اللجنة المركزية للتجمع تقف أمام نتائج الانتخابات والمهام المطروحة حزبيًا ووطنيًا وفي مقدمتها الدفاع عن الأرض والمسكن

التأكيد على الأبعاد الإستراتيجية للنتائج التي حققها ودورها في التصدي للمخططات الصهيونية ضد عرب الداخل وإقرار حملة إعلامية شعبية لتجنيد التأييد الشعبي لمبدأ انتخاب لجنة المتابعة..

اللجنة المركزية للتجمع تقف أمام نتائج الانتخابات والمهام المطروحة حزبيًا ووطنيًا وفي مقدمتها الدفاع عن الأرض والمسكن
أقرت اللجنة المركزية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي مجموعة من الخطوات والتوجهات الحزبية والوطنية، وذلك في إطار اجتماعها التقييمي لنتائج إنتخابات الكنيست الثامنة عشرة، وانعكاساتها وأبعادها فيما يتعلق بمكانة ودور حزب التجمع، وفيما يتصل بوضع عرب الداخل في ظل تصاعد قوة اليمين واليمين المتطرف وتفاقم النزعة العنصرية السافرة ضد عرب الداخل والشعب الفلسطيني.

وجاء في هذا التقييم أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة شكلت تحديًا غير مسبوق أمام التجمع الوطني، ليس فقط في مستواه التنظيمي والسياسي والإعلامي، وإنما، وهو الأهم، في مستوى وعي والتزام كوادره في حمل مشروعه الوطني القومي ودوائر الحركة الوطنية المساندة، التي وضع تميزها على المحك اللاتقليدي للعمل والممارسة السياسية والإنتخابية، حيث نجحت هذه الكوادر بهذا الامتحان على نحو مشرف بعد غياب الدكتور عزمي بشارة، الذي وبالرغم من غيابه كان محور التحريض المكثف من قبل أحزاب منافسة للتجمع في الساحة العربية والانتخابية استهدفت التجمع مشروعًا وفكرًا من خلال التحريض الأرعن عليه. معتقدين أنهم بذلك سوف يقضون على هذا الحزب من خلال صندوق الإقتراع.

وأكد بيان صادر عن اللجنة المركزية على أن قائمة التجمع الانتخابية التي أفرزها التجمع عكست مركبات شعبنا الطبيعية، متعالية على المعادلات والاعتبارات الطائفية التي "كرسها غيرنا على الساحة العربية، فقد ضمت كذلك أول امرأة عربية وصلت إلى البرلمان من خلال الحركة الوطنية لتسلط الضوء وتكشف أن حزبنا وقائمته وطنية وقومية ومتنورة. فكان التجمع "قدّ الحملة" بالرغم من محاولات المؤسسة الإسرائيلية شطبه، وتحريض المغرضين الذين أشاعوا أن التجمع بهذا التجدد يغامر بمصيره، فقد حملت قيادة الحزب هذه المسؤولية الكبيرة وعززت وجود وحضور الحزب".

جاء ذلك في إطار التقييم الأولي الذي أجرته اللجنة المركزية، يوم السبت الماضي، لنتائج الإنتخابات الأخيرة للكنيست الثامنة عشر، على ضوء الفوز الذي حققه التجمع بزيادة عدد أصواته بـ12 ألف صوت، والمحافظة على تمثيله بثلاثة مقاعد وبفائض أصوات.

وجاء أيضًا ان التجمع أصبح أكثر تجذرًا، وفتحت أمامه آفاق جديدة على قيادته وكوادره يجب استثمارها جيدًا من أجل توسيع صفوفه وتعزيز قوته على الساحة السياسية العربية في البلاد.

وقد أكدت اللجنة المركزية من خلال مداخلات أعضائها على هذا الفوز ودوره في تعزيز ثقة الناس بالتجمع الوطني الديمقراطي قيادة وكوادر بعد استئسادهم في تثبيت الحركة الوطنية وتدعيمها في ظل أجواء تحريض غير مسبوقة.

وقد تطرق أعضاء اللجنة المركزية من خلال نقاشهم إلى الدور القيادي السليم الذي مارسته قيادة المعركة الإنتخابية في التعامل مع كافة القضايا الميدانية والإعلامية والجماهيرية، وخاصة ضبط الأمور المالية التي أديرت بصورة ممتازة، أخرجت التجمع منتصرًا، ولا يعاني من عجز كبير كما كان الأمر في السابق. مؤكدين كذلك على بعض الأخطاء التي يجب الإستفادة منها مستقبلاً.

وقد أثنى أعضاء اللجنة المركزية على دور قيادة التجمع التي نجحت في استنفار أبناء الحركة الوطنية عمومًا وأصدقائها، حيث تجند هؤلاء كتفًا إلى كتف رفاق الحزب من أجل نصرته لأنه يعني لهم بوصلة سياسية ومشروع حياة يجب حمايته.

وعليه فقد قررت اللجنة المركزية وضع خطة عمل هدفها الحفاظ على الكوادر الصديقة وتجنيدها للعمل في مواصلة بناء وتوسيع الحركة الوطنية وتقوية دورها في المعركة الوطنية العامة من خلال هيئات ومؤسسات مؤازرة.

أما عن التحالف مع الشيخ عباس زكور فقد رأت اللجنة المركزية أن الخطوة التحالفية كانت ضرورية وكانت قراراً حكيمًا خاصة في ظل الظروف المحيطة بالمعركة الإنتخابية، وهي خطوة من شأنها أن تمهد الطريق أمام التحالف القومي الإسلامي الذي يضعه التجمع في صلب فكره ومشروعه، فقد جذب هذا التحالف أوساطًا جديدة لم تكن تصوت لنا في السابق.

هذا وأكدت المركزية على الإلتزام باتفاق التناوب مع الشيخ زكور، وعلى تطوير العلاقة معه ومجموعته باتجاه الإنخراط الكامل في صفوف الحزب.

ولذلك دعت اللجنة المركزية فروع الحزب وكوادره في كل القرى والمدن العربية إلى استثمار هذا الفوز، وتقييم الإنتخابات بعيدًا عن العاطفة وغبار الإنتخابات كي تتم دراستها بصورة متكاملة في الأيام الدراسية التي ستعقدها اللجنة المركزية لاحقًا.
في الحوار الفلسطيني

أقرت اللجنة المركزية إرسال رسالة إلى قادة الفصائل المتفاوضين في القاهرة، تحثهم فيها على بذل كل جهد للتوصل إلى اتفاق وطني يضع حدًا لحالة الشرذمة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني، فالوحدة الوطنية والإتفاق والوفاق الوطني هو تحصين لشعبنا في ظل هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها قضيته.

وجاء ذلك في إطار البيان السياسي الذي استعرضت فيه مجمل التطورات العالمية والإقليمية والمحلية، وانعكاساتها المتوقعة على القضية الفلسطينية.

إحياء يوم الأرض

قررت اللجنة المركزية للتجمع بخصوص يوم الأرض دعوة كوادرنا وجماهيرنا للمشاركة الفعالة في فعاليات ونشاطات إحياء يوم الأرض القطرية التي سيتم إقرارها في لجنة المتابعة.

وطالبت فروع ومناطق الحزب المبادرة من أجل عقد ندوات وفعاليات تثقيفية في كافة القرى والمدن العربية في البلاد وخاصة للجيل الشاب الذي لم يعاصر يوم الأرض لتثقيفه على قيم يوم الأرض الوطنية والقومية.

كما أقرت وضع سياسة هدم البيوت العربية في الداخل وسياسة الحصار الجغرافي والمالي عنوانًا رئيسيًا في برنامج إحياء ذكرى يوم الأرض، وأن تتحول هذه القضية إلى قضية الساعة والعمل الشعبي الدائم من أجل وقف هذه السياسات والممارسات العنصرية والمعادية ومن خلال اللجوء إلى المحافل الدولية. وطرح موضوع مدينة القدس المحتلة والمحاصرة والمهددة بالتهويد والطرد، على طاولة البحث، وتقرر القيام بزيارة تضامنية (تجمعية) إلى المدينة وزيارة أهالي البيوت المهددة يوم 28 من الشهر الجاري.

لجنة المتابعة

هذا وانسجامًا مع توجهات التجمع القومية واستمرارًا للجهود التي يبذلها منذ عام 1997 لإعادة بناء لجنة المتابعة على أساس مهني، وعلى أساس الإنتخاب المباشر، فقد أقرت اللجنة المركزية إقتراح المكتب السياسي شن حملة إعلامية وشعبية شاملة قريبًا حول ضرورة إنتخاب لجنة المتابعة بصورة ديمقراطية. وقررت التوجه إلى القوى السياسية المعنية بهذا الأمر للمشاركة في الحملة، على أن تكون رئاسة لجنة المتابعة حاليًا مؤسسة على مبدأ التناوب بين الأحزاب إلى حين البدء بعملية الإنتخاب الشعبي المباشر.

التعليقات