اليوم الأربعاء: جنازة رمزية لدرويش في البروة

المنظمون: مع أنّ القرار الرسمي جاء لترتيب الجنازة في رام الله، إلا أنّ المبادرة تأتي لأننا نشعر بأنّ واجبنا الوطني يأخذنا إلى البروة

اليوم الأربعاء: جنازة رمزية لدرويش في البروة
تُجرى اليوم الأربعاء في الساعة الخامسة عصرًا في قرية البروة المهجرة، جنازة رمزية للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، بموازاة الجنازة والدفن الرسميين اللذين أعلنت عنهما السلطة الوطنية الفلسطينية وعائلة الفقيد.

وينظم هذه المبادرة كل من: "حيفا الفتاة"، "مجموعة بقاء"، "بلدنا" و"مجموعة العكاوية". وقالت فداء حمود، من منظمي المبادرة، لموقع "عرب 48"، اليوم الثلاثاء، إنّ لقاء التجمع سيكون الساعة الرابعة بعد الظهر في مفرق "تسيكلون" (المفرق القادم بعد مفرق "البروة-أحيهود" باتجاه مجد الكروم)، حيث ستنطلق المسيرة من هناك.

وقالت حمود: "مع أنّ القرار الرسمي جاء لترتيب الجنازة في رام الله، إلا أنّ المبادرة تأتي لأننا نشعر بأنّ واجبنا الوطني يأخذنا إلى البروة، ولكن ليس لكسر قرار رسمي موجود، وإنما نراه شيئًا مُكمّلاً وتواصلاً مع ما يحدث في رام الله، وهو مخصص أيضًا لمن لا يرغب في الذهاب إلى رام الله".

وحول التجاوب مع هذه المبادرة قالت حمود إنّ "الإقبال ممتاز؛ الناس متعطشة للذهاب إلى البروة في هذا اليوم. كأنهم كانوا ينتظرون أحدًا ليقول لهم تعالوا عالبروة".

وستتخلل الجنازة الرمزية مقاطع صوتية من قراءات شعرية بصوت الراحل درويش، ومقاطع وقراءات شعرية وأدبية لشخصيات أدبية وثقافية فلسطينية محلية. كما ستؤدي الفنانة سناء موسى أغنية "أحنّ إلى خبز أمي".

وأرفق المنظمون مقطعًا من قصيدة "جدارية" لدرويش، يتحدث فيها عن جنازته حيث وُلد:

"فيا مَوْتُ! انتظرني ريثما أُنهي
تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ،
حيث وُلدتُ، حيث سأمنع الخطباء
من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
وعن صُمُود التينِ والزيتونِ في وجه
الزمان وجيشِهِ . سأقول: صُبُّوني
بحرف النون، حيث تَعُبُّ روحي
سورةُ الرحمن في القرآن. وامشوا
صامتين معي على خطوات أَجدادي
ووقع الناي في أَزلي."

وكان درويش أدلى بلقاء صحافي عشية أمسيته الشعرية التي أحياها في حيفا في تموز 2007، قال فيه عن علاقته بحيفا مقابل علاقته برام الله ما يلي:

"رام الله بالنسبة لي مكان للزيارة. مكان للمشاركة في صَوْغ الهوية الوطنية. أمّا بالنسبة لي شخصيًا فلا معنى خاص لها. لم أعرفها من قبل وليست لي فيها ذاكرة وليس لي فيها تاريخ. تعرّفت عليها منذ عشر سنوات فقط. وفي مثل هذا العمر لا أستطيع أن أبدع ذكريات وعلاقات حميمة مع المكان (...) لقد عشتُ في حيفا عشر سنوات كاملة، وفي حيفا عرفت كل أنواع التجارب الأولى: تجربة الكتابة، تجربة النشر، تجربة العمل الصحفي، تجربة السجن، الاعتقال المنزلي والإقامة الجبرية.. في حيفا ترعرعت شخصيتي الشعرية والثقافية والسياسيّة، أيضًا. وبالتالي أستطيع أن أعتبر أن أكثر مكان موجود في نصّي الشعري وفي تكويني الثقافي هو حيفا، بدون شك. صحيح أنني لم أولد في حيفا، وحيفا ليست مدينتي، لكنها مدينتي بالتبنّي؛ تبنيتُ حيفا مثلما احتضنتني هي كواحد من أبنائها".

ويرى الكثيرون في هذا سببًا رئيسًا لدفن درويش في جليله الذي ولد ونشأ فيه وتشكلت ملامحه، وليس في رام الله التي لم يرَ فيها أية خصوصية تذكر في مسيرته الشعرية والوطنية.

التعليقات