النائب بشارة: قرار الرجوع الى الطريقة القديمة للقبول للجامعات، عنصري وشوفيني موجه ضد الاقلية العربية

"اذا لم يتم التراجع عن هذا القرار سنبادر الى تنظيم حملة دولية لمقاطعة الجامعات الاسرائيلية"

النائب بشارة: قرار الرجوع الى الطريقة القديمة للقبول للجامعات، عنصري وشوفيني موجه ضد الاقلية العربية
يستدل مما نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، الخميس (27.11.03)، ان التوجه العنصري الاسرائيلي المعادي للمواطنين العرب، يقف وراء قرار تغيير شروط الالتحاق بالجامعات الاسرائيلية ، الذي اتخذته وزيرة المعارف الاسرائيلية، المتطرفة ليمور لفنات، والتي تريد، كما يبدو، اعادة احياء سياسة جعل العرب حطابين وسقاة ماء، وليسوا طلبة جامعات واصحاب مهن اكاديمية. ويتضمن القرار العنصري الجديد الذي بادر اليه رؤساء ادارات الجامعات الاسرائيلية الى اعادة اعتماد قرار تم الغاؤه في السابق، يشترط الالتحاق بالجامعة باجتياز امتحان فحص الذكاء (البسيخومتري) اضافة الى معدل علامات امتحانات البجروت.

وقالت الصحيفة ان رؤساء الجامعات اوصوا باعادة اعتماد القرار، "بعد ان اتضح لهم بأن المستفيد الاساسي من الغاء هذا القرار في السابق، هم الطلبة العرب وليس أبناء ما يسمى "بلدات التطوير" الاسرائيلية.

وبموجب القانون الذي اعادت الوزيرة اعتماده، هذا الاسبوع، سيتم الالتحاق بالجامعات الاسرائيلية، ابتداء من العام القادم اعتمادا على الطريقة القديمة التي تجمع بين معدل علامات امتحانات البجروت وامتحان فحص الذكاء. وكما يتضح من هذه النهج تهدف ادارات الجامعات الاسرائيلية ووزيرة المعارف الى منع الطلبة العرب من الالتحاق بمواضيع دراسية تحتم حصول الطالب على علامات عالية في امتحان فحص الذكاء.

وقالت الصحيفة ان الاكاديمية الاسرائيلية اصرت على اعادة النهج القديم، وبشكل عنصري، بعد ان اتضح من فحص اجرته في احدى الكليات، بان الطلبة العرب هم اكثر المستفيدين من تغيير شروط القبول للكلية.

وتبين من هذا الفحص الذي تم على اساس عنصري محض، ان نسبة الطلبة العرب في كلية طب الاسنان ارتفع في السنة الدراسية الاخيرة الى 52%، مقابل 29% في السنة التي سبقتها. كما يستكثر رؤساء الاكاديميات على العرب حتى دراسة التمريض حيث اقلقهم ارتفاع نسبة الطلبة العرب في فروع التمريض وكذلك في كليات العلاج الطبيعي .

وفي اطار الحرب على الطلبة العرب، ايضا، تقرر في الجامعة التي قامت باجراء هذا الفحص العنصري، رفع سن القبول في الجامعة الى 20 عاما، لمنع الطلبة العرب من "احتلال مقاعد الجامعات" في وقت يتوجه فيه الشبان اليهود لاداء الخدمة العسكرية الاجبارية!!

ولزيادة تعجيز الطلبة العرب، اعتمدت الجامعة ذاتها على نهج عنصري آخر يستهدف التقليل من عدد الطلبة العرب فيها، حيث قررت رفع درجة الاعتماد على اللقاءات الشخصية مع الطلبة المرشحين للدراسة، قياسا مع معدل العلامات، وذلك لأن الطلبة العرب الذين يأتون من مدارس عربية يتم التدريس فيها باللغة العربية بشكل اساسي يستصعبون التعبير مثل اقرانهم اليهود، وفي حالة فشلهم في التعبير يساهم ذلك في تقليص فرص قبولهم للجامعة.

وكادت لجنة رؤساء الجامعات الاسرائيلية تعترف صراحة، امس، بتوجهها العنصري هذا عندما اشارت الى كون النظام الحالي للقبول لا يزيد من نسبة الطلبة القادمين من البلدات النائية، بل على العكس". ورغم امتناع المتحدثين عن النطق بكلمات عربي ويهودي حرفيا الا انه كان واضحا من تصريحاتهم ان هذا هو المقصود، بقولهم "بما انه لم تتم زيادة عدد المقاعد الدراسية في الجامعات فان قبول جمهور معين للدراسة (العربي) يقصي الجمهور الآخر(اليهودي)".
بعث النائب عزمي بشارة برسالة عاجلة الى كل من رؤساء الجامعات في البلاد ووزيرة المعارف مطالبا اياهم بالتراجع عن القرار الذي توصولوا اليه بشأن الرجوع الى الطريقة القديمة للقبول للجامعات والتي توجب الاخذ بعين الاعتبار الامتحان البسيخومتري الى جانب امتحانات البجروت.

وكان النائب بشارة قد بعث برسالته هذه بعد النشر ان رؤساء الجامعات توصولوا الى هذا الامر بعد ان اتضح لهم ان المستفيد الاول والرئيسي من الطريقة الجديدة والتي بموجبها لا توجد حاجة للامتحان البسيخومتري هم الطلاب العرب وليس الطلاب اليهود.

ووصف بشارة هذا القرار بأنه قرار عنصري وشوفيني موجه ضد الاقلية العربية ويهدف الى الحد والتقليص من عدد الطلاب العرب الذين يقبلون للجامعات، وطالب بشارة في رسالته الغاء القرار العنصري الذي يشكل وصمة عار في الحياة الاكاديمية في البلاد وحتى في العالم.

وقد هدد النائب بشارة بأنه اذا لم يتم التراجع عن هذا القرار فأنه سيبادر الى تنظيم حملة دولية لمقاطعة الجامعات الاسرائيلية.

وعلى الصعيد البرلماني بعث النائب بشارة برسالة الى كل من رئيس الكنيست ورئيس لجنة المعارف في الكنيست طالبهم فيها بعقد جلسة طارئة في لجنة المعارف لمناقشة ابعاد هذا القرار.

التعليقات