الشاباك يحقق مع ثلاثة من الباحثين والناشطين في العمل الأهلي..

-

الشاباك يحقق مع ثلاثة من الباحثين والناشطين في العمل الأهلي..
استدعى جهاز الامن العام (الشاباك) يوم الخميس الفائت (12/7/2007) ثلاثة من الباحثين ومن الناشطين في العمل الاهلي وذلك لتحقيق مطوّل اسموه "محادثة" في لغة الشاباك.

ففي اسلوب غير مألوف تم استدعاء كل من الباحثين د. عمر سعيد، د. كميل مخول والسيد مصطفى ناطور مدير عام جمعية الاهالي، الى مقر الشاباك (والذي يطلق عليه اسم قسم الامن) القائم في معتقل الجلمة بالقرب من حيفا. وهذه من المرات النادرة التي يجري فيها استدعاء اشخاص مباشرة الى مقر الشاباك وليس الى الشرطة. كما تم استدعاء الثلاثة كل على حدة وتم تحديد الموعد بأن يكون متزامنا واجراء التحقيق بشكل متواز دون ان يعلم اي منهم بوجود الاخرين او بمجرد استدعائهما. وقد دام كل تحقيق اربع ساعات، حيث قام به محققو الشاباك لا الشرطة.

وقد تمحورت التحقيقات في محور التعاون والتواصل الفلسطيني والعربي الاقليمي بين مؤسسات العمل الاهلي، وفي التعرف على العلاقات المؤسساتية والشخصية لقيادات في العمل الاهلي العربي المحلي واخرى في الاردن تنشط في مجالات التنمية والبيئة وخاصة جمعية العربية لحماية الطبيعة في الاردن والتي تربطنا بها علاقة تعاون واسعة وواضحة المعالم في مجالات العمل الاهلي التنموي على الصعيد المحلي والفلسطيني العام والدولي حيث يقع في صلب هذا التعاون مشروع غرس الاشجار وحماية الاراضي التي اقتطعها جدار الفصل العنصري الاحتلالي عن اصحابها . كما وتمحور التحقيق ايضا في طبيعة العلاقة بين قيادات في العمل الاهلي في الداخل ودور بعض المنظمات والجمعيات الاهلية ومنها اتحاد الجمعيات (اتجاه) وجمعية الاهالي وجمعية الجليل، وكذلك في اللقاء التشاوري حول "وثيقة حيفا" والذي جرى تنظيمه في العاصمة الاردنية في شهر تشرين ثان الماضي.

كما سعت طواقم محققي الشاباك الى بث روح التشكيك ومحاولة كسر الارادة والتهديد للمحقق معهم، فتارة من خلال الادعاء انهم يراقبون عمل الجمعيات بشكل تفصيلي وتارة بانهم مطلعون حتى على صغائر التفاصيل وما الى ذلك من اساليب معهودة من قبل الشاباك للنيل المعنوي من قيادات المؤسسات، والتي فشلت في الماضي ولا بد ان تفشل اليوم.

وقال اتحاد جمعيات أهلية-اتجاه- في رده على تلك الممارسات: " اننا في قطاع العمل الاهلي المنظم لا نمر على استفزاز الشاباك السافر هذا مر الكرام، بل نرى به استمرارا لحملة التصعيد القمعي ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل، واستمرارا لحملة الملاحقات السياسية والمؤسساتية التي تسعى الى قطع كل السبل امام ممارسة حقنا في التواصل العربي والفلسطيني.

وأضاف الاتحاد في بيان صادر عنه: اننا في اتحاد الجمعيات والجمعيات المنضوية في عضويته نسعى منذ سنوات الى فتح افاق التعاون والتواصل مع كل اجزاء شعبنا الفلسطيني ومع الامة العربية وهو حق انساني اساسي نمارسه ونعززه، واولا وقبل كل شيء مع مؤسسات العمل الاهلي والمجتمع المدني العربي، على اسس العلاقة الطبيعية بين ابناء الشعب الواحد والامة الواحدة وذلك في مواجهة العلاقة التطبيعية التي تسعى اسرائيل وبعض الجهات المانحة الى الترويج لها وزج مؤسسات اهلية بها وتمويلها ضمن المشاريع الامريكية للهيمنة على المنطقة تحت شعار "الدمقراطية" و"مكافحة الارهاب" و"تحالف المعتدلين ضد المتطرفين".

واعتبر الاتحاد أن استفزاز الشاباك الاخير هو تصعيد خطير واعتداء فظ على قطاع العمل الاهلي وعلى اتحاد الجمعيات وعلى كل جماهير شعبنا ومؤسساتها الوطنية. انه استمرار لوثيقة رئيس الشاباك ديسكين والتي نشرها على الملأ اوائل هذا العام واعتبر فيها ان الجماهير العربية في اسرائيل هي تهديد استراتيجي، وان الشاباك سيعتمد اساليب غير دمقراطية في مواجهة اي اعتراض او مناهضة للطابع اليهودي للدولة. ليحظى هذا التصريح والنهج القمعي الظلامي بمساندة المستشار القانوني للحكومة الذي وفر الضوء الاخضر لجهاز الامن العام (القمع العام) الشاباك بتصعيد حملته وهذه المرة على العمل الاهلي.

وأضاف البيان: ولو نظرنا بعجالة الى ما جرى مع الحركة الاسلامية والشيخ رائد صلاح في السنوات الاخيرة ومع د. عزمي بشارة هذا العام والمضايقات التي يتعرض لها بعض قادة العمل الاهلي في المعابر ومطار بن غوريون، وما "تبشر" به تحقيقات يوم 12/7 لرأينا ان دولة اسرائيل تسعى الى تسديد ضربة قوية موهمة نفسها بامكانية القضاء على بنية التواصل الفلسطيني والعربي القائم على المشاريع الوطنية المستدامة.

وتعتبر أن تواصلنا مع العالم العربي ومع اجزاء شعبنا في الوطن والشتات هو توجه اساسي ومركزي في العمل الاهلي الفلسطيني المحلي، وهو علاقة حق سعينا ونسعى وسوف نواصل سعينا وتصميمنا لتعزيزها وتعميقها وتوسيعها. وهي علاقة مبنية على الشفافية وواضحة المعالم ولن نسمح لاي جهاز قمع بالنيل منها او من رموزها.

وحذر بيان الاتحاد جهاز الشاباك من التصعيد، فاننا نؤكد اننا قادرون بل والأهم اننا مصممون على حماية المؤسسات الاهلية كما كل مؤسسات جماهيرنا في وجه ارهاب الجهاز القمعي.

وانتهى البيان بالقول: ان وحدة جماهيرنا الوطنية ومؤسساتها واطرها والتكافل الكفاحي الداخلي هي الضمانة الاولى لردع تصعيد الشاباك وافشال مخططاته

التعليقات