بعد مصادرة 103 دونمات من أصل 120 دونما؛ نبش مقبرة الغوارنة في جسر الزرقا

-

بعد مصادرة 103 دونمات من أصل 120 دونما؛ نبش مقبرة الغوارنة في جسر الزرقا
أصدرت المحكمة الشرعية في حيفا قرارا يقضي بوقف الحفريات التي يجريها "كيبوتس معجان ميخائيل" في مقبرة الغوارنة الإسلامية التابعة لقرية جسر الزرقاء، جراء المس بحرمة وقدسية المقبرة.

وجاء قرار المحكمة هذا في أعقاب الدعوى القضائية التي قدمها علي أبو شهاب رئيس لجنة الاستقامة لرعاية المقدسات الدينية في قرية جسر الزرقاء لاستصدار أمر مستعجل لإيقاف أعمال حفر وشق شارع في المقبرة، حيث أقدم "كيبوتس معجان ميخائيل" مؤخرا على إجراء بعض الحفريات لشق شارع يؤدي لإحدى المدارس المجاورة للمقبرة، متجاهلا حرمة المقبرة وقدسيتها، بالإضافة لعدم إبلاغه سكان القرية والمجلس المحلي بأعمال الحفر رغم أن المقبرة تعتبر وقفا إسلاميا يتبع للقرية، مستغلا حقيقة وقوع المقبرة ضمن نفوذه وبعدها عن أعين السكان.

وقال علي أبو شهاب رئيس لجنة الاستقامة لرعاية المقدسات في القرية: "الحديث يدور عن مقبرة إسلامية قائمة قبل النكبة وفيها مئات الأضرحة والقبور لموتى من القرية، وأخرى من قرى هجرت بالمنطقة. وتبلغ مساحة المقبرة حوالي 20 دونما اقتطعت منها 4 دونمات لصالح المحمية الطبيعية شمال القرية، ونحن لن نسمح لأحد المس في حرمة المقبرة وتدنيسها وسنعمل بشتى الوسائل لصيانتها وحمايتها".

وأضاف أبو شهاب:" سجلت في الماضي العديد من أعمال الاعتداء والتدنيس والطمس لمعالم المقبرة، تجلت بإلقاء النفايات على أرضها وهدم الجدار الواقي المحيط بها من قبل كيبوتس معجان ميخائيل إضافة إلى منع أهالي القرية من صيانتها والوصول إلى أضرحة موتاهم حيث عانت إهمالا لفترة طويلة. وبغية الوصول للمقبرة نضطر للسفر مسافة 15 كيلومترا، عبر الدخول لكيبوتس معجان ميخائيل، وذلك بعد أن قام الكيبوتس بإغلاق المعبر القريب للقرية بالوقت الذي تبعد فيه المقبرة 2 كيلومتر عن القرية فقط".

وجاء في قرار القاضي عدنان عدوي: "بعد الإطلاع على الطلب، وعلى مرفقاته، فأنني أقرر بأن مقبرة الغورانة المذكورة، الواقعة في قسيمة رقم 14/15/16/20 ، بلوك رقم 10971، من أراضي جسر الزرقاء والمحددة في الخارطة المرفقة "م1" المرفقة لهذا القرار، هي مقبرة للمسلمين، ولها قدسية وحرمة مؤبدة، ويجب صيانة قدسيتها، وحرمتها ولذلك يمنع نبش قبورها أو نقل عظام الموتى، إلى مكان آخر، ولا يجوز طمسها أو طمس معالمها، ولا يجوز البناء عليها أو فوقها، أو مكانها، ولذلك فأنني أقرر منع أي شخص أو جسم أو جهة كانت، من المس بقدسية المقبرة المذكورة، في القسيمة المذكورة، أو في شواهد القبور الموجودة في القسيمة المذكورة، أو المحاذية لها، وعدم نبشها، والامتناع عن نقل عظام موتاها إلى أماكن أخرى وعدم طمسها، وطمس معالمها، وعدم البناء عليها، أو مكانها أو فوقها، لقدسيتها ولحرمتها الأبدية، لان ذلك يصب في مصلحة الأمة، ويحفظ لها كرامة موتاها، وكل من يخالف هذا القرار، سيتعرض للعقوبات التي ينص عليها القانون".

إضافة لهذا القرار عينت المحكمة الشرعية لجنة أمناء من أبناء القربة من اجل حماية المقبرة وصيانتها ومتابعة قضاياها أمام الجهات المسؤولة.

يذكر أن مقبرة الغوارنة قائمة منذ أكثر من 150 عاما، وكانت تمتد على مساحة 120 دونما صودرت غالبتها في سنوات السبعين وتقتصر مساحتها اليوم على 17 دونما محاطة بشريط. وقد عانت المقبرة على مدار أعوام إهمالا خاصة وأنها تبعد عن القرية 2 كيلومتر ويصعب الوصول إليها بسبب إغلاق الكيبوتس الطريق المؤدي للمقبرة من جهة القرية. إضافة لذلك تفتقر المقبرة لأبسط الظروف كخط مياه وتيار كهربائي.

التعليقات