاح والتغيير بمقعدين

حقق التجمع وحلفاؤه أيضا إنجازا في مدينة الناصرة من خلال رفع التمثيل من مقعد واحد إلى اثنين. وخاض التجمع معركة شرسة ضد حالة الاستقطاب الطائفي، التي تمزق النسيج الاجتماعي في البلد. وقال تحالف تجمع الإصلاح والتغيير في بيان أصدره يوم أمس الخميس: نحن في تجمع الإصلاح والتغيير نعتز ونرفع عاليا الثقة التي منحنا إياها الشارع النصراوي، وكل من صوت لنا. نحن نعتز ونرفع عاليا، من استطاع الخروج بثقة عن أنماط تصويت تقليدية رافقته لسنوات ولعقود من الزمن، نحن نثمن عاليا من استطاع الترفع عن خطابات لا تفتخر بها البلد، تشكك بالآخر، وتنم عن خوف بالغد بدل أن تعبر عن أمل فيه. نحن نعتز ونثمن عاليا حقيقة أنه وبرغم محاولة حصار القائمة ونزع الشرعية عنها من قبل البعض، إلا أنها تعدت المتوقع لها، وكانت القائمة الوحيدة التي نالت قوة متساوية من جميع قطاعات البلد وأحيائه. وفي جو التخويف والديماغوغيا التي سادت، يعتبر حصول هذه القائمة على مقعدين إنجازا كبيرا يعزى لقناعة وعناد القائمين عليها وثقة من صوت لها. ونحن نعد الشارع النصراوي أننا سنكون أقوى بكثير من الوزن النسبي الذي أعطي للقائمة، والذي نعتبره أول الطريق وأهمها.

معليا: دور التجمع كان حاسما

وفي معليا دعم التجمع قائمة "ن هـ" للعضوية التي حصدت أكبر عدد من الأصوات وكانت القوة الأولى بفارق شاسع وحصلت على عضوين لإياد خميسة وعماد ليوس. بينما دعم التجمع مرشح الرئاسة الذي فاز بالانتخابات إيليا عراف في إطار تحالف القوى الوطنية وكان دوره حاسما في تحقيق الفوز. وجاء ذلك بعد أن سحب مرشح التجمع أنطون ليوس ترشيحه وإعلانه عن دعم عراف.

صوت المواطنون العرب في المدن المختلطة (أغلبية سكانها من اليهود) بأعداد تصل إلى نصف نسب التصويت في المدن والبلدات العربية، على الرغم من أن المشاركة في هذه الانتخابات لها أهميتها ورمزيتها، في المفهوم السياسي وفي محاولة تقوية الأحياء العربية في هذه المدن، من محاولات طمس الهوية التي تمارسها السلطات، التضييق والدعوات العنصرية لترحيلهم خارج الأحياء العربية...

لقد تزامنت هذه الانتخابات مع الهجمة العنصرية التي يتعرض لها المواطنون العرب في هذه المدن، على شكل غير مسبوق، تجاوز السياسات وتمرير المؤامرات بشكل بطيء مدروس، إلى حد الاعتداء المباشر عليهم، والدعوات لتهجيرهم من قبل مرشحين يمينيين يهود في الانتخابات، كدعوة رئيس إحدى قوائم العضوية في "نتسيرت عيليت" (هرطمان) الذي نجح في الانتخابات، إلى اعتبار العرب في المدينة لاجئين يجب إعادتهم إلى الناصرة والقرى العربية وتقديم التعويضات لهم!... ( أنظر التقرير الخاص "لأنهم عرب" في العدد السابق من صحيفة فصل المقال).

التعلم من تجربة الماضي ووحدة الصف العربي... سجلت تاريخاً في نتسيرت عيليت

تجربة الانتخابات في نتسيرت عيليت، غير مسبوقة، إذ حققت وحدة الصف العربي انجازا تاريخيا بفضل الشراكة بين قوائم "التعايش" ، "الشراكة" و "العدالة"، حيث حصدت القائمة مقعدين في المجلس البلدي، 2457 صوتًا، بعد أن عاش المواطنون العرب سنوات طويلة دون تمثيل، بعد فشل القوائم العربية في عام 2003 من عبور نسبة الحسم.

يشار إلى أن القائمة العربية المشتركة للتعايش خسرت مقعدها الثالث بسبب اتفاقية فائض الأصوات بين حزب "كاديما" وقائمة "حيتس"، التي يرأسها الفاشي "هرتمان"، وبالرغم من حصولها على مقعدين إلا أنها القوة الثالثة في المدينة من حيث عدد الأصوات متقدمة على حزب الليكود بأكثر من 300 صوت، وكان يكفي للقائمة العربية أن ترتفع نسبة التصويت عند العرب في المدينة بنحو 3% ( نسبة التصويت بلغت %60) للحصول على المقعد الثالث، أي ما يقارب 100 صوت فقط.
إذا ما نظرنا على التوزيع الجغرافي للعرب في المدينة، وعدم تعود الناخب العربي فيها للخروج للتصويت، فان الجهود التي بذلها أعضاء القائمة د.شكري عواودة، د.باسل غطاس، يعقوب بولس ونشطاء القائمة، والحملة الانتخابية المدروسة، فان هذه النتيجة وفق كل المعايير تعتبر انجازا كبيرا للعرب، أسس على شراكة حقيقية، ونوايا حسنة، ودراسة للواقع العربي في المدينة قاد إلى مثل هذا التحالف الذي باركته الجماهير العربية، ونظرت إليه نظرة إعجاب كبير إن لم نقل أنه أصبح نموذجا يفتخر به.

تبقى الساعات القادمة، هي التي تحدد هل سيدخل الأعضاء العرب المنتخبون على الائتلاف الذي من المتوقع أن يشكله الرئيس المنتخب "شمعون غبسو"، علما أن معلومات وصلت صحيفة "فصل المقال"، بأن هناك قنوات اتصال بين الطرفين.

عكا.. انقسام القوائم العربية أهدر مقعدين على الأقل

لا يمكن اعتبار تراجع التمثيل العربي في مدينة عكا إلا نتيجة للانقسام وعدم السعي الجاد من قبل جميع القوائم لوحدة الصف العربي، على الرغم من التحديات التي تقف أمام جميع الأحزاب والحركات السياسية والمواطنين العرب بشكل عام.
لقد "حرقت" القوائم نحو ألفي صوت، كانت كفيلة بضمان مقعد رابع على الأقل للتمثيل العربي، حيث أهدرت قائمة "عكا وبس" نحو 587 صوتاً ولم تعبر نسبة الحسم، وقائمة "المستقبل" التي يرأسها أسامة غزاوي 929 صوتًا، ولم تعبر نسبة الحسم، وبقي فائض كبير من الأصوات عند قائمتي الجبهة والوحدة العكية.

وبحسب المعطيات فإن قائمة "الوحدة العكية" ستدخل إلى البلدية بمقعدين، و"الجبهة" بمقعد واحد، وإذا قارنا نتائج الانتخابات الأخيرة في عكا بالنتائج السابقة فان تدني التمثيل العربي يعتبر ضربة قوية في ظل الظروف السائدة التي يعيشها المواطنون العرب في المدينة، والتحريض المتواصل على أهلنا والقيادات المحلية في عكا، ويتحتم على جميع القوائم والحركات السياسية بشكل خاص، مراجعة موقفها في هذه الانتخابات وعدم سعيها إلى وحدة الصف العربي، وخاصة موقفها من عدم خروج نحو 50% من أهلنا العرب إلى التصويت رغم كل الظروف التي عاشتها عكا العربية.

يافا الصامدة...التمثيل العربي يعود إلى بلدية يافا تل أبيب بعد انقطاع سنوات

بعد انقطاع دام عشر سنوات، تمكن المواطنون العرب في مدينة يافا من إيصال ممثل لهم إلى بلدية تل أبيب يافا، بعد أن حققت قائمة يافا الموحدة، التي تضم التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية، فوزا هاماً حيث حصلت على نحو 3700 صوت.
ويرى أهالي يافا، في حي العجمي وباقي الأحياء والمناطق، أن إيصال ممثل عربي إلى البلدية هو الرد على الحملات العنصرية على الوجود العربي في مدينة يافا الأبية، التي تأبى أن تنكسر رغم التمييز والتضييق والخنق المالي الذي تمارسه السلطات .

إن من واجب القائمة الجديدة العمل الدؤوب، على توحيد الصف العربي في المدينة في المقام الأول، في مواجهة السياسات العنصرية، والعمل على تمثيل المواطنين بشكل جيد ومحاولة التأثير في مركز صنع القرار، بهدف إيجاد مخرج لقضايا جوهرية تقض مضاجع المواطنين العرب، الذين يقبعون في أحياء مهملة بسبب سياسة بلدية تل أبيب إحدى أقوى وأغنى البلديات في البلاد.

أن التحديات الكبيرة أمام مجتمعنا العربي في البلدات المختلطة ومدن الساحل تحتم التعامل بجدية مع هذا الواقع، الذي تمارس فيه سياسة الإقصاء والتهميش الإسرائيلية ، إلى حد أن تحولت العديد من الأحياء في هذه المدن إلى أحياء فقر منكوبة، تعيش إلى جانب قصور رجال الأعمال والفنانين الإسرائيليين، وانخفض فيها مستوى التعليم في هذه البلدات، إذ ارتفعت فيها البطالة ومعها مستوى الجريمة بسبب الإحباط الكبير وفقدان الأمل لدى العديد من شبابنا، ان هذا الواقع يحتم تشجيع التلاحم العربي، وضمان تمثيل عربي في دوائر اتخاذ القرارات بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة.