امسية ثقافية في حيفا لانقاذ بيت المفكر اميل توما

المتحدثون بعبرون عن تقديرهم للمفكر والمؤرخ الراحل ويطالبون بلدية حيفا الامتناع عن هدم منزله الذي يمثل وجهي المدينة: الوجه التاريخي العربي القديم والوجه الحديث..

امسية ثقافية في حيفا لانقاذ بيت المفكر اميل توما
بمبادرة من معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية والاسرائيلية واللجنة الشعبية للحفاظ على بيت اميل توما، وبالتعاون مع مجلس المحافظة على الأبنية التاريخية وفوروم الهدار، عقدت في مسرح "الميدان " في مدينة حيفا، أمسية ثقافية لمنع هدم البيت الذي ولد فيه المفكر الفلسطيني اميل توما.
ويقع البيت في منطقة الهدار، في مدينة حيفا، والذي استولت عليه ادارة أراضي اسرائيل فور مغادرة الأسرة للبيت، ايام النكبة، حاملة المفتاح وبعض الأدوات الثمينة على أمل العودة، ولكن العائلة ظلت في المنفى وتسلل اميل توما بعد أن سجن ثلاثة شهور في لبنان ليعود فيجد أن البيت احتلته عائلات اخرى.

وقدمت الفنانة أمل مرقس يرافقها الفنان نسيم دكور وصلتين غنائيتين فيهما الكثير من الحنين الى البيت والوطن وأمل بغد مشرق، وكانت الكلمات القصيرة التي ألقيت تعبر بصدق عن التقدير الكبير لشخص وفكر ونضال اميل توما، ووجه جميع المتحدثين نداءات الى بلدية حيفا بعدم هدم البيت، فقد قال البروفيسور يوبرت لو يون رئيس اللجنة الشعبية لمنع هدم البيت: ان هذا البيت الذي يقع على الحد الفاصل بين وجهي المدينة: الوجه التاريخي العربي القديم والوجه الحديث يمثل ما كان يميز شخصية اميل توما الذي عرف كيف يجمع بين الأطراف المتصارعة، وهدم البيت يعني احداث الخلل في الصورة المتجانسة لهذه المدينة. وقال يوسي فلدمان مدير مجلس المحافظة على الأبنية التاريخية ان المجلس قرر تبني المحافظة على هذا البيت والمساهمة في ترميمه لأنه ذو قيمة تاريخية كبرى، وعمرانية تمثل حقبة تاريخية هامة في تاريخ هذه المدينة.

وفي الكلمة التي ألقاها الكاتب سلمان ناطور مدير معهد اميل توما قال: اننا هنا لكي نمنع هدم هذا البيت. في الآونة الأخيرة أصبح هدم البيوت ظاهرة مألوفة في أماكن أخرى ولكننا في حيفا لن نسمح بأن يصبح الهدم أمرا مألوفا. وتحدث عن شخص اميل توما وابداعه الفكري وتأثيره على الأجيال محذرا البلدية من أن هدم البيت سوف يمس بنسيج العلاقات الطيبة الذي يميز كل سكان حيفا على كافة انتماءاتهم.

ثم تحدث الكاتب عاموس كينان فقال اننا لا نصغي لأفكار وأحلام مفكرين سبقوا عصرهم مثل اميل والذين تحدثوا عن امكانية العيش بسلام في هذه البلاد، وهذا يؤدي الى استمرار الصراع الدموي. أنا أحلم بدولة ديمقراطية ثنائية القومية في ما يسمى "أرض اسرائيل" وفيها يعيش اليهود والعرب بسلام وتكون مفتوحة لكل من يرغب بالعيش فيها بغض النظر عن انتمائه الديني أو القومي.

وباسم العائلة تحدثت السيدة حايا توما وألقت كلمة مؤثرة عن حياتها مع اميل توما ونضاله من أجل الوصول الى سلام عادل في المنطقة، وشكرت منظمي الأمسية وأعلنت أن العائلة وادارة معهد اميل توما واللجنة الشعبية قرروا تحويل البيت الى مركز لحركات السلام والديمقراطية وحقوق الانسان في حيفا والمنطقة.

أما الفقرات المسرحية فقد قدمها الممثلان دورون تابوري وليؤورة ريفلين واختتمت الأمسية بوصلة من الدبكة الشعبية الفلسطينية قدمتها فرقة "المجد" النصراوية بقيادة جمال حبيب الله وادارة آية زعبي.

وقد وقع الحضور على عريضة موجهة الى رئيس بلدية حيفا ، يونا ياهف، تطالبه بالغاء مخطط الهدم والاعلان عنه بيتا ذا قيمة تاريخية يجب المحافظة عليه.

التعليقات