بعد أزمة السكن التي يعاني منها الاهالي ، الأموات في قرية عرابة البطوف بلا قبور !

بعد أزمة السكن التي يعاني منها الاهالي ، الأموات  في قرية عرابة البطوف بلا قبور !
يبدو أن سياسة مصادرة الأراضي التي مارستها إسرائيل منذ قيامها، وحتى اليوم، لم تعد كافية لتضييق الخناق على المواطنين العرب، الشباب يعيشون الأزمة، أزمة البناء، والكبار يعيشون الأزمة، أزمة الهدم، بحجة البناء بلا تراخيص.

لكن وعلى ما يبدو فان للأموات من أجدادنا وآبائنا لهم أزمتهم الخاصة، حيث أصبح مشهد العظام المبعثرة مشهدا عاديا، رغم ما يكمن في طياته من ألم وحرقة، انتهاك حقوق... الحديث هنا لا يدور عن مقابر في بلدات مهجرة، بل في القرى العربية الباقية.

في قرية عرابة في منطقة البطوف، يعاني ألأهالي من تدنيس قبور الموتى بسبب تعنت السلطات الإسرائيلية وعدم تخصيص مقابر لدفن الموتى داخل القرية بعد ان ضاقت المقبرة الحالية في القرية بموتاها.

كم هو مؤلم ان تنبش قبر والدك الذي دفنته قبل سنوات بيديك، وتحرس عظامه كي لا تتبعثر !، هذا هو المشهد في عرابة.. نسبة السكان في القرية تتزايد بشكل كبير، فيما تحاصر إسرائيل القرية من جميع الجهات عن طريق المستوطنات اليهودية التي تقيمها بهدف تهويد الجليل و"انقاذه" من سيطرة العرب الفلسطينيين عليه!
ويشتد الحصار على ما يبدو أكثر، حيث يحاصر الموتى في مكان واحد، وتماطل السلطات في تخصيص مقبرة جديدة للموتى، يرقدون فيها بكرامة، دون تدنيس!

السيد علي عاصلة رئيس المجلس المحلي في عرابة البطوف يقول: " الحديث يدور عن ازمة دفن حقيقية لجثامين الموتى، حيث أصبح الأهالي يستغلون أصغر مسافة من اجل دفم موتاهم، لانه لم يعد مساحات في المقبرة الحالية، وهذا مشهد مؤلم حقا، فخلال حفر القبور بصورة متاخمة لقبور قديمة تبرز عظام الموتى، مما يستوجب جمعها ودفنها من جديد إحتراما لأمواتنا ولأنفسنا".

وعن الخطوات التي قام بها المجلس المحلي من أجل محاولة حل هذه الأزمة قال عاصلة: " قمنا بتقديم مقترحات عملية شملت خرائط لمواقع يمكن استعمالها كمقبرة قريبة من منطقة المل، وقدمناها الى المكاتب ذات العلاقة، منها الى وزارة الداخلية والى ما يعرف بـ "دائرة أراضي إسرائيل"، وبعد جهد كبير ومساعي حثيثة من طرفنا، حصلنا على موافقة مبدئية، لكن معارضة المجلس الاقليمي "مسغاف" حالت دون تنفيذ المشروع، وأصبحت لـ"مسغاف" كلمة الفصل فيما يتعلق بالأراضي في المنطقة".

من جهة اخرى فقد قام وفد مؤلف من رئيس المجلس المحلي في عرابة وعدد من اهالي بعقد إجتماع مع أعضاء لجنة الداخلية في الكنيست، عرضوا خلاله أزمة الدفن في القرية، بل وقاموا بعرض شريط مصور، تم في اعقابه تخصيص 17 دونما، في الجهة الجنوبية للقرية، حيث عمل قسم الهندسة في المجلس المحلي بتجهيز الخرائط اللازمة، ورغم محاولة ما يعرف بـ "'الصندوق القومي اليهودي " بافشال المقترح، إلا ان المجلس المحلي يصر على تمرير المشروع رغم كل العقبات...

ويقول عاصلة: " حولنا تجاوز كل العقبات التي وضعت أمامنا، وقدمنا الخرائط المفصلة الى لجنة "التنظيم والبناء اللوائية" في نتسيريت عيليت، لم تقدم إعتراضات على الخرائط الجديدة، ولذلك لم يعد بنظري أي حجة لعدم أعطاء التراخيص اللازمة لمباشرة العمل في الأرض التي خصصت لإقامة المقبرة"!

.

التعليقات