اهلنا في النقب في صراع الفقر والبطالة والتجهيل

* 60% من اطفال النقب يعيشون تحت خط الفقر* نسبة البطالة في كسيفة تحتل المرتبة الأولى في البلاد * دخل العائلة العربية في النقب يشكل 38% فقط من متوسط دخل

اهلنا في النقب في صراع الفقر والبطالة والتجهيل
شارك عدد كبير من اعضاء الكنيست وشخصيات تربوية في مؤتمر التعليم العربي لبحث قضية النقب في ظل الفقر. وقامت بتنظيم المؤتمر، المجموعة العربية اليهودية الضاغطة من اعضاء كنيست- شكلت خصيصاً لدعم التعليم العربي في النقب بمشاركة المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، لجنة أولياء الأمور لتطوير جهاز التربية والتعليم، جمعية تطوير ثقافة المرأة العربية في النقب، مؤسسة شتيل ومنتدى الوفاق المدني.

وضعت المجموعة الضاغطة على جدول اعمالها معالجة سريعة ومستعجلة لمشاكل التعليم العربي في النقب، وقررت التوجه لوزير المالية بشأن حل مشكلة المباني الدراسية في قرى النقب، اضافة الى الضغط لايجاد حلول لميزانية وزارة التربية والتعليم في عدة مجالات منها : التعليم المجاني لجيل 3-4 سنوات لجميع اطفال النقب )اطفال القرى غير المعترف بها محرومون من رياض الاطفال(، وتفعيل برامج تعليمية في المؤسسات التربوية، المبادرة ببناء خطة خماسية جديدة للتعليم في الجنوب العربي.

وجاء في التقرير الخطير أن نسبة الأطفال الذين يعانون من الفقر تصل الى 60% وحسب توقعات مؤسسة التأمين الوطني سيزداد الفقر في السنتين القادمتين، »وحققت« البطالة رقماً قياسياً حيث وصلت في قرية كسيفة الى 27% و»احتلت« المرتبة الاولى في سلم البطالة في البلاد، وهذا ناتج عن عدم استثمار الدولة في هذه القرى لتوفير اماكن عمل ونتيجة التقليصات خاصة في مخصصات الاطفال والتأمين الوطني.
الدخل المتوسط لعائلة عربية في النقب هو 38% من دخل عائلة يهودية، ونسبة المحتاجين لمخصصات التأمين الوطني من أعلى النسب.

كما دل التقرير أن معدل المركبات لكل الف شخص في النقب يتراوح بين 38 الى 64 مركبة لكل الف انسان عربي في النقب بينما المعدل القطري هو )224( سيارة لألف انسان، وفي تل ابيب 458 سيارة لكل الف انسان. وهذا المعطى يدل على مستوى المعيشة والفقر، والفجوات القائمة بين العرب واليهود.
اشار التقرير أيضاً الى ان عدداً كبيراً من الاولاد يصلون الى مدارسهم بدون غذاء ولوازم مدرسية، وعدداً كبيراً من العائلات تصل الى مكاتب الشؤون الاجتماعية لطلب المساعدة والوضع الاقتصادي يؤدي الى خلل كبير في حياة العائلة وهو سبب مباشر في تسرب الاولاد من المدارس،حيث يضطر عدد منهم الى التسرب من المدرسة من أجل البحث عن لقمة العيش ومساعدة عائلته.

كما أن هناك تراجعاً كبيراً في نسبة الحائزين على شهادات البجروت من 27% -25% وهذا يدل على التراجع المقلق وهو مؤشر خطير لما سيحدث في العامين القادمين. الراب ميخائيل ملكيئور قال : نحن مجبرون ان نتعاون معاً ضد الاجحاف بحق المواطنين العرب وحقهم في التعليم، في المرحلة الاولى نأخذ على أنفسنا مهام العمل حتى لا يبقى طفل واحد بدون غرفة تعليمية لأن هذا وضع لا يطاق.

السيد حمد ابو جابر من لجنة الاباء القطرية واللوائية اكد : ارى في هذه الخطوة استمرارية لخطوات سابقة رغم أننا نعلم أن لجنة التربية والتعليم في الكنيست لم تأخذ دوراً فعالاً في معالجة القضايا التي طرحت من سنوات والدليل على ذلك ما كنا قد نوهنا له في مذكرة كاتس .97 وقد عقب النائب جمال زحالقة على هذا التقرير بالقول :» ان اوضاع التعليم في النقب مزرية للغاية، وجهاز التعليم العربي بوضعه الحالي يعيد انتاج حالة الفقر والبطالة والتهميش، والتعليم هو الرافعة الرئيسية للتغيير الاجتماعي والاقتصادي على المدى البعيد. وأضاف : بدون خطة طوارىء خاصة لتغيير جذري في وضع التعليم في النقب فأننا سنجد انفسنا بعد عشر سنوات في حالة اصعب بكثير من الوضع المأساوي القائم اليوم، ويجب أن تكون قضية النقب عموماً، وقضية الارض والتعليم والبطالة بشكل خاص في رأس سلم اولويات الاقلية العربية في البلاد، اولاً بسبب الأوضاع الصعبة وثانياً بسبب المخططات الحكومية لمحاصرة الوجود العربي في النقب. وكان هذا اللقاء بمثابة طرح للأمور الملحة أمام اعضاء البرلمان وما يدور في جهاز التربية والتعليم. وقد طالبت المجموعة الضاغطة بوضع خطة عمل مع توقيت زمني وميزانية ملائمة لمتابعة الموضوع، اذا كان عند اصحاب القرار نية صادقة لتحسين الوضع.


___________________

عن "فصل المقال"

التعليقات