بعد اطلاعه على الاوضاع عن كثب، النائب بشارة يستجوب وزير الصحة حول الاوضاع الصحية المزرية في حورة

في القرية عيادة واحدة للام والطفل تقدم الخدمات لـ3600 طفل، والطبيبة تحضر مرة واحدة في الاسبوع...

بعد اطلاعه على الاوضاع عن كثب، النائب بشارة يستجوب وزير الصحة حول الاوضاع الصحية المزرية في حورة
قدم النائب عزمي بشارة، اليوم الاثنين، استجواباً الى وزير الصحة، داني نافيه، حول تشغيل عيادة الأم والطفل في قرية حورة في النقب، والتي زارها امس (الاحد)، واطلع عن كثب على الخدمات الطبية المحدودة المقدمة لاطفال المنطقة.

يذكر ان عيادة "الأم والطفل" في حورة تقدم الخدمات الطبية لأكثر من 3600 طفل في حورة والقرى المجاورة لها، وتعمل فيها طبيبة وممرضتين، وتقوم الطبيبة بتقديم العلاج مرة واحدة في الأسبوع. كما تفتقر البلدة الى عيادة عامة، تقدم الخدمات الطبية الشاملة لاهل البلد كباراً وصغاراً.

وسأل النائب بشارة في استجوابه عن الأسباب التي تمنع تشغيل العيادة، خاصةً ان بناؤها تم قبل أكثر من سنتين.

كما سأل عن عدد الوظائف للطاقم الطبي الذي سيشغل العيادة وعن الحاجة الى زيادتها.

وكان النائب بشارة قد قام امس، الأحد، بجولة ميدانية في القرى العربية في النقب، بمبادرة من اللجنة للدفاع عن حقوق الأولاد التابعة للكنيست. وقد استمرت الجولة طيلة اليوم و شملت قرى حورة والاطرش غير المعترف بها وقسم الاطفال في مستشفى سوروكا في بئر السبع. وكان هدف الجولة الاطلاع عن كثب على اوضاع الاطفال الصحية في ظل تردي الخدمات الطبية على ضوء التقليصات في الميزانية.

وشارك في الجولة رئيس اللجنة، النائب ميخائيل ملكيئور، والنائب يعقوب مرجي (شاس)، كما شارك مندوبون عن وزارة الصحة، التربية والتعليم، المجلس للدفاع عن حقوق الطفل ونقابة الممرضات، كما انضم الى الجولة عدد من نشطاء التجمع الوطني الديموقراطي في النقب.

وبدأت الجولة في عيادة الأم والطفل في قرية الحورة (المعترف بها)، حيث قامت طبيبة منطقة الجنوب، د. ايلانه بليمكر، بعرض الاوضاع الصحية المتدنية للأطفال العرب البدو، والنقص في عيادات الأم والطفل، وإنعدامها كلياً في القرى غير المعترف بها.

كما قامت مندوبة نقابة الممرضات، موريا اشكنازي، باستعراض وضع العيادات والنقص في وظائف الممرضات، خاصة في عيادة حورة، التي تقدم الخدمات الصحية لأطفال حورة والقرى غير المعترف بها المجاورة لها. ففي حين يتطلب عدد الأطفال في المنطقة وأوضاعهم الصحية، تعيين تسع ممرضات، يتم في الواقع تشغيل ممرضتين فقط.

وحذر مندوبو وزارة الصحة من عواقب ما قد يحدث جراء التقليصات المتوقعة في ميزانية الوزارة وقرار الحكومة بإغلاق كافة عيادات الام والطفل، خاصة في القرى العربية البدوية، حيث تشكل هذه العيادات المركز الصحي الأولي والأساسي في تقديم الخدمات للأطفال العرب.

اضافة الى ذلك، قام النائب بشارة واعضاء اللجنة بزيارة الى مدرسة "واحة النخيل" في قرية الاطرش، وإلتقوا مدير المدرسة، يونس الأطرش، الذي شرح بتوسع وضع المدرسة واحتياجاتها الاساسية، مثل السفريات خاصة في الشتاء. كما تحدث عن تزويد المدرسة بالكهرباء ، حيث تستهلك الكهرباء عن طريق مولد كهربائي في حين يبعد خط الكهرباء الرئيسي عن المدرسة نصف كيلومتر فقط.

وقد تدخل النائب بشارة متسائلاً عن هذه الحكومة التي لا تعترف بهذه القرى وتزود مدارسها بالكهرباء بطريقة المولد الكهربائي البدائية من جهة، وتمنعها من مد خطوط الكهرباء من جهة أخرى!

كما زار النائب بشارة واعضاء اللجنة قسم الخدج في مستشفى سوروكا في بئر السبع، حيث استمعوا الى شرح من اطباء القسم عن وضع الاطفال العرب، نسبة الولادة وعدد الوفيات التي وصلت عام 2002 الى 17.1% من الأطفال، وهي اعلى نسبة في البلاد، وعن الاسباب المؤدية لمثل هذه النسبة، ومن ضمنها الامراض الوراثية الناجمة عن زواج الاقارب والفقر الذي يؤدي الى سوء تغذية اضافة الى تردي الخدمات الطبية في القرى غير المعترف يها.

وعقب النائب بشارة في نهاية الجولة قائلاً: " ان المسألة الاساسية التي نواجهها في النقب هي ان جل اهتمام الحكومة الاسرائيلية منصب بشكل مهووس على مصادرة اراضي العرب وتركيزهم في مجمعات سكنية، وقبل ان يحصل ذلك لا تبدي الحكومة أي رغبة حقيقية بحل القضايا بشكل فعلي يتجاوز التسكين المؤقت، لذلك نجد انفسنا غارقين في قضايا السكان الحياتية في حين تهتم الحكومة بسلب ارضهم فقط".

التعليقات